المزايا التي يحصل عليها المستثمرون الأجانب بالمملكة





 صناعة البتروكيماويات في المملكة تواجه العديد من التحديات التي قد تؤثر على نموها وقدراتها التنافسية على الصعيد العالمي خلال السنوات القادمة، مما يتطلب انتهاج استراتيجيات جديدة لتحقيق النمو من خلال التركيز على التطوير التقني وإعادة النظر في الهياكل التنظيمية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنمية الصادرات، وتبرز الورقة في هذا الصدد، الدور الريادي لشركة سابك في تعزيز نمو الاقتصاد السعودي، من خلال إسهاماتها الملموسة في إجمالي رأس المال الثابت، وزيادة القيمة المضافة للناتج المحلي الإجمالي، وتحسين أوضاع ميزان المدفوعات، إضافة إلى تأثير سابك على قطاعات الإنتاج الرئيسة بالاقتصاد السعودي وبصفة خاصة تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأسمدة الزراعية ومختلف أنواع حديد الإنشاءات.
      أهمية الدور التنموي للاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمملكة، وذلك من خلال الانعكاسات الإيجابية لهذا الدور على التطوير التقني بشركة سابك، والإفادة من الوفورات الاقتصادية للإنتاج على نطاق واسع، وتوفير الخبرات التسويقية، واعتماد أساليب فاعلة لتدريب الكوادر الإدارية والفنية وتأهيل العمالة الوطنية، إضافة إلى الإسهام بفاعلية في تنمية الصادرات غير النفطية وتحسين المقدرة التنافسية لمنتجات سابك بالأسواق العالمية.
      المزايا التي يحصل عليها المستثمرون الأجانب بالمملكة، انطلاقاً من المزايا النسبية والموقع الجغرافي المتميز للمملكة والتجهيزات الأساسية والحوافز والإعفاءات الواردة بنظام استثمار رأس المال الأجنبي، كما تشير الورقة إلى الدروس المستفادة من الشراكة مع الاستثمار الأجنبي مثل: اعتماد مبدأ الشفافية في الاتفاقيات، والحرص على استقرار أسعار الخامات أو مدخلات الإنتاج، وأهمية تحقيق زيادة مطردة في إنتاج الكهرباء والمياه، وتطوير رواسب الفوسفات.
      ومن ناحية أخرى، توضح الورقة أهمية التوجه العالمي نحو "التكامل وإعادة الهيكلة" في صناعات البتروكيماويات بسبب تصاعد أسعار مدخلات الإنتاج وانخفاض أسعار المنتجات، مما أدى إلى تكوين شركات عملاقة تمتد أنشطتها إلى معظم أنحاء العالم، ومن المأمول أن ينعكس هذا التوجه على أنشطة سابك من خلال المشاريع المشتركة بما يتجاوز الصعيد الإقليمي، كما ينعكس أيضاً على الرؤية المستقبلية خلال العشرين عاماً القادمة من خلال :
-     تكامل الصناعات الأساسية، سواء التكامل الأمامي أو التكامل الخلفي.
-     التوسع في إقامة مشاريع مشتركة على الصعيد العالمي.
-     مضاعفة الاستثمار في قطاع البحث والتطوير لتوسيع مجالات التقنية المحلية.
-     الاستمرار في تنفيذ عمليات التخصيص.
-     تطوير المؤسسات التعليمية لتوفير العمالة الوطنية ذات المهارات الخاصة.
-     الاستفادة من برامج التوازن الاقتصادي.
-     التطبيق الفعال لأنظمة الاستثمار والضرائب.
كما قدمت الورقة لمحة تاريخية تبرز مدى إسهام شركة سابك في تنمية الصادرات السعودية غير النفطية، إضافة إلى قيام سابك بإنشاء شركة شحن عالمية مملوكة بالكامل لها في عام 1993م، وكذلك عقد اتفاقية مع شركة النقل الوطنية السعودية لإنشاء شركة وطنية لنقل المنتجات السائلة، كما قامت شركة سابك ببناء شبكة عالمية من المكاتب الفرعية لدراسة أوضاع الأسواق وترشيد اتخاذ القرارات، وعلى الرغم من ذلك فمازالت هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى حلول عاجلة، مثل :
-     محدودية وعدم كفاية إجراءات مكافحة الإغراق بالمملكة.
-     الحاجة إلى تطوير وتطبيق المواصفات القياسية السعودية.
-     الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة ارتفاع تكاليف الشحن.
-     عدم كفاية تمويل الصادرات من خلال البرامج الحالية.
-     الحاجة لتعزيز التسويق عبر التجارة الإلكترونية بين الشركات.
-     الحاجة لتوفير أنظمة معلومات ذات كفاءة عالية بشأن الأسواق العالمية.
ــــــــــ
عبدالله بن صالح النجيدي. حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية. عمل رئيس شركة سابك للتسويق المحدودة. ومدير لأحد مشاريع سابك، ثم مدير إدارة التسويق بسابك. وعمل بوزارة التجارة والصناعة (وزارة الصناعة والكهرباء حالياً) وتدرج فيها حتى أصبح مدير الإدارة العامة للمشاريع والمناطق الصناعية بوزارة الصناعة والكهرباء. ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للبتروكيماويات (صدف) التابعة لشركة سابك. ثم نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصادرات الصناعية. ويشغل حالياً منصب نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والاستثمار ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لتسويق الأسمدة (سنابك) التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). وهو عضو اللجنة الاستشارية لمنظمة التجارة الحرة، وعضو مجلس إدارة للعديد من الشركات والمؤسسات الحكومية، وعضو في العديد من الجمعيات المهنية المحلية والإقليمية والدولية.
 

Post a Comment

أحدث أقدم