اكتشف
المواهب والرغبات وفجر الطاقات :
إن
الله قد أودع الميول والرغبات في الناس وهي مع ذلك تختلف من شخص لآخر فهذا يحلم
بالدعوة وآخر بالقيادة وثالث بالطب وهكذا وقد جعل الله لكل شخص قدرة قد تكمل
فتعينه على تحقيق رغبته وقد تقصر فتقصر ميوله ولهذا فالمعلم ربّان الفصل الذي
يكتشف ويقدر ويفجر مواهب أفراده ، فيرى الشُّوَيْعِر فيبني موهبة الشعر فيه ويحثه
ويشجعه على ذلك ويرسم له الطريق والعلامات التي تعينه على خدمة دينه ، ويرى
المتكلم فيشجعه على الإلقاء والخطبة حتى ينفع الله به أمته ، وهكذا تصبح إدارة
الفصل عبارة عن مصنع يخرج من خلالها من يحمي الدين ويرفع الراية .
والاستفادة
من قدرات وخبرات الآخرين في الاستكشاف .. فلا شك أن الوسط الدعوي يحتاج إلى
الاحتكاك بالآخرين من المربين وبعض طلبة العلم وبعض أئمة المساجد وأولياء الأمور ومراكز
الدعوة والإرشاد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الجهات الخيرية.
وغيرهم في داخل النشاط أو خارجه .. ومن خلال هذه الفئات يمكن التعرف على بعض طاقات
المتربين ، خاصة إذا كان من هؤلاء من يتميز بالفراسة ودقة الملاحظة ..
فالمعلم
الناجح يضم تجارب وعقول الآخرين إلى عقله.
إن بعض القول فنٌ
فاجعل الإصغاءَ فنا
إن تجد حسنا
فَخذه واطَّرحْ ما ليس حسنا
أنت كالحقل يردُّ الكيلَ للزارع طنا
ربما كنتُ غنياً غير أني بك أغنى
ربَّ غيمٍ صار
لمَّا لامسته الريح مُزْنا
ما لصوتٍ أغلقت مــن
دونـه الأسماع مـعنى
يا أخانا أنت إن
راعـيت فجري صــار أسنى
وإذا طفت بكرمي زدته خصبا وأمنا
قد سكبتُ الحب كي تشرب فاشرب مطمئنا
فهو بالإنفاق
يبقى وهو بالإمساك يفنى
وقد
يكتشف هذه الطاقات عن طريق إثارة المنافسة .. والمنافسة وسيلة من وسائل تفجير
الطاقات واكتشاف المواهب وظهور القدرات ، ولكن تكون باعتدال .
أو
بالسفر .. وقالوا (ما سمي سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال) وكلما زادت صعوبات
السفر وتكاليفه العملية والفكرية كان ذلك أدعى للتعرف على سلوك المتربين وأخلاقهم
.
والتكليف
بالمهمات من الوسائل لاستكشاف الطاقات التكليف بمهمات مناسبة لقدرات المتربي ، فمن
خلال النظر في نتائج هذه التكاليف ترى منهم المبدع ومنهم الذي يقوم بالمهمة
بكمالها ومنهم المقصر ومنهم المراوغ .. وهكذا .. فيمكن النظر في النتائج والأساليب
التي استخدمها المتربي لإنجاز المهمات ..
إرسال تعليق