الصدقات في القرآن والسنة
غاية الغايات من الصدقات هو الامتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولقد حث الله ورسوله على الصدقات بصفة عامة وبيان ثوابها العظيم ، ولها فضائل كثيرة منها ما يلي:
· - التطهير والتزكية.
تطهر الصدقة القلب وتزكيه وتخلصه من عبادة المال، ودليل ذلك:
- قال الله تبارك وتعالى:)  خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ( (سورة التوبة: 103).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمسكين" (متفق عليه).
· -  البر والتقوى.
ينال المسلم بصدقته درجة البر والتقوى، كما أنها برهان صادق على حب الله               عز وجل، ودليل ذلك:
- قال الله تبارك وتعالى:  )لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)( (سورة آل عمران: 92)، وقال الله تبارك وتعالى أيضاً: )لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ   هُمُ المُتَّقُونَ (177)(                 (سورة البقرة: 177)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"...... والصدقة برهان...." (رواه مسلم).
· - الزيادة في العمر والوقاية من ميتة السوء.
تطيل الصدقة في عمر المسلم في الخير، وتقيه ميتة السوء، ودليل ذلك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة تزيد في العمر، وتمنع ميتة              السوء، ويذهب الله بها الكبر والفخر" (رواه الطبراني وحسنه الترمذي).
· - تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.
تطفئ الصدقة غضب الله عز وجل عندما يقدم المسلم على التوبة والاستغفار وعمل المعروف وتقديم القربات إلى الله، ودليل ذلك:
- قال الله تبارك وتعالى: ) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)  (( سورة الفرقان: 70).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الأرحام تزيد في العمر، وكل  معروف صدقة" (رواه الطبراني في الأوسط عن أي أمامة).
· - مضاعفة الحسنات عند الله ومحو الخطايا.
يضاعف الله ثواب ما يقدمه المسلم من صدقات، فهو استثمار رابح، ودليل ذلك:
- قال الله تبارك وتعالى: )مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ                              وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)  (( سورة البقرة:261).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا طيباً، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوة حتى تكون مثل الجبل" (أخرجه البخاري عن أبي هريرة)، ويقول صلى اله عليه وسلم: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار" (صحيح الترغيب).
 · - استخلاف الرزق من عند الله.
تعتبر الصدقة من أسباب نزول الرزق الحلال الطيب من عند الله، ودليل ذلك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استنزلوا الرزق بالصدقة" (رواه البيهقي).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا وينزل ملكان، يقول أحدهما اللهم أعط كل منفق خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط كل ممسك تلفا" (رواه مسلم).
· - تطهير المال.
يقول الفقهاء أن الصدقة تطهر المال مما دخله من الحرام، ودليل ذلك:
- قول الله عز وجل:)  خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ( (سورة التوبة: 103).
- ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة" (رواه أحمد والنسائي وابن ماجة).
· - تحقيق البركة في الرزق.
من أسباب البركة في الرزق إعطاء الصدقات، ودليل ذلك:
- قال الله تبارك وتعالى:  )يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ (276) (( سورة البقرة: 276 )، وقال تبارك وتعالى أيضاً: ) وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)( ( سورة سبأ: 39).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل" (رواه مسلم عن أبي هريرة).
· - دواء للأمراض.
إعطاء الصدقات ابتغاء الله عز وجل دواء للعديد من الأمراض مع الأخذ بالأسباب ومنها زيارة الطبيب وأخذ الدواء، ودليل ذلك:
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء بالدعاء" (رواه الطبراني)، وفي علاج مرض قسوة القلوب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح على رأس اليتيم" (رواه البخاري ومسلم)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "امسح على رأس اليتيم، وأطعم المسكين" (رواه أحمد).
· - صحبة الصالحين في الآخرة.
يكون المتصدق مع أهل المعروف في الدنيا، وكذلك يكون معهم في الآخرة، ودليل ذلك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... كل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في  الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف" (رواه الطبراني).
· - الاستظلال بظل الله يوم القيامة والوقاية من النار.
المتصدق من السبعة الذين يظلهم الله عز وجل بظله يوم القيامة يوم لا ظل            إلا ظله، ويقيه الله من النار، ودليل ذلك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة" (رواه أحمد ومسلم).
 - وقال صلى الله عليه وسلم : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.... منهم ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، فلا تعلم شماله ما صنعت يمينه " (رواه البخاري).
- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضي الله بين الناس" (متفق عليه).

Post a Comment

أحدث أقدم