معاني أحرف العطف
- الواو.. تكون للجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم
جمعًا مطلقًا، فلا تفيد
ترتيبًا ولا تعقيبًا. فإذا قلت: جاء علي وخالد.. فالمعنى
أنهما اشتركا في حكم المجيء،
سواء جاء علي قبل خالد أو العكس، أو جاءا معًا، وسواء كانت
هناك مهلة بين مجيئهما
أو لم تكن.
- الفاء.. تكون للترتيب والتعقيب، فإذا قلت:
جاء علي فسعيد .. فالمعنى أن عليًا جاء أ ولا ،
وسعيدًا جاء بعده ، بلا مهلة بين
4
|
- ثم.. تكون للترتيب والتراخي، فإذا قلت:
جاء علي ثم سعيد .. فالمعنى أن عليًا جاء أولُا، وسعيدًا
جاء بعده، وكان بين مجيئهما
مهله.
- حتى.. العطف بها قليل، وشرط العطف بها أن يكون المعطوف
اسمًا ظاهرًا، وأن
يكون جزءًا من المعطوف عليه أو كالجزء منه، وأن
يكون أشرف من المعطوف عليه
أو أخس منه، وألا يكون جملة، كما في نحو:
يموت الناس حتى الأنبياء .. َ غَلبك الناس حتى الصبيان ..
أعجبني علي حتى ثوبه.
ويشار هنا إلى ما يلي :
* تكون (حتى) حرفًا ثانويًا للانتهاء، كما في نحو:
قال تعالى : (سلام هي حتى مطَلع الفجر) (1) .
* وتكون أيضًا حرف ابتداء، وما بعدها يكون حينئذ جملة
مستأنفة، كما في نحو:
فما زالت القتلى تمج دماءها بدجلة حتى ماء دجلة أشكلُ
أو.. إن وقعت بعد الطلب فهي :
* إما للتخيير، كما في
نحو:
تزو ج خولة أو أخَتها.. يمنع وفي التخيير الجمع بين طرفي
الخيار، إذ لا يجوز
الجمع بين الأختين في الزواج.
* أو للإباحة، كما في نحو:
5
|
وفي الإباحة لا يمنع الجمع بين مجالسة فريقي الخيار، إذ
يجوز للمخا طب مجالسة
كلا الفريقين.
* أو للإضراب، كما في نحو:
إذهب إلى دمشق، أو دع ذلك فلا تذهب اليوم.. حيث (أو) هنا
بمعنى (بلْ).
وإن وقعت (أو) بعد كلا م خَبري، فهي:
* إما للشك، كما في نحو:
قال تعالى : (لِبْثنا يومًا أو بعض يوم) (1)
* أو للإبهام، كما في نحو:
قال تعالى : (وإنا أو إياكم
لعَلى هد ى أو في ضلالٍ مبين) (2).
* وإما للتقسيم، كما في نحو:
الكلمة اسم أو فعلٌ أو حر ف.
* وإما للتفصيل بعد الإجمال، كما في نحو:
اختلف القوم فيمن ذهب، فقالوا: َذهب سعيد أو خالد أو علي.
- أم.. على نوعين:
* مّتصلة.. وهي التي يكون ما بعدها متصلا بما قبلها ،
ومشاركًا له في الحكم، ولا
يستغنى بأحدهما عن الآخر:
* وهي التي تقع إما بعد
همزة الاستفهام، كما في نحو :
6
|
* أو بعد همزة التسوية،
كما في نحو:
قال تعالى : (سواء عليهم أَأَنْذرتهم أَم لم تنذرهم) (1).
* ومنقطعة.. وهي التي
تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده،
* إما الإضراب.. كما في
نحو:
قال تعالى : (هل يستوي الأعمى والبصير، أم هل تستوي الظُلمت
والنور، أم جعلوا لله شركاء ) (2)
وهي هنا بمعنى (بلْ).
* أو الإضراب متضمنًا -
في الوقت ذاته - معنى الإنكار، كما في نحو :
قال تعالى : (أم له البنات ولكم البنون) (3)
- بل:
* تكون للإضراب والعدول عن شيء إلى آخر، هذا إذا وقعت بعد
كلام مثبت، خبرًا
كان أو أمرًا، وحينئذ يكون معناها سلب الحكم عما قبلها، حتى
كأنه سكوت عنه،
وجعله لما بعدها، كما في نحو:
قام سليم بلْ خالد. ليُقم علي بل سعيد.
* أما إذا وقعت بعد النفي
أو النهي، فتكون لإثباتهما لما قبلها، وجعل ضده لما بعدها
كما في نحو:
ما قام سعيد بل خليلٌ لا يذهب سعيد بل خليلٌ.
ومن المفيد الإشارة، هنا، إلى أن (بلْ) لا تكون حرف عطف إذا
وقعت قبل جملة ،
7
|
* إما حرف ابتداء مفيدًا
للإضراب الإبطاّلي، كما في نحو:
قال تعالى : (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد
مكرمون) (1)
قال تعالى : (أم يقولون به جنَّة، بل جاءهم بالحق) (2).
* أو حرف ابتداء مفيدًا للإضراب الانتقالي، كما في نحو:
قال تعالى : (قد أفلح من تزكَّى، وَذكر اسم ربه فصلَّى، بل
تؤْثرون الحياَة الدنيا) (3).
قال تعالى : (وَلدينا كتاب ينطق بالحقِّ وهم لا يظلمون ، بل
قلوبهم في غمره ... ) (4)
هذا، وقد تزاد (لا)، قبل (بلْ)، بعد إثبات أو نفي، كما في
المثالين التاليين:
وجهك البدر، لا، بل الشمس، لو لميْقض للشمس كسفَة أو ذبولُ
وما هجرُتك، لا ، بل زادني شغفًا هجر وبعد تراخ لا إلى أَجلِ
* تكون للاستدراك، شرط ألا تقع بعدها جملة، وأن يسبقها نفي
أو نهي، وألا تقترن
بالواو؛ وحينئذ يكون معناها إثبات النفي أو النهي لما
قبلها، وجعلُ ضده لما بعدها، كما
في نحو:
ما مررت برجلٍ طالح، لكن صالح .. لا يُقم خليلٌ، لكن سعيد.
* ولا تكون حرف عطف، بل حرف ابتداء، إذا وقعت بعدها جملة،
أو وقعت قبلها
الواو، أو أتت بعد الإيجاب، كما في نحو:
إن ابن ورقاء لا ت خشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنْتظر
8
|
أي (ولكن كان رسولَ اللهِ).
- لا.. تفيد النفي مع العطف ، ومعناها إثبات الحكم لما قبلها ، ونفيه عما
بعدها ، وشرط
معطوفها أن يكون مفردًا لا جملة ، وأن يكون بعد الإيجاب أو
الأمر ، كما في نحو :
جاء سعيد لا خالد .. ُ خذ الكتاب لا القلم.
وفي رأي الكوفيين أن (ليس)، إذا وقعت موقع (لا) ، كانت (حرف
عطف)، وذلك كما
في نحو:
خذ الكتاب ليس القلم.
Post a Comment