أن
الأمة بصفة عامة ،
و العلماء و الدعاة و طلبة العلم الشرعي خاصة ، في حاجة ماسة
إلى العلم بموضوع المصالح و المفاسد ، حتى يدركوا مقصود الشارع من التكاليف و
غيرها ، و أن هذه الشريعة موضوعة لتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا و الآخرة .
أهمية
قاعدة " درء المفاسد أولى من جلب المصالح " عند أهل العلم قديما و حديثا
من خلال ما ظهر من عظيم أثرها و كثرة تداولها في كتبهم .
استدل
أهل العلم لإثبات قاعدة " درء المفاسد أولى من جلب المصالح " بأدلة
كثيرة ، من القرآن الكريم و السنة النبوية ، حيث تضافرت الأدلة من المنقول و
المعقول على الاعتداد بها .
أن
المقصود الأهم من القاعدة أنه إذا تعارض عند المكلف مفسدة و مصلحة في أمر من أمور
دينه أو دنياه ، اتبع القاعدة في دفع المفسدة و درئها و أنه مقدم على طلب تحصيل
المصلحة ، لعناية الشرع بترك المفاسد لما يترتب عليها من الأضرار و الشرور .
تنقسم
المصالح و المفاسد أقساما متعددة ذكرها أهل العلم ، تختلف باختلاف الحيثيات أو
الاعتبارات التي لحظت
في التقسيم .
تعارض
المصالح و المفاسد له ثلاث حالات : أن تغلب المصلحة المفسدة ، أو تغلب المفسدة
المصلحة ، أو تتساوى المصلحة و المفسدة ، وهي واقعة بالنسبة للمكلف و لكل حالة
منها حكم خاص
من
الضروري للمجتهد معرفة طرق الترجيح بين المصالح و المفاسد المتعارضة و القاعدة
" درء المفاسد أولى من جلب المصالح " تقتضي تقديم دفع المفاسد على جلب
المصالح ، فلا بد من معرفة الضوابط التي
من خلالها تكون المفاسد أرجح في نظر الشارع ، ليكون عمل المجتهد بالقاعدة على وفق
تصرفات الشرع و مقاصده ، و هذه الضوابط راجعة إلى : الترجيح بحسب الرتب ، النوع ،
العموم ، القدر ، الزمن ، التحقق .
Post a Comment