صغ فرضية حول إحدى خصائص الفيروس
صغ فرضية حول إحدى خصائص الفيروس
تتكون الفيروسات من جزئين أو ثلاثة: كل
الفيروسات لها مورثات مكونة من الدنا أو الرنا، (جزيئات طويلة تحمل المعلومات
الجينية) كما لها غلاف بروتيني يحمي هذه الجينات; وبعضها محاطة بغلاف دهني يحيط
بها عندما تكون خارج الخلية المضيفة. أشباه الفيروسات لا تملك غلافا بروتينيا
والبريونات ليس لها دنا أو رنا.
تختلف أشكال الفيروسات من بسيطة
كالولبية وعشرونية الوجوه، اٍلى بنى معقدة جدا. معظم الفيروسات أصغر من البكتيريا
المتوسطة بحوالي مائة مرة. يبقى أصل الفيروسات في تاريخ تطور الحياة غير واضح،
بعضها ربما تطور من البلازميدات (جزيئات من الدنا يمكنها الاٍنتقال من خلية لأخرى)
في حين يمكن لأخرى أن تكون تطورة من البكتيريا. في التطور الفيروسات عامل مهم في
نقل الجينات الأفقي، مما يزيد التنوع الجيني.
تنتشر الفيروسات بالعديد من الطرق:
فيروسات النبات تنتقل من نبات إلى آخر غالبا عن طريق الحشرات التي تتغذى على
النسغ، مثل المن، في حين أن فيروسات الحيوان يمكن أن يحملها دم الحشرات الماصة
المعروفة باسم النواقل. فيروس الاٍنفلونزا ينتشر عن طريق السعال والعطس.
الفيروسة العجلية المسببة لالتهاب
المعدة والأمعاء الفيروسي تنتقل عبر الطريق الفموي الشرجي وتنتقل كذلك من شخص إلى
آخر عن طريق الاتصال، وتدخل الجسم مع الطعام أو الماء.
فيروس نقص المناعة البشرية هو واحد من
الفيروسات المنقولة عن طريق الجنس، أو التعرض لدم مصاب بالعدوى (مثلا عن طريق
الحقن).
العدوى الفيروسية لدى الحيوانات تثير
الاٍستجابة المناعية التي عادة ما تقضي على هذا الفيروس المعدى. هذه الاٍستجابة
المناعية يمكن أيضا أن تكون ناتجة عن اللقاحات والتي تمنح حصانة ضد الإصابة بفيروس
معين. ومع ذلك، بعض الفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية وتلك التي تسبب
الاٍلتهاب الكبدي الفيروسي يمكنها التملص من هذه الاٍستجابة المناعية، وتسبب
التهابات مزمنة. الكائنات المجهرية أيضا تملك دفاعات ضد العدوى الفيروسية، مثل نظم
تعديل القيد.
المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على
الفيروسات. لكن تم تطوير بضعة أدوية مضادة للفيروسات. هناك عدد قليل منها نسبيا
لأن هناك عدد قليل من الأهداف لهذه العقاقير لتتداخل معها. هذا لأن الفيروس يعيد
برمجة خليته المضيفة لاٍنتاج فيروسات جديدة، وجعل تقريبا كل البروتينات المستعملة
في هذه العملية جزء طبيعي من الجسم، مع عدد قليل فقط من البروتينات الفيروسية.
اكتشفت الفيروسات صدفه في أثناء اجراء
العالم أدولف ماير سنة 1883، بحوثا على تبرقش أوراق التبغ، فتوصل إلى وجود دقائق
أصغر من البكتيريا تسبب المرض. عام 1884، قام عالم الأحياء الدقيقة الفرنسي شارل
شمبرلند باختراع مصفاة (تعرف اليوم بمصفاة شمبرلند أو مصفاة شمبرلند-باستور) مع
مسام أصغر من البكتيريا. وبالتالي، يمكنه تمرير محلول يحتوي على البكتيريا وتصفيته
وإزالتها تماما منه.[
تمكن العالم الروسي ديمتري ايفانوفسكي
سنة 1892م من تصفية عصارة أوراق التبغ المصابة باستخدام مرشحات خاصة لا تسمح
للبكتيريا بالمرور، ومسح بها اوراق غير مصابة فلاحظ إصابتها. وهو أول من أطلق
عليها اسم فايرس (ويعني باللاتينية السم وهي عبارة عن جزيئات بسيطة وصغيرة في
الحجم).
تعتبر الفيروسات إحدى أهم المعضلات
التي تواجه التصنيف الحيوي فهي لا تمثل كائنات حية لذلك توصف غالبا بالجسيمات
المعدية لكنها بالمقابل تبدي بعض خصائص الحياة مثل القدرة على التضاعف والتكاثر
بالاستعانة بخلايا المضيف التي تم السيطرة عليها. تقوم الفيروسات بالاستعانة
بآليات الخلايا الحيوية عن طريق دس الدنا أو الرنا الفيروسي ضمن المادة الوراثية
للخلايا الحية. لكن بالمقابل الفيروسات لا تتحرك ولا تقوم بعمليات استقلاب أو تحلل
من تلقاء نفسها، إنها في منطقة وسطى بين الحياة واللاحياة (يبقى تعريف الحياة نفسه
غير محدد بدقة، فبعض الجسيمات مثل ريكتسيا تبدي مظاهر الحياة واللاحياة أيضاً).
إكتشف أول فيروس يصيب الفقاريات وهو
فيروس الحمى القلاعية سنة 1898م كل من العالمان فريدريك لوفلر وبول فروش[11].
واكتشف العالمان ولتر ريد وجيمس كارول
أول فيروس يصيب الإنسان وهو فيروس الحمى الصفراء[12][13].
الأصل والمنشأ
قد تكون الفيروسات موجودة منذ تطور
الخلايا الحية الأولى فهي توجد حيث وجدة الحياة.[14] إلا أن أصلها غير واضح لأنها
لم تشكل حفريات، لذلك فالتقنيات الجزيئية كانت وسيلة مفيدة للغاية للتحقيق في
كيفية نشوئها.[15] هذه التقنيات تعتمد على توافر الدنا أو الرنا الفيروسي القديم،
لكن لسوء الحظ فإن معظم الفيروسات التي تم حفظها وتخزينها في المختبرات تعود لأقل
من 90 عاما.[16][17] هناك ثلاث فرضيات رئيسية تحاول تفسير نشأة الفيروسات
:[18][19]
فرضية التقهقر
وتنص على أنه ربما كانت الفيروسات
خلايا صغيرة تتطفل على الخلايا الأكبر. بمرور الوقت، فقدت الجينات التي لا تحتاج
إليها في التطفل. يدعم هذه الفرضية بكتيريا الريكتسيا والكلاميديا التي هي خلايا
حية يمكنها التكاثر فقط داخل خلية مضيفة مثل الفيروسات. واعتمادها على التطفل من
المحتمل أن يكون هو سبب خسارة الجينات التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة خارج
الخلية. هذا ما يسمى أيضا فرضية الانحطاط.[20][21]
أي أن الفيروسات نشأت نتيجة تطور رجعي
لكائنات دقيقة كانت تعيش معيشة حرة، فأصبحت كائنات متطفلة على الحياة الخلوية
وتطورت رجعيا لتفقد أشكالها وتراكيبها الأصليه ثم أصبحت جزيئات متطفلة إجبارياً
على كائنات أخرى (فيروسات).
فرضية المنشأ الخلوي
و تنص على أن بعض الفيروسات قد تطورت
من أجزاء "ناجية" من الدنا أو الرنا لجينات وراثية لكائنات أكبر. الدنا
الناجي يمكن أن يأتي من العناصر الوراثية المتحركة مثل البلازميدات أو الينقولات
[22]، سميت أولا "جينات القفز"، اٍكتشفت في الذرة من قبل بربرة مكلنتوك
عام 1950.[23] وهذا مايسمى أحيانا فرضية التشرد.[20][24]
فرضية التطور المشترك
وتنص على أنه قد تكون الفيروسات تطورت
من جزيئات معقدة من البروتين والأحماض النووية في نفس الوقت الذي ظهرت للمرة
الأولى الخلايا على سطح الأرض واٍعتمدت على الحياة الخلوية لعدة ملايين من السنين.
أشباه الفيروسات هي جزيئات الرنا التي
لا تصنف على أنها فيروسات لأنها تفتقر لغشاء بروتيني، ومع ذلك، لديها الخصائص التي
تشترك فيها العديد من الفيروسات وغالبا ما تسمى عوامل شبه فيروسية.[25]
تعتبر أشباه الفيروسات المسبب الرئيسي
للأمراض لدى النباتات،[26] لكنها لا تشفر للبروتينات بل تتفاعل مع الخلايا المضيفة
وتستعمل آلية المضيف من أجل تكرارها (تكاثرها).[27] فيروس التهاب الكبد د البشري
له جينوم رنا مماثل لأشباه الفيروسات لكن له غشاء بروتيني مشتق من فيروس التهاب
الكبد ب، اٍذا فهو فيروس معيب ولا يمكنه التكرار اٍلا بمساعدة فيروس التهاب الكبد
ب.[28] بالمثل، الفيروس الآكل 'سبوتنيك' يعتمد على الفيروس المحاكي، الذي يصيب
أوالي الشوكميبة الكاستيلانية.[29] هذه الفيروسات التي تعتمد على وجود أنواع أخرى
من الفيروسات في الخلايا المضيفة تسمى توابع وربما تمثل مرحلة تطورية وسيطة بين
أشباه الفيروسات والفيروسات.[30][31]
صغ فرضية حول إحدى خصائص الفيروس
هناك أربعة أنواع
رئيسية لمورفولوجية الفيروس:
1. حلزونية : هذه
الفيروسات مكونة من نوع وحيد من القسيمات القفيصية المكدسة حول محور مركزي لتشكل
بنية حلزونية، قد يكون لها تجويف مركزي، أو بشكل أنبوب مجوف. هذا الترتيب ينتج
فيريونات بشكل قضيبي أو خيطي: يمكن أن تكون قصيرة وصلبة أو طويلة ومرنة للغاية.
المادة الوراثية، عموما رنا وحيد السلسلة لكن الدنا أحادي السلسلة في بعض الأحيان
ينضم للبروتين الحلزوني الشكل بواسطة التفاعلات بين الحمض النووي السلبي والبروتين
الموجب. اٍجمالا، طول القفيصة الحلزونية مرتبط بطول الحمض النووي بداخلها وطولها
يعتمد على حجم وترتيب القسيمات القفيصية. ودراسة فيروس تبرقش التبغ هو مثال على
الفيروسات الحلزونية.
2. عشرونية
الوجوه : معظم فيروسات الحيوانات عشرونية الوجوه أو شبه كروية مع تناظر عشروني
الوجوه. عشروني الوجوه العادي هو السبيل الأمثل لتشكيل هيكل مغلف من الوحدات
المتطابقة. الحد الأدنى لعدد القسيمات القفيصية المطلوب هو اٍثنا عشر، وكل واحدة
مكونة من 5 تحت وحدات متطابقة. العديد من الفيروسات، مثل فيروس الروتا، له أكثر من
12 قسيم قفيصي ويبدو كرويا. القسيم القفيصي في القمم تحيط به خمسة قسيمات قفيصية
أخرى تسمى بنتونات. القسيم القفيصي على وجوهه الثلاثة محاط ب 6 قسيمات قفيصية أخرى
تسمى هيكسونات
مغلفة بعض
الأنواع من الفيروسات تغلف نفسها بأحد الأغشية الخلوية المعدلة، اٍما الغشاء
الخرجي المحيط بالخلية المصابة أو الأغشية الداخلية مثل الغشاء النووي والشبكة
الهيولية، هذا ما يكسبها طبقة دهنية ثنائية خارجية تعرف بالغلاف الفيروسي. هذا
الغشاء مرصع ببروتينات مشفرة بواسطة جينوم الفيروس وجينوم الخلية المضيفة; الغشاء
الدهني وكل الكربوهيدرات تنبع من المضيف. فيروس الانفلونزا وفيروس نقص المناعة
البشرية يستخدمان هذه الاستراتيجية. معظم الفيروسات المغلفة تعتمد على الغلاف لنقل
العدوى.
معقدة هذه
الفيروسات تمتلك قفيصة ليست محض حلزونية ولا محض عشرونية الوجوه، قد تمتلك هياكل
إضافية مثل الذيول البروتينية أو جدار خارجي معقد. بعض العواثي مثل عاثية الأمعاء T4 لها بنية معقدة مكونة من رأس عشروني الوجوه وذيل حلزوني، التي قد
يكون لها قاعدة لوحة سداسية مع ألياف ذيل بروتينية بارزة. عمل بنية الذيل هته يشبه
حقنة جزيئية (الاٍرتباط بالبكتيريا ومن ثم حقن الجينوم الفيروسي داخل الخلية).
الفيروسات
الجدرية : كبيرة، معقدة ولها مورفولوجيا غير عادية. الجينوم الفيروسي مرتبط
ببروتينات داخل بنية قرص مركزي يعرف بالنوواني. النوواني محاط بغشاء وجسيمين
جانبيين مجهولي الوظيفة. الفيروس له غشاء خارجي مرصع بطبقة سميكة من البروتينات
على سطحه. الفيريون عموما له شكل معوج قليلا، يتراوح من الشكل البيضوي اٍلى شكل
اللبنة.
الفيروسات
المحاكية : هي أكبر الفيروسات المعروفة، يبلغ قطر قفيصتها 400 نانومتر. طول خيوط
البروتين 100 نم، تبدو تحت المجهر الاٍلكتروني سداسية الشكل لذلك فالقفيصة على
الأرجح عشرونية الوجوه.
بعض الفيروسات
التي تصيب العتائق لها بنى معقدة غير مرتبطة بأي شكل من أشكال الفيروسات، مع طائفة
واسعة من الأشكال غير العادية، تتباين من هياكل مغزلية الشكل حتى الفيروسات التي
تشبه قضبان التوصيل، القطرة أو القارورة. فيروسات عتائق أخرى تشبه العواثي
المذيلة، ويمكن أن يكون لها هياكل متعددة للذيل.
الجينوم
يمكن أن نرى
التنوع الكبير للهياكل الجينومية من خلال الأنواع الفيروسية؛ فهي كمجموعة تحتوي
على تنوع جينومي هيكلي أكبر من النباتات، الحيوانات، العتائق أو البكتيريا. هناك
الملايين من أنواع الفيروسات المختلفة ؛ فقط حوالي 5،000 منها وصفت بالتفصيل. تحتوي الفيروسات اٍما على دنا أو رنا وتسمى
فيروسات الدنا أو فيروسات الرنا على التوالي. حتى الآن معظم الفيروسات هي ذات رنا.
الفيروسات النباتية تميل لاٍمتلاك رنا أحادي السلسلة والعواثي تميل لاٍمتلاك دنا
ثنائي سلسلة.
جينومات
الفيروسات يمكن أن تكون حلقية كما هو الحال في الفيروسات التورامية، خطية كما في
الفيروسات الغدانية. نوع الحمض النووي لا صلة له بشكل الجينوم.
بين فيروسات
الرنا، الجينوم في كثير من الأحيان مقسم إلى أجزاء منفصلة داخل الفيريون ويسمى
مجزأ، عموما كل جزء يشفر بروتين واحد وعادتا ما تكون (الأجزاء) موجودة في قفيصة
واحدة معا.
دورة النسخ
لا تتكاثر
الفيروسات عن طريق الاٍنقسام الخلوي، لأنها كائنات لا خلوية. بذلا من ذلك تستخدم
التمثيل الغذائي للخلية المضيفة لإنتاج نسخ متعددة، وتقوم بتجميعها داخل الخلية.
دورة حياة
الفيروس تختلف بشكل كبير بين الأنواع لكن هناك 6 مراحل قاعدية لدورة حياة
الفيروسات .
• الإرتباط هو تثبت خاص بين بروتينات قفيصة
الفيروس ومستقبلات خاصة على سطح الخلايا المضيفة (هذا التخصيص يجعل للفيروس نطاق
محدد من المضيفات). مثلاً فيروس نقص المناعة البشرية يصيب فقط الخلاية التائية لأن
بروتيناته السطحية gp120 يمكنها التفاعل
مع CD4 والمستقبلات الغشائية للخلية التائية. لقد
تطورت هذه الآلية لتجعل من هذه الفيروسات قادرة على إصابة الخلايا التي يمكنها
التكرار داخلها فقط. الإرتباط بالمستقبلات يمكن أن يحدث تغيرات في الغلاف
البروتيني للفيروس والذي ينتج عنه إندماج الأغشية الخلوية والفيروسية.
• الإختراق يسمى غالباً دخول الفيروس. تختلف
عدوى الخلايا النباتية عن الخلايا الحيوانية، النباتات لها جدار خلوي صلب من
السليلوز ولا يمكن للفيروسات الولوج داخل الخلايا إلا بعد صدمة لجدار الخلية. يمكن
للفيروسات مثل فيروس تبرقش التبغ التنقل مباشرة داخل النباتات، من خلية إلى أخرى،
من خلال المسام والذي يسمى الخيوط البلازمية. مثل النباتات للبكتيريا جدار صلب يتوجب
على الفيروسات إختراقه لإصابة الخلية. طورت بعض الفيروسات آليات لحقن جينومها إلى
داخل الخلية البكتيرية في حين تبقى قفيصتها في الخارج.
• نزع المعطف هي العملية التي يتم خلالها
تحليل قفيصة الفيروس بواسطة إنزيمات الفيروس أو إنزيمات الخلية وبالتالي تحرير الحمض
النووي الفيروسي.
• التنسُّخ يشمل تصنيع الرنا الرسول
الفيروسي للفيروس باستثناء فيروسات الرنا اٍيجابية السلسلة، تخليق البروتينات
الفيروسية وتجميعها وتكرار الجينوم الفيروسي.
• تجميع جزيئات الفيروس يتم تجميع
البروتينات الفيروسية المصنعة لتكوين الفيروسات الجديدة التي يتم تحريرها فيما بعد
من الخلية المضيفة .
• تحرير الفيروسات يتم عن طريق التحلل وهو
ألآلية التي تؤدي إلى مقتل الخلية بعد تفجر غشائها. بعض الفيروسات تخضع لدورة
المستذيب حيث يتم دمج جينوم الفيروس باستخدام التأشيب الجيني ضمن مكان محدد من
كروموزوم الخلية المضيفة. يسمى جينوم الفيروس ب طليعة الفيروس وفي حال العاثية
يسمى طليعة العاثية. كلما إنقسمت الخلية
يتضاعف الجينوم الفيروسي معها أيضا، غالباً يكون جينوم الفيروس هاداً داخل المضيف،
يمكن لطليعة العاثية أو طليعة الفيروس أن تعطي فيروسات نشطة تقوم بتحليل الخلايا
المضيفة. الفيروسات المغلفة (مثلاً فيروس HIV) يتم تحريرها من الخلية المضيفة عنطريق التبرعم، خلال هذه العملية
يكتسب الفيروس غلافه والذي هو جزء من الغشاء الخلوي.
التصنيف
يسعى التصنيف
لوصف تنوع الفيروسات عن طريق تسميتها وتقسيمها اٍلى مجموعات على أساس التشابه. عام
1962 أندريه لووف، روبرت هورني وبول تورنيي كانوا أول من وضع وسائل لتصنيف
الفيروسات، اٍستنادا على نظام التسلسل الهرمي. هذا النظام يستند في تصنيفه على
الشعبة، الطائفة، الرتبة، الفصيلة، الجنس والنوع. صنفت الفيروسات وفقا لخصائصها
المشتركة (ليس تلك المتعلقة بمضيفيهم) ونوع الحمض النووي المشكل لجينومها.[58]
فيما بعد أسست اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات.
من بين أشهر
الأمراض الفيروسية التي تصيب الاٍنسان الزكام، الإنفلونزا، الحماق والهربس. الكثير
من الأمراض الخطيرة مثل إيبولا، السيدا، إنفلونزا الطيور والسارس تسببها فيروسات.
القدرة النسبية للفيروسات في تسبيب المرض موضحة في اللفظ فوعة. أمراض أخرى يجري
التحقيق في ما إذا كان لديها أيضا فيروس مسبب للمرض مثل العلاقة الممكنة بين
الفيروس الهربسي البشري 6 (HHV6) وأمراض عصبية
مثل مرض التصلب اللويحي ومتلازمة التعب المزمن. هناك جدل حول قدرة فيروس بورنا،
الذي كان يعتقد في السابق أنه يسبب الأمراض العصبية لدى الخيول، يمكن أن يكون
مسؤول عن الأمراض النفسية عند البشر.
للفيروسات آليات
مختلفة لكي تسبب المرض في كائن ما، ويعتمد ذلك بشكل كبير على نوع الفيروس. على
المستوى الخلوي الآليات في المقام الأول تتمثل بتحلل الخلية وموتها. في عديدات
الخلايا اٍذا مات ما يكفي من الخلايا فاٍن الكائن الحي بأكمله سيبدأ بمعانات
الآثار.
يمكن للفيروسات
أن توجد داخل الجسم دون أن تكون مؤذية مع أنها في الأصل تسبب اضطرابات الاستتباب
الصحي المؤدي اٍلى الأمراض. على سبيل المثال نأخذ بعين الاٍعتبار قدرة فيروس الحلأ
البسيط الذي يسبيب القرحة الزكامية على البقاء كامنا داخل جسم الاٍنسان. وهذا يسمى
الكمون وهو ميزة لكل فيروسات الحلأ بما في ذلك فيروس إبشتاين- بار الذي يسبب الحمى
الغدية والفيروس النطاقي الحماقي الذي يسبب الحماق. معظم الناس أصيبوا بعدوى واحدة
على الأقل من هذه الأنواع من فيروسات الهربس.
ومع ذلك، قد تكون الفيروسات الكامنة مفيدة في بعض الأحيان، لأن وجود هذا
الفيروس يمكن أن يزيد من المناعة ضد مسببات الأمراض البكتيرية مثل اليرسنية
الطاعونية. من ناحية أخرى الحماق الكامن يمكن أن يعود في الحياة الآحقة كمرض يسمى
القوباء المنطقية.
السرطان
الفيروسات هي أحد
أسباب نشوء السرطان لدى الاٍنسان وأنواع أخرى. السرطانات الفيروسية لا تحدث إلا في
أقلية من الأشخاص المصابين (أو الحيوانات). الفيروسات السرطانية تأتي من مجموعة من
عائلات الفيروسات، تضم كل من فيروسات الدنا وفيروسات الرنا، ولذا لا يوجد نوع واحد
من الفيروسات الورمية (مصطلح يستعمل في الأصل للتحويلات الحادة للفيروسات
القهقرية). تطور السرطان يتحدد بمجموعة متنوعة من العوامل مثل حصانة المضيف
والطفرات التي تحدث لديه. تبين أن الفيروسات تسبب السرطانات البشرية وتشمل بعض
الأنماط الجينية من فيروس الورم الحليمي البشري، فيروس التهاب الكبد الفيروسي ب،
فيروس التهاب الكبد الفيروسي ج فيروس إبشتاين-بار وسرطان كابوزيس-المرتبط بفيروس
الهربس. وآخر ما اكتشف من الفيروسات المسرطنة لدى البشر هو الفيروس التورامي
(فيروس خلية ميركل التورامي) الذي يسبب معظم حالات الشكل النادر من سرطان الجلد
المسمى سرطان خلية ميركل. فيروسات التهاب
الكبد يمكن أن تتطور اٍلى عدوى فيروسية مزمنة تؤدي إلى سرطان الكبد. الاٍصابة
بفيروس تي- الليمفاوي البشري تتطور اٍلى الخزل السفلي التشنجي المداري والأبيضاض
التائي الخلايا في البالغين. فيروسات الأورام الحليمية البشرية هي مسبب نشوء سرطان
عنق الرحم، الجلد، الشرج والقضيب. بما في
ذلك الفيروسات الهربسية، سرطان كابوزيس-المرتبط بفيروس الهربس تسبب سرطان كابوزيس
وليمفوما تجويف الجسم، وفيروس إبشتاين-بار يسبب ورم بوركيتس اللمفي، لمفومة
هودجكين، مرض التكاثر الليمفاوي البائي والسرطانة الأنفية البلعومية.[79] فيروس
خلية ميركل التورامي يتصل اٍتصالا وثيقا بSV40
وفيروسات الفئران التورامية قد استخدمت كنماذج حيوانية لفيروسات مرض السرطان لأكثر
من 50 عاما.
الوقاية والعلاج
( العقارات المضادة للفيروسات)
على مدى السنوات
العشرين الماضية، شهد تطور العقاقير المضادة للفيروسات زيادة سريعة. وكان الدافع
وراء هذا اٍنتشار وباء الإيدز. العقاقير المضادة للفيروسات في كثير من الأحيان هي
مضاهئات نوكليوزيد (لبنات دنا زائفة) والتي تدمجها الفيروسات في جينومها خلال
تكرارها، دورة حياة الفيروس تتوقف بسبب عدم نشاط الدنا الذي تم تصنيعه حديثا وذلك
لأن هذه المضاهئات تفتقر لمجموعات الهيدروكسيد والتي ترتبط جنبا إلى جنب مع ذرات
الفوسفور لتشكيل قوة جزيء الدنا. وهذا يسمى اٍنهاء سلسلة الدنا.
الآسيكلوفير هو
مثال على نظائر النيكليوزيد فعال ضد عدوى فيروس الحلأ البسيط وعدوى فيروس التهاب
الكبد الوبائى ب وهو من أقدم وأكثر مضادات الفيروسات وصفا. الأدوية الأخرى المضادة للفيروسات تستهدف في
استخدامها مراحل مختلفة من دورة الحياة الفيروسية. فيروس نقص المناعة البشرية
يعتمد على اٍنزيم حال للبروتين يسمى بروتياز فيروس نقص المناعة البشرية-1 لكي يصبح
معديا جيد، هناك فئة واسعة من الأدوية تسمى مثبطة بروتياز تعمل على تعطيل هذا
الانزيم.
التهاب الكبد
الفيروسي ج يسببه فيروس رنا. 80 % من حالات الاٍصابة هي اٍصابات مزمنة، وفي حال
عدم تلقي العلاج فأنهم سيبقون مصابين للفترة المتبقية من حياتهم. مع ذلك، هناك
الآن علاج فعال يستخدم عقارات نظير نيكليوزيد ريبافيرين مجتمعة مع الإنترفيرون. تم
تطوير علاج للحالات المزمنة لفيروس الالتهاب الكبد الوبائى ب باٍستخدام اٍستراتجية
مماثلة مستعملين (بالإنجليزية: lamivudine) لاميفيدين.
إرسال تعليق