موضــوع
السيميوطيقا
السيميوطيقا
- كما هو معلوم- عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب، وتحديد البنيات العميقة الثاوية
وراء البنيات السطحية المتجلية فونولوجيا، وصرفيا، ودلاليا، وتركيبيا. ومن ثم،
تستكنه السيميوطيقا مولدات النصوص وتكوناتها البنيوية الداخلية، وتبحث جادة عن
أسباب التعدد ولانهائية الخطابات والنصوص والبرامج السردية، وتسعى إلى اكتشاف
البنيات العميقة الثابتة، وترصد الأسس الجوهرية المنطقية التي تكون وراء سبب
اختلاف النصوص والجمل والملفوظات والخطابات. ومن ثم، فالسيميوطيقا لا يهمها ما
يقول النص، ولا من قاله، بل ما يهمها هو كيف قال النص ماقاله. أي: إن السيميوطيقا
لايهمها المضمون ولا حياة المبدع أو
سيرته، بقدر ما يهمها شكل المضمون،
ومن
هنا، فالسيميوطيقا دراسة شكلانية للمضمون، تستنطق الشكل إن تفكيكا وإن بناء ، وإن
تحليلا وإن تأويلا، لمساءلة الدوال من أجل تحقيق معرفة دقيقة بالمعنى سطحا وعمقا.
منهجيـــة
السيميوطيقا
تتحدد
منهجية السيميوطيقا- كما عند جماعة أنتروفيرن Groupe D'Entrevernes - في ثلاثة مبادئ
ضرورية هي[1]:
uالتحليل المحايث: تبحث السيميوطيقا عن الشروط الداخلية
المولدة للدلالة التي تبحث عنها. ومن ثم، يتطلب التحليل المحايث Immanente) ) الاستقراء الداخلي
للوظائف النصية التي تساهم في توليد الدلالة. ولا يهمها العلاقات الخارجية، ولا
الحيثيات السوسيو- تاريخية والاقتصادية التي أفرزت عمل المبدع. ومن هنا، تبحث
السيميوطيقا عن شكل المضمون برصد العلاقات التشاكلية أو التضادية الموجودة بين
العناصر داخل العمل الفني.
vالتحليل البنيوي: تتضمن السيميوطيقا في طياتها المنهج
البنيوي القائم على مجموعة من المفاهيم الاصطلاحية التي يعتمد عليها تفكيكا
وتركيبا، مثل: النسقية ، والبنية ، وشبكة العلاقات، والسانكرونية، والوصف المحايث.
ومن ثم، فلا يمكن استيعاب السيميوطيقا البنيوية إلا من بوجود الاختلاف، لأن فرديناند
دوسوسير وهلمسليف يقران أن المعنى لا يستخلص إلا عبر الاختلاف، وبالاختلاف وحده.
ومن هنا، كان الاختلاف سببا من أسباب تطور الدراسات البنيوية واللسانية
والتفكيكية.
وهكذا،
فعندما تقتحم السيميوطيقا أغوار النص، فإنها تدخل من نافذة العلاقات الداخلية
المثبتة القائمة على الاختلاف بين البنيات والدوال. ومن ثم، فالتحليل البنيوي هو
الوحيد الذي له القدرة على الكشف عن شكل
المضمون، وتحديد الاختلافات على مستوى العلاقات الموجودة بين العناصر الداخلية
للنسق في علاقته مع النظام البنيوي.
wتحليل الخطاب: تفترق السيميوطيقا النصية عن لسانيات
الجملة أيما افتراق؛ لأن هذه الأخيرة تركز كثيرا على الجمل في تشكلاتها البنيوية
أو التوزيعية أو التوليدية أو التداولية، فتريد فهم كيفية توليد الجمل اللامتناهية
العدد، من خلال قواعد متناهية العدد، أو كيفية توزيع الجمل حسب مكوناتها الفعلية
أو الاسمية أو الحرفية أو الظرفية، مع تحديد وظائفها التداولية. بيد أن
السيميوطيقا تحاول البحث عن كيفية توليد النصوص، ورصد اختلافها سطحا ، واتفاقها
عمقا.
مدارس
السيميوطيقا واتجاهاتها
تستمد
السيميوطيقا، باعتبارها منهجا للتحليل، أصولها من اللسانيات والبنيوية والفلسفة
والمنطق. ومن ثم، فهي تتفرع إلى مدارس واتجاهات متعددة ومختلفة ومتنوعة.
وهكذا،
يفرع الباحث المغربي محمد مفتاح النظريات اللسانية إلى التيار التداولي، والتيار
السيميوطيقي، والتيار الشعري. فعلى المستوى البويطيقي الشاعري ، يتحدث عن مساهمات
رومان جاكبسون( Roman Jackobson )،
وجان كوهن( Jean
Cohen)، وجان
مولينو( Molino)، وطامين( Tamine). أما ضمن التيار
السيميوطيقي، فيتحدث عن (محاولات في السيميوطيقا الشعرية) و(بلاغة الشعر)
لجماعة مو( Groupe
M)، و( سيميوطيقا الشعر) لميكائيل ريفاتير، و(المعجم
المعقلن ) لكريماص وكورتيس.
أما
التيار التداولي عنده، فيتفرع بدوره إلى شعبتين كبيرتين هما:
uنظرية الذاتية اللغوية: ويمثلها الفيلسوف موريس(Morris )، وتبعه في ذلك لسانيون آخرون،
فتناولوا عدة ظواهر لسانية ولغوية (المعينات، وألفاظ القيمة...).
vنظرية الأفعال الكلامية: ظهرت رد فعل على الوضعية المنطقية التي
كانت تستند إلى التجريب والتمحيص في قبولها للتعابير والأخبار، ويمثل هذه النظرية
فلاسفة جامعة أكسفورد خاصة أوستين( Austin)،وسورل( Searle )، وكرايس( Grice)[2].
بينما
يتحدث بيير غيرو( Pierre Guiraud) ، في كتابه الذي
خصصه للسيميولوجيا ، عن ثلاثة أنواع من الأنظمة: أنظمة الرموز المنطقية
والفلسفية، وأنظمة الرموز الجمالية في
الفنون والآداب، وأنظمة الرموز الاجتماعية. أي : محددا للسيميولوجيا ثلاث وظائف
أساسية: وظيفة منطقية، ووظيفة اجتماعية، ووظيفة جمالية[3].
هذا،
ويقسم الباحث المغربي حنون مبارك
الاتجاهات السيميوطيقية إلى سيميولوجيا التواصل، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميولوجية
دوسوسير ، وسيميوطيقا بيرس، ورمزية كاسيرر(Cassirer)، وسيميوطيقا الثقافة[4].
أما الدكتور محمد السرغيني، في كتابه(محاضرات في السيميولوجيا)، فيحدد
ثلاثة اتجاهات: الاتجاه الأمريكي، والاتجاه الفرنسي، والاتجاه الروسي[5].
ومن جهة أخرى، يحصر عواد علي بدوره السيميولوجيا في ثلاثة اتجاهات: سيمياء
التواصل، وسيمياء الدلالة، وسيمياء الثقافة[6].
ويحدد مارسيلو داسكال(Marcilo Dascal ) كغيره اتجاهات السيميولوجيا في ثلاثة
تيارات: سيميولوجيا التواصل، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميولوجيا التعبير عن الفكر[7].
وسوف
نحاول توضيح هذه الاتجاهات حسب كل مدرسة أو تيار على حدة، قصد معرفة تصوراتها
النظرية ومبادئها المنهجية، علما أننا لا نميز بين السيميوطيقا
والشعرية(البويطيقا/Poétique)؛ لأن كريماص( Greimas ) كان يدعو إلى الدمج بينهما، وصهرهما في
بوتقة واحدة هي السيميوطيقا.
المطلب
الأول: الاتجـــاه الأميريكـــي
ارتبط
هذا الاتجاه السيميائي بالفيلسوف المنطقي تشارلز ساندرس بيرس( Charles S.Pierce) (1838-1914م) ، وهو
الذي أطلق على علم العلامات مصطلح السيميوطيقا (Sémiotique) ، وتقوم هذه الأخيرة
لديه على المنطق والظاهراتية والرياضيات. ومن ثم، فالسيميوطيقا مدخل ضروري إلى
المنطق. أي: إن هذا الأخير فرع متشعب عن علم عام للدلائل الر مزية. ومن ثم، يرادف
المنطق عند بيرس السيميوطيقا. وفي هذا النطاق، يقول بيرس:" إن المنطق بمعناه
العام... ليس سوى تسمية أخرى للسيميوطيقا، إنه النظرية شبه الضرورية أو الشكلية
للدلائل، وحينما أصف هذه النظرية باعتبارها شبه ضرورية أو شكلية، فإني أود أن
أقول: إننا نلاحظ خاصيات الدلائل التي نعرفها، وأننا ننساق، انطلاقا من هذه
الملاحظة، بواسطة سيرورة لا أتردد في تسميتها بالتجريد إلى أقوال خادعة للغاية.
وبالتالي، فهي بأحد المعاني أقوال غير ضرورية إطلاقا. وتتعلق بما ينبغي أن تكون
عليه خاصيات كل الدلائل المستعملة من قبل عقل علمي، أي من قبل عقل قادر على التعلم
بواسطة الاختبار".[8]
وهكذا،
فالسيميوطيقا لدى بيرس مبنية على
الرياضيات(صياغة الفرضيات، واستنباط النتائج منها)، والمنطق ،
والفلسفة،والظاهراتية(تحليل مقولات تشكل الدليل).
ويظهر
لنا من كل هذا أن السيميوطيقا البيرسية بمثابة بحث رمزي موسع. ومن هنا، فهي تنكب
على الدلائل اللسانية وغير اللسانية. ومن الواضح"أن مفهوم الدليل ما كان له
أن يكون كذلك لو لم يوسع ليشمل مختلف الظواهر كيفما كانت طبيعتها. وقد أكد بيرس
أنه لم يكن بوسعه أن يدرس أي شيء، مثل: الرياضيات والأخلاق والميتافيزيقا
والجاذبية وعلم الأصوات والاقتصاد وتاريخ العلوم...إلخ، إلا بوصفه دراسة
سيميوطيقية."[9]
وعليه،
فسيميوطيقا بيرس ذات وظيفة فلسفية ومنطقية لا يمكن فصلها عن فلسفته التي من
سماتها: الاستمرارية، والواقعية، والتداولية. ومن ثم، تكمن وظيفة السيميوطيقا
البيرسية" في إنتاج مراقبة مقصودة ونقدية للعادات أو الاعتقادات، وهنا يوجد
المجال الخاص بالمعرفة الفلسفية أو العلمية التي تبلور، في أوقات محددة من تاريخها،
سلسلة من المعايير التي تسمح بتحديد ماهو صادق، سواء كان هذا الصدق مفكرا فيه
باعتباره ملاءمة(كفاية) أو باعتباره انسجاما داخليا أو باعتباره مشاكلا
للواقع".[10]
ويمكن
اعتبار سيميوطيقا بيرس أيضا بمثابة سيميوطيقا الدلالة والتواصل والتمثيل في آن
واحد. كما أنها اجتماعية وجدلية، وتعتمد على أبعاد منهجية ثلاثة هي: البعد
التركيبي، والبعد الدلالي، والبعد التداولي. والسبب في ذلك يعود إلى أن الدليل
البيرسي ثلاثي، نظرا لوجود الممثل باعتباره دليلا في البعد الأول، ووجود موضوع
الدليل(المعنى) في البعد الثاني، ويتمثل البعد الأخير في المؤول الذي يفسر كيفية
إحالة الدليل على موضوعه انطلاقا من قواعد الدلالة الموجودة فيه.
وعلى
أي حال، فقد سيق بيرس دوسوسير إلى الحديث عن العلامة وأنماطها في كتابه ( كتابات
حول العلامة)، قبل ظهور كتاب فرديناند دوسوسير (محاضرات في اللسانيات
العامة) عام 1916م.
ومن
ثم، تتكون العلامة عند بيرس من الممثل والموضوع والمؤول، وتنبني على نظام رياضي
قائم على نظام حتمي ثلاثي. ومن هنا، أصبحت ظاهريات بيرس ثلاثية:
1-
عالم الممكنات(أولانية).
2-
عالم الموجودات(ثانيانية).
3-
عالم الواجبات(ثالثانية).
فالعالم
الأول يعني الكائن فلسفيا. ويعني الثاني مقولة الوجود. ويقصد بالثالث الفكر في
محاولته تفسير معالم الأشياء. وهكذا، يمثل المؤول الفكرة أو الحكم الذي يساعد على
تمثيل العلامة تمثيلا حقيقيا على مستوى الموضوع. علاوة على ذلك، قد تكون العلامة
البيرسية لغوية أو غير لغوية. ومن ثم، فهي أنواع ثلاثة: الأيقون، والإشارة،
والرمز. وتتفرع هذه الأشكال الرمزية إلى فروع متعددة ومتسعة. ويمكن تحديدها على
الشكل التالي:
الممثل
Représentamen العلامة- الصفة
Qualisigne العلامة- المفرد
Sin Signe العلامة- النمط
Légisigne
الموضوع
Objet الأيقونة
Icone الإشارة
Indice الرمز
Symbole
المؤول
Intreprétant المسند إليه
Rhème الافتراض
Decisigne البرهان
Argument
وهكذا،
فالعلاقة التي تجمع بين الدال والمدلول ضمن الأيقون هي علاقة تشابه وتماثل، مثل:
الخرائط، والصور الفوتوغرافية، والأوراق المطبوعة. و من ثم، تحيل على مواضيعها
مباشرة بواسطة المشابهة. أما الإشارة أو العلامة المؤشرية، فتكون العلاقة فيها بين
الدال والمدلول سببية وعلية ومنطقية كارتباط الدخان بالنار - مثلا-. أما العلاقة
الموجودة بين الدال والمدلول فيما يتعلق بالرمز، فهي علاقة اعتباطية وعرفية وغير
معللة. فلا يوجد ثمة، إذاً، أي تجاور أو صلة طبيعية بينهما.
وما
يلاحظ على تقسيمات بيرس توسعها وتشعبها ، حتى إنها في آخر المطاف، تصل إلى ستة
وستين نوعا من العلامات، وأشهرها التقسيم الثلاثي لأنه أكثر جدوى ونفعا في مجال
السيميائيات، و يتمثل في: الأيقون، والإشارة، والرمز.
هذا،
وقد بدأ بيرس يسترد مكانته العلمية في
مجال السيميوطيقا بأمريكا المعاصرة، وفي باقي الدول الغربية أيضا، وخصوصا في
فرنسا، حيث عرف به الأستاذ جيرار دولودال( Gérard Delladalle )، ولاسيما في كتابه الذي ترجم فيه نصوصا
بيرسية تحت عنوان ( كتابات حول العلامة)،"وكان هذا ما وجه إليه
الأنظار، فقد استفاد مولينو Molinoمن مفهومه الخصب للعلامة، وهو يضع لبناته
الأولى لبناء سيميولوجيا الأشكال الرمزية. ومن الممكن جدا، أن يكون أصحاب مدرسة
باريس السيميوطيقية قد استفادوا منه في هذا الباب."[11]
بيد
أن بنفينست ( Benveniste ) قد صوب سهام النقد إلى بيرس، آخذا عليه
مبالغته في تحويل كل مظاهر الوجود إلى علامة، حتى إن الإنسان أصبح لدى بيرس علامة،
في مقال بعنوان (سيميولوجيا اللغة)، حيث يقول بنفنست:" ينطلق بيرس من
مفهوم العلامة لتعريف جميع عناصر العالم
سواء أكانت هذه العناصر حسية ملموسة أم عناصر مجردة، وسواء أكانت عناصر مفردة أم عناصر متشابكة، حتى الإنسان- في
نظر بيرس- علامة، وكذلك مشاعره، وأفكاره. ومن اللافت للنظر أن كل هذه العلامات، في
نهاية الأمر، لا تحيل على شيء سوى علامات أخرى، فكيف يمكن أن نخرج عن نطاق عالم
العلامات المغلق نفسه؟ نرسي فيها علاقة تربط بين العلامة، وشيء آخر غير
نفسها."[12]
وبناء
على هذا كله ، نقول: إن سيميوطيقا بيرس صالحة لتطبيقها في إطار المقاربة النصية
والخطابية باستعارة مفاهيمها، واستدعاء أبعادها التحليلية الثلاثة: البعد
التركيبي، والبعد الدلالي، والبعد التداولي. بالإضافة إلى المفاهيم الدلائلية
الأخرى الثلاثة: الأيقون، والرمز، والإشارة؛ لأن كثيرا من الإنتاجات النصية
والإبداعية تحمل دلالات أيقونية بصرية، تحتاج إلى تأويل وتفسير عبر استقراء الدليل
والموضوع والمؤول.
المطلب
الثاني: الاتجـــاه الفرنـــسي
ينقسم
الاتجاه السيميائي الفرنسي إلى عدة تيارات وشعب ونظريات، قد استفادت كثيرا من
التصورات اللسانية والكتابات المنطقية البيرسية. ويمكن تفريع هذا الاتجاه إلى
مايلي:
الفرع
الأول: السوسيرية( نسبة إلى فرديناند دوسوسيرF.De Saussure):
من
المعروف أن فرديناند دو سوسير (1857-1913م) عالم لغوي سويسري ، وهو مؤسس اللسانيات
والسيميولوجيا. كما يتضح ذلك في كتابه( محاضرات في اللسانيات العامة) الذي
ألفه عام 1916م. بيد أن السيمائيات لها تاريخ طويل، وجذور موغلة في القدم ، إذ
تعود في امتداداتها إلى الفكر اليوناني مع
أرسطو، وأفلاطون ، والرواقيين. كما تطورت أيضا مع فلاسفة عصر النهضة، وفلاسفة
مرحلة عصر الأنوار، وعطاءات العرب القدامى. لكن هذه المساهمات تبقى متواضعة جدا،
أو عبارة عن أفكار متناثرة تحتاج إلى تنسيق نظري، ونظام منهجي ومنطقي. أما البداية
الحقيقية للسيميولوجيا، فقد كانت مع التصور السوسيري، إذ قطع هذا العلم الجديد
أشواطا علمية ملحوظة، واخترق العديد من العلوم والمعارف، بل إنه أعاد ترتيب العلاقات بينه وبين اللسانيات
والإبستمولوجيا والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والأكسيوماتيك. لقد انتقلت
السيميائيات من تبعيتها للسانيات إلى قيامها بجمع شمل العلوم، والتحكم فيها،
وأنتجت أدوات معرفية لمقاربة مختلف الظواهر الثقافية، باعتبارها أنساقا تواصلية
ودلالات.
وعلى
الرغم من أنها تبدو متعددة، حيث إن هذه الكلمة قد استعملت لتغطي ممارسات متنوعة،
فإن لها وحدة عميقة تتجلى في كونها تنظر إلى مختلف الممارسات الرمزية للإنسان
باعتبارها أنشطة رمزية وأنساقا دالة. وبذلك، أوجدت لنفسها موقعا إبستمولوجيا شرعيا[13].
هذا،
ولقد اعتبر دوسوسوير السيميولوجيا علما للعلامات، وحدد لها مكانة كبرى، إذ جعلها
العلم العام الذي يشمل في طياته حتى اللسانيات، وحدد لها وظيفة اجتماعية، وتنبأ
لها بمستقبل زاهر. وفي هذا، يقول دوسوسير:" يمكننا أن نتصور علما يدرس حياة
الدلائل داخل الحياة الاجتماعية، علما سيكون فرعا من علم النفس الاجتماعي. وبالتالي، فرعا من علم النفس
العام. ونطلق على هذا العلم السيميولوجيا من( Sémion أي الدليل)، وسيكون
على هذا العلم أن يعرفنا على وظيفة هذه الدلائل وعلى القوانين التي تتحكم فيها.
ولأن هذا العلم لم يوجد بعد، فلا يمكن التكهن بمستقبله، إلا أن له الحق في الوجود،
وموقعه محدد سلفا."[14]
هذا،
وتدرس السيميولوجيا عند دوسوسير الأنساق القائمة على اعتباطية الدليل. ومن ثم، لها
الحق في دراسة الدلائل الطبيعية كذلك. أي: إن لها موضوعين رئيسيين: الدلائل
الاعتباطية والدلائل الطبيعية. علاوة على ذلك، ينبغي على السيميولوجيا ، لكي تحدد
استقلالها، وتفرد مجالها الإبستمولوجي، وتكون مفاهيمها التطبيقية ،وتحدد تصوراتها
النظرية، وتبين مصطلحاتها الإجرائية، أن تستعير من اللسانيات مبادئها ومفاهيمها،
كاللسان والكلام، والسانكرونية والدياكرونية، كما فعل رولان بارت الذي يقول:"
بمثل هذه النظرة، ما يترتب عنها صارت السيميولوجيا تابعة للسانيات ، بل وفرعا
منها. والمنهج الذي رصده دوسوسير بخصوص التحليل اللساني، من المفروض ، وفق هذا
الطرح، أن ينسحب على الأنساق السيميولوجية، مثل: التزامنية(السانكرونية) ،
والقيمة، والتعارض،والمحورين الترابطي والمركبي."[15]
علاوة
على ذلك، تقوم العلامة عند دوسوسير على الدال والمدلول مع إقصاء المرجع المادي
الحسي. ومن ثم، فالعلاقة الموجودة بينهما علاقة اعتباطية، ماعدا المحاكيات
للطبيعة(onomatopées)، وصيغ التعجب. ومن هنا، لايتحد الدليل من خلال مجاله المادي، بل
من خلال العلاقات الاختلافية والتعارضية على مستوى تجاور الدوال والمدلولات.
ومن
مميزات الدليل السوسيري:
1-
الدليل صورة نفسية مرتبطة باللغة لا بالكلام.
2-
يستند الدليل إلى عنصرين أساسيين: الدال والمدلول،مع إبعاد الواقع المادي أو
المرجعي؛ لأن إقصاء المرجع يعني أن لسانيات دوسوسير شكلانية، وليست ذات بعد مادي
وواقعي كما عند جوليا كريستيفا.
3-
اعتباطية الدليل واتفاقيته، مع استثناء الأصوات الطبيعية المحاكية، وصيغ التعجب
والتألم.
4-
يعتبر النموذج اللساني في دراسة الأدلة غير اللفظية هو الأمثل والأصل في المقايسة.
5-
إن الدليل السوسيري محايد ومجرد ومستقل، يقصي الذات والإيديولوجيا.
هذا،
وقد أغفل دوسوسير بعض المؤشرات الضرورية في التدليل، كالرمز، والإشارة، والأيقون.
وقد حصر علامته في إطار ثنائي قائم على الدال والمدلول. ولقد استفادت مجموعة من
المقاربات السيميوطيقية في تحليل النص من هذه الثنائية، حينما حاولت التركيز على
شكلنة المضمون، وإبعاد الواقع أو المرجع بمحاولاته المختلفة، وإن كان مفهوم
اعتباطية الدليل يتخذ صبغة اصطناعية أو ضرورية لدى العالم اللغوي بنفنست( Benveniste )، في كتابه (طبيعة العلامة اللغوية)(1979).
أما رولان بارت ، فقد اعترض على تصور
سوسير للسيميولوجيا حينما جعلها العلم العام الذي سيضم في طياته اللسانيات، وأكد
على قلب الأطروحة جاعلا السيميولوجيا فرعا من اللسانيات بتطفلها على مفاهيمها
ومبادئها. كما قدم بارت " بعض الانتقادات على الجانب النفسي الذي غلفت به
العلاقة بين الدال والمدلول، كما في توكيد سوسير أنهما " يتحدان في دماغ
الإنسان بآصرة التداعي (الإيحاء)"،... وقد عزا جورج مونان( G.Mounin) هذه النزعة النفسية
في نظرية سوسير إلى أنه كان : " رجل عصره"، مما يعني أن نظريته تدخل في
سياق علم النفس الترابطي، كما شدد البعض الآخر على المبنى الثنائي للعلامة عند
سوسير، وانغلاقها على نفسها، بسبب إهمالها للمرجع، أو المشار إليه".[16]
وعلى
الرغم من هذه الانتقادات، فقد أثرى دوسوسير المقاربة السميوطيقية بكثير من
التصورات والمفاهيم والمصطلحات اللسانية ذات الفعالية الكبيرة في الإجراء، وفك
مغالق النصوص تشريحا وإعادة بناء.
الفرع
الثاني: اتجـــاه التواصـــل
يمثل
هذا الاتجاه كل من برييطو ( Prieto)، ومونان( Mounin)، وبويسنس( Buyssens )،وكرايس( Grice)، وأوستين( Austin)، وفتجنشتاين(Wittgenstein )، وأندري مارتينيه(Martinet ). ويرى هذا الاتجاه
في الدليل على أنه أداة تواصلية. أي: مقصدية إبلاغية. ويعني هذا أن العلامة تتكون
من ثلاثة عناصر: الدال، والمدلول، والوظيفة أو القصد. ولايهم هؤلاء اللسانيين
والمناطقة من الدوال والعلامات السيميائية غير الإبلاغ والوظيفة الاتصالية أو
التواصلية. وهذه الوظيفة لاتؤديها الأنساق اللسانية فحسب، بل هناك أنظمة سننية غير
لغوية ذات وظيفة سيميوطيقية تواصلية. إن السيميولوجيا - حسب بويسنس- هي دراسة
لطرائق التواصل والوسائل المستعملة للتأثير في الغير قصد إقناعه أو حثه أو إبعاده.
أي: إن موضوع السيميولوجيا هو التواصل المقصود ، ولاسيما التواصل اللساني
والسيميوطيقي.
هذا،
وقد طالب" بعض السيميائيين (بويسنس، وبرييطو، ومونان) تلافيا لتفكك موضوع
السيميائية، بالعودة إلى الفكرة السوسيرية بشأن الطبيعة الاجتماعية للعلامات، لقد
حصروا السيميائية بمعناها الدقيق، في دراسة أنساق العلامات ذات الوظيفة
التواصلية.وهكذا، يذهب مونان إلى القول بأنه ينبغي من أجل تعيين الوقائع التي
تدرسها السيميائية تطبيق المقياس الأساسي القاضي بأن هناك سيميوطيقا أو سيميولوجيا
إذا حصل التواصل."[17]
والتواصل
لدى بويسنس هو الهدف المقصود من السميولوجيا، وهذا ما أكده برييطو" ينبغي
للسيميولوجيا حسب بويسنس، أن تهتم بالوقائع القابلة للإدراك المرتبطة بحالات
الوعي، والمصنوعة قصدا من أجل التعريف بحالات الوعي هذه، ومن أجل أن يتعرف الشاهد
على وجهتها... التواصل في رأي بويسنس هو ما يكون موضوع السيميولوجيا"[18].
وثمة
أمارات متنوعة كالأمارات العفوية ، والأمارات العفوية المغلوطة، والأمارات
القصدية. ومن هنا، تركز السيميولوجيا على الدلائل القائمة على القصدية التواصلية.
ويرى برييطو " أنه من الممكن اعتبار سيميولوجيا التواصل فرعا من سيميولوجيا
تدرس البنيات السيميوطيقية مهما كانت وظيفتها. إلا أن سيميولوجيا من هذا النوع
ستلتبس بعلوم الإنسان منظورا إليها في مجموعها. إذ يبدو أن موضوع علوم الإنسان
جميعا هو البنيات السيميوطيقية التي لا تتميز فيما بينها إلا بالوظيفة التي تميز،
على التوالي، هذه البنيات"[19].
هذا،
ولسيمياء التواصل محوران اثنان هما: العلامة والتواصل. ويتشعب كل محور من هذين
المحورين إلى أقسام. وهكذا، يمكن أن ينقسم التواصل السيميائي إلى إبلاغ لساني،
وإبلاغ غير لساني. فالتواصل اللساني يتم عبر الفعل الكلامي، فعند دوسوسير لابد من
متكلم وسامع، بالإضافة إلى تبادل الحوار عبر الصورة الصوتية والصورة السمعية.بينما
التواصل لدى شينون وويفر يتم عبر الرسالة من قبل المتكلم إلى المستقبل، وهذه
الرسالة يتم تشفيرها، فترسل عبر القناة، ويشترط فيها الوضوح وسهولة المقصدية لنجاح
هذه الرسالة قصد أداء وظيفتها. وبعد التسليم، يقوم المرسل إليه بتفكيك الشفرة
وتأويلها.
أما
التواصل غير اللفظي أو غير اللساني، فيعتمد على أنظمة سننية غير أنساق اللغة، وهي
حسب بويسنس مصنفة حسب معايير ثلاثة:
uمعيار الإشارية النسقية: حيث تكون العلامات ثابتة ودائمة ، ومن
أمثلة ذلك: الدوائر، والمثلثات، والمستطيلات، وعلامات السير.
vمعيار الإشارية اللانسقية: عندما تكون العلامات غير ثابتة وغير
دائمة على عكس المعيار الأول نحو:
الملصقات الدعائية.
wمعيار الإشارية: حيث العلاقة جوهرية بين معنى المؤشر
وشكله، كالشعارات الصغيرة التي ترسم عليها مثلا: قبعة، أو مظلة. ثم، تعلن على
واجهات المتاجر دليلا على ما يوجد فيها من البضائع.[20]
ويمكن
الحديث ضمن هذا المعيار الأخير عن معيار آخر للإشارية ذات العلاقة الاعتباطية أو
الظاهرية " كالصليب الأخضر الذي يشير إلى الصيدلية، ويتفرع عنه أيضا معيار
للإشارية يقيم علاقة بين معنى الرسالة والعلامات التي تنتقل هذه الرسالة بواسطتها.
كما يتفرع عنه أخيرا معيار للإشارية ينوب مناب المعيار الأول: فالكلام معيار
للإشارية المباشرة، إذ لاشيء يحول بين الأصوات الملتقطة ودلالاتها التي رسمت لها،
ولكن المورس يعد معيارا نيابيا، إذ إنه لكي يتوصل إلى المعنى الذي يريد هذا المورس
أن ينقله، لابد من الانتقال من العلامة فيه إلى العلامة في الكتابة الصوتية، ثم من
العلامة في الكتابة الصوتية إلى العلامة
الصوتية."[21]
وما
يهمنا في هذه السيميولوجيا هو موضوع التواصل؛ لأن المقاربة السيميوطيقية للنصوص تبحث
في وظائف خطاباتها وملفوظاتها الإبداعية، فتبرز مقاصدها المباشرة وغير المباشرة.
وإذا أخذنا العنوان الذي يعلق على أغلفة الدواوين الشعرية أو فوق النصوص، فليس
تموقعه زائدا ومجانيا، بل يؤدي دورا في التدليل ، ويساهم في فهم الدلالة. ومن ثم، فالعنوان هو المفتاح
الإجرائي الذي يمدنا بمجموعة من المعاني التي تساعدنا على فك رموز النص، وتسهيل
مأمورية الدخول في أغواره، واستكشاف تشعباته الوعرة. ويمكن أن نستلهم من هذه
السيميولوجيا بعض أنماط علاماتها التواصلية، كالإشارة، والأيقون، والرمز؛ وهذه
المصطلحات الإجرائية ذات كفاية منهجية ناجعة في مقاربة الدال العنواني ، باعتباره
العتبة الحقيقية لولوج عالم المدلولات النصية والسياقية.
الفرع
الثالث: اتجـــــاه الدلالــــة
يعتبر
رولان بارت( R.Barthes ) خير
من يمثل هذا الاتجاه ، لأن البحث السيميولوجي لديه هو دراسة الأنظمة الدالة، فجميع
الأنساق والوقائع تدل. فهناك من يدل بواسطة اللغة، وهناك من يدل بدون اللغة
السننية، بيد أن لها لغة دلالية خاصة بها. ومادامت الأنساق والوقائع كلها دالة،
فلا عيب في تطبيق المقاييس اللسانية على الوقائع غير اللفظية . أي: أنظمة
السيميوطيقا غير اللسانية لبناء الطرح الدلالي. ومن هنا، فقد انتقد بارت في كتابه
(عناصر السيميولوجيا) الأطروحة السوسيرية التي تدعو إلى إدماج اللسانيات في
قلب السيميولوجيا ، مؤكدا أن اللسانيات ليست فرعا ولو كان مميزا، من علم
الدلائل(السيميولوجيا)، بل السيميولوجيا هي التي تشكل فرعا من اللسانيات.[22]
ومن
هنا، فقد تجاوز رولان بارت تصور الوظيفيين الذين ربطوا بين العلامات والمقصدية،
وأكد على وجود أنساق غير لفظية، حيث التواصل غير إرادي، لكن البعد الدلالي موجود
بدرجة كبيرة. وتعتبر اللغة الوسيلة الوحيدة التي تجعل هذه الأنساق والأشياء غير
اللفظية دالة، حيث إن كل" المجالات المعرفية ذات العمق السوسيولوجي الحقيقي
تفرض علينا مواجهة اللغة، ذلك أن الأشياء تحمل دلالات.غير أنه ماكان لها أن تكون
أنساقا سيميولوجية أو أنساقا دالة لولا تدخل اللغة، ولولا امتزاجها باللغة. فهي،
إذاً، تكتسب صفة النسق السيميولوجي من اللغة. وهذا ما دفع بارت إلى أن يرى أنه من
الصعب جدا تصور إمكان وجود مدلولات نسق صور أو أشياء خارج اللغة؛ بحيث إن إدراك
ماتدل عليه مادة ما يعني اللجوء، قدريا، إلى تقطيع اللغة؛ فلا وجود لمعنى إلا لما
هو مسمى، وعالم المدلولات ليس سوى عالم اللغة."[23]
أما
عناصر سيمياء الدلالة لدى بارت، فقد حصرها ، في كتابه(عناصر السيميولوجيا)،
في الثنائيات البنيوية التالية: ثنائية الدال والمدلول، وثنائية التعيين والتضمين،
وثنائية اللسان والكلام، وثنائية المحور الاستبدالي والمحور التركيبي. وقد حاول بارت بواسطة هذه الثنائيات اللسانية
أن يقارب الظواهر السيميولوجية، كأنظمة
الموضة ، والأساطير، والطبخ، والأزياء، والصور، والإشهار، والنصوص الأدبية ،
والعمارة ، إلخ...
وأخيرا،
يمكن للمقاربة النصية والخطابية، في بعدها السيميوطيقي، أن تستعين بثنائيات بارت
اللسانية بغية البحث عن دلالة الأنساق اللفظية وغير اللفظية في الأنشطة البشرية
والنصوص الإبداعية الأدبية والفنية.
الفرع
الرابع: مدرسة باريس السيميوطيقية
يمثل
هذه المدرسة السيميوطيقية كل من كريماص( Greimas) ، وميشيل أريفي( Michel Arrivé )، وكلود شابرول ( C.Chabrol )، وجان كلود كوكي( Jean Claude Coquet). ويوضح أعمال هذه
المدرسة الكتاب القيم الذي صدر تحت عنوان(السيميوطيقا: مدرسة باريس) عام 1982م. ولقد وضح كلود كوكي في الفصل الأول
من الكتاب، الأسباب والدواعي التي دفعتهم إلى إرساء هذا الاتجاه ، وتأسيس هذه
المدرسة السيميوطيقية الجديدة، وكان الفصل الأول على شكل بيان نظري. ولقد وسعت
المجموعة مفهوم السيميولوجيا الذي لا يتجاوز أنظمة العلامات، إلى مصطلح
السيميوطيقا الذي يقصد به علم الأنظمة الدلائلية. واعتمدت هذه المدرسة على أبحاث
دوسوسير( Saussure)، وهلمسليف( Hyelmslev)، وبيرس(Pierce)، بعد ترجمة نصوصه
وكتاباته السيميوطيقية من قبل دولادال( Deledalle ) وجويل ريتوري( Joelle Réthoré).
هذا،
وقد اهتم رواد هذه المدرسة بتحليل الخطابات والأجناس الأدبية من منظور سيميوطيقي
، قصد استكشاف القوانين الثابتة المولدة
لتمظهرات النصوص العديدة. وإذا تأملنا أعمال رئيس المدرسة كريماص، فقد انصبت جلها على النصوص السردية والإبداعات الحكائية
الخرافية، متأثرة في ذلك بعمل فلاديمير بروب( V.Propp) الذي توجه إلى استخلاص وظائف الخرافات الأسطورية الروسية
العجيبة.
وعليه،
فقد اهتم كريماص في أبحاثه بالدلالة ، وشكلنة المضمون، معتمدا في ذلك على التحليل
البنيوي، وتمثل القراءة المحايثة، ورصد الخطابات النصية السردية. ويعتمد منهجه
السيميوطيقي على مستويين: سطحي وعميق. إذ ينقسم المستوى السطحي بدوره إلى مكونين:
مكون سردي ينظم تتابع الحالات، وتسلسل التحولات، ويرصد البنية العاملية. أما
المكون الخطابي، فيعنى داخل النص بالبنية الفاعلية، وتحديد الصور وآثار المعنى.
أما على المستوى العميق، فيتم الحديث عن مستويين: مستوى المربع السيميائي المنطقي،
ومستوى التشاكل السيميولوجي.
الفرع
الخامس: اتجـــاه السيميوطيقا المادية
إن
خير من يمثل هذا الاتجاه الباحثة جوليا كريستيفا( Julia Kristieva )، إذ تستند في بحثها إلى التوفيق بين اللسانيات والتحليل الماركسي ، قصد
إيجاد التجاور بين الداخل والخارج. ويعني
هذا أنها أعطت أهمية كبرى للعلامة في علاقتها بالمرجع المادي.
هذا،
ولقد استعملت كريستيفا مصطلحات سيميوطيقية للوصول إلى التدليل في النصوص المعللة،
فقد استبدلت المعنم أو السيم( Séme ) الموظف من قبل مدرسة باريس
السيميوطيقية بمصطلح سيماناليز( Sémanalyse). أي: التحليل
المعنمي أو السيمي. كما ركزت كريستيفا على الإنتاج الأدبي بدل الإبداع الأدبي.
لذا، لم يكن هدفها الدلالة بل المدلولية. لذلك، وظفت مصطلحات ذات بعد ماركسي،
كالمنتج، والممارسة الدالة، والمنتوج، على عكس المصطلحات الموظفة في الفكر
الرأسمالي واللاهوتي، مثل: المبدع والإبداع الفني.
الفرع
السادس: السيميولوجيا الرمزيــة
تعد
مدرسة إيكس من بين الاتجاهات السيميولوجية الفرنسية المعروفة، حيث يوجد أستاذا
الأدب: جان مولينو( Jean Molino) وجان جاك ناتيي( Jean Jacques Nattier). وتسمى سيميولوجية
هذه المدرسة بنظرية الأشكال الرمزية، حيث استلهم كل من مولينو وناتيي نظرية بيرس
الموسعة عن العلامة، ووظفا أنماطها كالإشارة، والأيقون، والرمز؛ مع استيعاب فلسفة
كاسيرر الرمزية التي تنظر إلى الإنسان على أنه حيوان رمزي. وتدرس هذه السيميولوجيا
الأنظمة الرمزية محل أنظمة العلامات
المدروسة في الاتجاهات والمدارس السيميولوجية الأخرى. وهكذا، فقد تم التوفيق والجمع
بين آراء بيرس وكاسيرر. ومن ثم، فقد حصر الحدث الرمزي في النصوص، والمأثورات
الشفوية، والقرارات، والتنظيمات، والأنظمة. ومن ثم، تتم دراسة هذه العناصر عبر
ثلاثة مستويات: المستوى الشعري(Poétique le niveau )، والمستوى المحايد
أو المادي(neutre
ou matériel le niveau )، والمستوى الجمالي أو الإستيتيقي( esthétique le niveau) . وتعد هذه
المستويات بمثابة وظائف للرمز. فالمستوى الأول يتناول علاقة المنتج بالإنتاج.
ويتناول المستوى الثاني الإنتاج في نفسه. أما المستوى الثالث، فينصب على الإنتاج
في علاقته بالمتلقي. وقد نشأ على هذه المستويات ظهور نظريات التلقي والتقبل
والاتجاه النصي؛ مما ساهم في بلورة مدرسة كونستانس الألمانية وجمالية التلقي عند
يوس( Jauss) وإيزر(Iser).
المطلب
الثالث: الاتجـــاه الروســـي
تعتبر
الشكلانية الروسية الممهد الفعلي للدراسات السيميوطيقية في غرب أوربا ، ولاسيما في
فرنسا، واسمها الحقيقي جماعة أبوياز (Opoiaz). وقد ظهرت هذه الجماعة رد فعل على انتشار الدراسات الماركسية في
روسيا، وخاصة في مجال الأدب والفن. ولقد تحامل على هذه الجماعة كثير من الخصوم،
فاتهموها بالشكلانية، كما فعل تروتسكي في كتابه (الأدب والثورة)، وماكسيم
كوركي ، ولوناتشارسكي الذي وصف الشكلانية في سنة 1930م أنها" تخريب إجرامي ذو
طبيعة إيديولوجية".[24]
ومن
ثم، فقد كانت سنة 1930م نهاية أكيدة للشكلانيين الروس، حتى إن أحد السوسيولوجيين
الروس أراد تطعيم المنهج الشكلي بالتحليل الاجتماعي الماركسي كما هو الشأن بالنسبة
لأرفاتوف. بيد أن إشعاعها انتقل إلى عاصمة تشيكوسلوفاكيا ( براغ) ، حيث رومان
جاكبسون الذي أنشأ حلقة براغ اللسانية مع تروبتسكوي، فتولدت عنها اللسانيات
البنيوية والمدرسة اللغوية الوظيفية. وبقي الإرث الشكلاني الروسي طي النسيان مدة
طويلة إلى أن ظهرت مدرسة بنيوية سيميائية أدبية وثقافية جديدة تسمى بمدرسة تارتو
نسبة إلى جامعة تارتو بموسكو.
هذا،
وقد نشأت الشكلانية الروسية بسبب تجمعين هما:
uحلقة موسكو اللسانية التي تكونت سنة 1915م، ومن أهم عناصرها
البارزة جاكبسون الذي أثرى اللسانيات بأبحاثه الفونيتيكية والفونولوجية. كما أغنى
الشعرية بكثير من القضايا الإيقاعية والصوتية والتركيبية ، ولاسيما نظريته
المتعلقة بوظائف اللغة، والتوازي، والقيمة المهيمنة، والقيم الخلافية ....
vحلقة أبوياز بليننيكراد، وكان أعضاؤها من طلبة الجامعة. أما عن
خطوط التلاقي بين المدرستين ، فيتمثل في الاهتمام باللسانيات، والحماسة للشعر
المستقبلي الجديد.
هذا،
ولم تظهر الشكلانية إلا بعد الأزمة التي أصابت النقد والأدب الروسيين بعد انتشار
الأيديولوجية الماركسية، واستفحال الشيوعية، وربط الأدب بإطاره السوسيولوجي في شكل
مرآوي انعكاسي؛ مما أساء ذلك إلى الفن والأدب معا.
هذا،
ولقد ارتكزت الشكلانية على مبدأين أساسيين هما:
uإن موضوع الأدب هو الأدبية. أي: التركيز على
الخصائص الجوهرية لكل جنس أدبي على حدة.
vالتركيز على دراسة الشكل قصد فهم المضمون.
أي: شكلنة المضمون، ورفض ثنائية الشكل والمضمون المبتذلة.
ولقد
قطعت الشكلانية الروسية مراحل عدة في البحث الأدبي واللساني. ففي المرحلة الأولى،
كان الاهتمام ينصب على التمييز بين الشعر والنثر. بينما كانت البحوث في المرحلة
الثانية تتعلق بوصف تطور الأجناس الأدبية. ومن ثم، فقد نشرت كثير من الدراسات
الشكلانية، وترجمت في مجلات غربية هامة ، مثل: مجلة الشعرية( Poétique)، ومجلة التحول(Change).
ونستحضر
من رواد الشكلانية الروسية كلا من: تينيانوف، وإيخنباوم، وشلوفسكي، وفلاديمير بروب
، وتوماشفسكي، ومكاروفسكي، ورومان جاكبسون، وميخائيل باختين... وقد انصبت اهتمامات
هؤلاء على التمييز البويطيقي بين الشعر والنثر. في حين، اهتم موكاروفسكي بوصف
اللغة الشعرية. أما اللساني رومان جاكبسون، فقد اهتم بقضايا الشعرية واللسانيات
العامة ، وخصوصا الصوتيات والفونولوجيا. أما السيميائي فلاديمير بروب ، فقد أعطى
عناية كبيرة للحكاية الروسية العجيبة، فوضع لها مجموعة من القواعد المولدة لها
التي تترجم بنية سردية منطقية كونية مجردة ذات بعد ثلاثي: (التوازن- اللاتوازن-
التوازن).
ومن
جهة أخرى، فلقد ركز ميخائيل باختين أبحاثه على جمالية الرواية وأسلوبيتها، واهتم
بالرواية البوليفونية (المتعددة الأصوات)، فأثرى النقد الروائي بكثير من المفاهيم،
مثل: فضاء العتبة، والشخصية غير المنجزة، والحوار تعبير عن تعدد الرؤى
الإيديولوجية، إلخ...
وعليه،
فقد كانت أبحاث الشكلانيين الروس نظرية وتطبيقية في آن واحد. ومن نتائج هذه
الأبحاث: ظهور مدرسة تارتو( Tartu) التي تعتبر من أهم
المدارس السيميولوجية الروسية. ومن أعلامها البارزين: يوري لوتمان صاحب ( بنية
النص الفني)، وأوسبينسكي، وتزتيفان تودوروف، وليكومتسيف، وأ.م.بينتغريسك. ولقد
جمعت أعمال هؤلاء في كتاب جامع تحت اسم ( أعمال حول أنظمة العلامات...
تارتو)(1976م).
هذا،
ولقد ميزت تارتو بين ثلاثة مصطلحات هي: السيميوطيقا الخاصة، وهي دراسة أنظمة
العلامات ذات الهدف التواصلي؛ والسيميوطيقا المعرفية التي تهتم بالأنظمة
السيميولوجية وما شابهها؛ والسيميوطيقا العامة التي تتكفل بالتنسيق بين جميع
العلوم الأخرى. لكن تارتو اختارت السيميوطيقا ذات البعد الإبستمولوجي المعرفي.
وهكذا،
اهتمت هذه المدرسة بسيميوطيقا الثقافة حتى أصبحنا نسمع عن اتجاه سيميوطيقي خاص
بالثقافة له فرعان: إيطالي وروسي. وتعنى جماعة تارتو- موسكو بالثقافة عناية خاصة، باعتبارها " الوعاء الشامل الذي تدخل فيه
جميع نواحي السلوك البشري الفردي منه والجماعي. ويتعلق هذا السلوك في نطاق
السيميوطيقا بإنتاج العلامات واستخدامها. ويرى هؤلاء العلماء أن العلامة لا تكتسب
دلالتها إلا من خلال وضعها في إطار الثقافة. فإذا كانت الدلالة لا توجد إلا من
خلال العرف والاصطلاح، فهذان بدورهما هما نتاج التفاعل الاجتماعي. وعلى هذا، فهما
يدخلان في إطار آليات الثقافة. ولا ينظر هؤلاء العلماء إلى العلامة المفردة، بل
يتكلمون دوما عن أنظمة دالة. أي عن مجموعات من العلامات، ولا ينظرون إلى الواحد،
مستقلا عن الأنظمة الأخرى، بل يبحثون عن العلاقات التي تربط بينها، سواء كان ذلك
داخل ثقافة واحدة(علاقة الأدب مثلا بالبنيات الثقافية الأخرى مثل: الدين والاقتصاد
وأشكال التحتية...إلخ)، أو يحاولون الكشف عن العلاقات التي تربط تجليات الثقافة
الواحدة عبر تطورها الزمني، أو بين الثقافات المختلفة للتعرف على عناصر التشابه
والاختلاف، أو بين الثقافة واللاثقافة".[25]
وإذا
انتقلنا إلى مرتكزات الشكلانية الروسية ودعائمها النظرية والتطبيقية، فيمكن حصرها
في النقط التالية:
uالاهتمام بخصوصيات الأدب والأنواع الأدبية.
أي: البحث عن الأدبية، وما يجعل الأدب أدبا.
vشكلنة المضامين الأدبية والفنية(مقاربة
شكلانية).
wاستقلالية الأدب عن الإفرازات والحيثيات
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية(دراسة الأدب باعتباره بنية مستقلة عن
المرجع).
xالتركيز على التحليل المحايث قصد استكشاف
خصائص العمل الأدبي.
yالتوفيق بين آراء بيرس وسوسير حول العلامة
(أعمال ليكومستيف مثلا).
z استعمال مصطلح السيميوطيقا بدل مصطلح السيميولوجيا.
{الاهتمام بالسيميوطيقا الإبستمولوجية،
والتركيز على الأشكال الثقافية.
|التشديد على خاصية الاختلاف والانزياح بين
الشعر والنثر.
}الإيمان باستهلاك الأنظمة وتجددها وتطورها
باستمرار من تلقاء ذاتها.
~عدم الاكتفاء أثناء التطبيق النصي والنظري
على الأعمال القيمة والمشهورة في مجال الأدب، بل توجهت الشكلانية الروسية إلى
الأجناس الأدبية مهما كانت قيمتها الدنيا كأدب المذكرات والمراسلات، قصد معرفة مدى
مساهمتها في إثراء الأعمال العظيمة، كما فعل ميخائيل باختين مع الأجناس الشعبية الدنيا
في كتابه( شعرية دوستويفسكي).
المطلب
الرابع: الاتجــــاه الإيطــالي
يمثل
هذا الاتجاه كل من أمبرطو إيكو( U.Eco) وروسي لاندي( Rossi Landi ) اللذين اهتما كثيرا بالظواهر الثقافية،
باعتبارها موضوعات تواصلية وأنساقا دلالية على غرار سيميوطيقا الثقافة في روسيا.
ويرى أمبرطو إيكو" أن الثقافة لا تنشأ إلا حينما تتوفر الشروط الثلاثة
التالية:
uحينما يسند كائن مفكر وظيفة جديدة للشيء
الطبيعي...
vحينما يسمي ذلك الشيء باعتباره يستخدم في
شيء ما، ولا يشترط أبدا قول هذه التسمية بصوت مرتفع كمالا يشترط فيها أن تقال
للغير.
wحينما نتعرف على ذلك الشيء باعتباره شيئا
يستجيب لوظيفة معينة، وباعتباره ذا تسمية محددة، ولا يشترط استعماله مرة ثانية،
وإنما يكفي مجرد التعرف عليه"[26].
هذا،
ويشدد إيكو على أن كل تواصل عبارة عن سلوك مبرمج، وأن أي نسق تواصلي يؤدي وظيفة
ما. ومن ثم، يمكن لأي نسق ذي صبغة مندمجة أن يؤدي دورا تواصليا. ومن ثم، فالثقافة
لاتنحصر مهمتها في التواصل فقط، بل إن فهمها فهما حقيقيا مثمرا لايتم إلا بمظهرها
التواصلي. لذا، فقوانين التواصل هي قوانين الثقافة. ومن هنا، نلاحظ مدى الترابط
والتساوق الموجود بين القوانين المنظمة للتواصل والقوانين المنظمة للثقافة. وبناء
على هذا، فقوانين التواصل هي قوانين ثقافية. ويعني هذا أن قوانين الأنساق
السيميوطيقية هي قوانين ثقافية.
أما
السيميائي روسي لاندي ، فإنه يحدد السيميوطيقا من خلال أبعاد البرمجة التي يمكن
حصرها عنده في ثلاثة أنواع:
uأنماط الإنتاج(مجموع قوى الإنتاج وعلاقات
الإنتاج).
v الإيديولوجيات(تخطيطات اجتماعية لنمط عام).
wبرامج التواصل(التواصل اللفظي وغير اللفظي).[27]
فالسيميوطيقا
لدى روسي لاندي هي تعرية للدليل الإيديولوجي، وفضح له، مع كشف البرمجة الاجتماعية
للسلوك الإنساني، وتحرير الدليل من الاستلاب،
والعمل على إرساء الحق، ونشر الخبر الصادق، والكشف عن الوهم والإيديولوجيا. وتتسم
هذه السيميوطيقا بالنزعة الإنسانية؛ لأنها تركز على الإنسان والتاريخ. ومن ثم،
فالسيميوطيقا عند روسي لاندي " علم شامل للدليل والتواصل(اللفظي ومهما كان
المجال المدروس)، ينبغي أن تعنى مباشرة لا بالتبادل وتطوراته، بل ينبغي أن تعنى
أيضا بالإنتاج والاستهلاك، لا بقيم التبادل الدلالية فحسب، بل بقيم الاستعمال
الدلالية أيضا. ومن الواضح أن قيم التبادل الدلالية لا يمكنها أن توجد بدون قيم
الاستعمال الدلالية.وبالتالي، فالسيميوطيقا لا يمكنها أن تعنى فقط بالطريقة التي
تتبادل بها البضائع والنساء باعتبارها رسائل، لأنها ينبغي أن تعنى، أيضا، بالطريقة
التي تم بها إنتاج هذه الرسائل (البضائع والنساء) واستهلاكها."[28]
ويلاحظ
على الاتجاه الإيطالي أنه يلتقي مع مدرسة تارتو الروسية في التركيز على سيميوطيقا
الثقافة؛ لأن الظواهر الثقافية ذات مقصدية تواصلية.
تلكم
– إذاً- أهم الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة التي تناولت كثيرا من الظواهر
اللفظية وغير اللفظية. وعليه، يمكن التمييز بين اتجاهين داخل السيميولوجيا
المعاصرة: المدرسة الأمريكية ورائدها بيرس، ويمثلها كل من موريس( Morris)، وكارناب( Carnap)، وسيبوك( Sebeok ) إلخ.. والمدرسة الفرنسية أو الأوروبية
التي انبثقت عن تصورات دوسوسير ، ويمثلها كل من: بويسنس، وهلمسليف، وبرييطو، وجورج
مونان، ورولان بارت ، إلخ...
وعلى
الرغم من هذا التفريع الثنائي، يقر مارسيلو داسكال بصعوبة الحديث عن سيميولوجية
واحدة، أو نظريات سيميوطيقية متجانسة يمكن أن تشكل مدرسة أو اتجاها أحاديا،. وفي
هذا الصدد، يقول مارسلو داسكال:" وعلى الرغم من هذه النواة المشتركة الهامة،
وعلى الرغم من أهمية المشروع وآمال مؤسسيه الكبيرة، فإنه ينبغي الاعتراف بأن
السيميولوجيا العامة، اليوم ، كعلم ماتزال في طفولتها. وهذا يعني من ضمن مايعنيه
أنه لاتوجد بعد سيميولوجيا واحدة ذات مجموعة من المفاهيم والمناهج متوفرة، على وجه
الخصوص، على مشاكل تقويم الحلول ومعايير هذا التقويم؛ مجموعة من شأنها أن تكون
مشتركة بين كل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم سيميولوجيين . وبعبارة أخرى، فإن
السيميولوجيا ما تزال في مرحلة ماقبل الأنموذج من تطورها كعلم. وفي مثل هذا الوضع،
فإن عدة مدارس تتعارض لامن حيث النظريات السيميوطيقية المتنافرة التي تقترحها
فحسب، وإنما تتعارض أيضا من حيث تصورها لما يجب أن يشكل نظرية سيميوطيقية أو
سيميولوجية."[29]
وهكذا،
يعود التعدد في المدارس والاتجاهات السيميولوجية
إلى الاختلاف في الروافد والمشارب(الرافد السوسيري والرافد البيرسي)، ويعود
أيضا إلى تصورات كل سيميائي على حدة، واختلاف منطلقاتهم النظرية والمنهجية
والتطبيقية.
مواضيع ذات صلة
السيميائيات والسيميوطيقا والسيميولوجيا)
مقارنة بين السيميولوجيا و السيميوطيقا
المدارس والاتجاهات السيميولوجية
السيميائيات والسيميوطيقا والسيميولوجيا)
تعريف السيميائية
السيميولوجيا
ماذا يدرس علم السيميولوجيا
مدخل الى السيميوطيقا
تعريف السيميائية لغة واصطلاحا
المنهج السيميائي في النقد
السيميائية
سيميولوجيا الصورة
[2] - محمد مفتاح: تحليل الخطاب الشعري(إستراتيجية التناص)، المركز
الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1985م،ص:7-16.
[3] - بيير غيرو: نفسه،
ص:61-133.
[5] - محمد السرغيني: محاضرات في السيميولوجيا، دار
الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1987م، ص:68.
[6] - عواد علي: معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة،
المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1990م، ص:84-106.
[7] - مارسيلو داسكال: الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة،
ترجمة: لحمداني حميد وآخرون، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة
1987م.
[11] - محمد السرغيني: محاضرات في السيميولوجيا، ص:58.
[12] - نقلا عن عواد علي: معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية
الحديثة، ص:83.
[16]- نقلا عن عواد علي: نفسه، ص:77.
[17] - عواد علي: نفسه، ص:85.
[18] - عواد علي: نفسه، ص:85.
[20] - عواد علي: نفسه، ص:92.
[21] -عواد علي: نفسه، ص:92-93.
[24] - الشكلانيون الروس: نظرية المنهج الشكلي، ترجمة: إبراهيم
الخطيب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، الطبعة الأولى سنة 1983م،
ص:9.
[25] - سيزا قاسم: (السيميوطيقا: حول بعض المفاهيم والأبعاد)، مدخل
إلى السيميوطيقا، الجزء الأول، منشورات عيون المقالات، الدار البيضاء،
المغرب، ص:40.
[29] - مارسيبلو داسكال: الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة،
ص:17-18.
إرسال تعليق