وﻨﻟﻤس ﺼورة أﺨرى ﻤن ﻗﺼﻴدة
: "
اﻟﻨﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع
"
ﮐﻤﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ
:
اﻟﺸﺎرع ﻤﻬﺠور ﺘﻌول ﻓﻴﻪ اﻟرﻴﺢ
ﺘﺘوﺠﻊ أﻋﻤدة وﺘﻨوح ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ
اﻨﺘﺼف اﻟﻟﻴل وﻤلء اﻟظﻟﻤﺔ أﻤطﺎر
وﺴﮐون رطب ﻴﺼرخ ﻓﻴﻪ اﻹﻋﺼﺎر
(
)
ﺘﻨﺴرب ﻤن ﻫذه اﻷﺴطر اﻟﺸﻌرﻴﺔ ﺼورة ﻤن اﻻﺴﺘﻌﺎ
رة اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻟﯽ ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﺸﺨﻴص
اﻟﺘﻲ ﺘﺴﻨد إﻟﯽ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ اﻟﻤﺤذوف ﻓﻌﻼ إﻨﺴﺎﻨﻴﺎ داﻻ
ﻋﻟﻴﻪ ، وﻫو اﻟﻤﻨﺤﯽ اﻟﺤﺴﺎس اﻟذي
ﻴﺒرز اﻟﺼورة وﻴﺤر ك وﺠدان اﻟﻘﺎرئ وﻴﻐرﻴﻪ ﺒﺎﻟﺘطﻬﻴر
اﻟﻨﻔﺴﻲ ، وﻫو اﻷﻤر اﻟذي رﮐز ت
ﻋﻟﻴﻪ اﻟﺸﺎﻋرة ﻤن ﺨﻼل
"
اﻟﻨﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع
"
اﻟﺘﻲ ﮐﺸﻔت ﻋن اﻟواﻗﻊ
اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺘردي
وﻗد ﺴﺎﻗت اﺴﺘﻌﺎراﺘﻬﺎ اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ
(
ﺘﻌول اﻟرﻴﺢ
( و )
ﺘﺘوﺠﻊ أﻋﻤدة
( و )
ﺘﻨوح ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ
)
(
ﻴﺼرخ ﻓﻴﻪ اﻹﻋﺼﺎر
)
وﮐﻟﻬﺎ ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ ﻗرﻴﻨﺔ اﻟﻔﻌل اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ اﻟذي دﻟل ﻋﻟﯽ
اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ
وﻫو اﻹﻨﺴﺎن ، ﻓﺎﻟرﻴﺢ ﺘﻌول واﻷﻋﻤدة ﺘ
ﺘوﺠﻊ واﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺘﻨوح واﻹﻋﺼﺎر ﻴﺼر
ﻬﺎ وﮐﻟخ
ﺘﻐري اﻟﻤ
ﻟﺘ
ﻘﯽ ﺒﺎﻟوﻗوف ﻋﻨدﻫﺎ ﺤﺘﯽ ﺘﺘﺠﻤﻊ ﻋﻨده ﺨﻴوط اﻟﺼورة اﻟدراﻤﻴﺔ
ﻟﻟﻤﮐﺎن ، وﺼورة
اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤؤﻟﻤﺔ واﻟﺒﺎﺌﺴﺔ ﻟطﻔﻟﺔ ﻟم ﺘﺠد اﻟﻤﺄوى ﺘﻟﺴﻌﻬﺎ
اﻟطﺒﻴﻌﺔ ﺒﺎردة ﺠﺎﻓﻴﺔ ﮐﺠﻔﺎء
اﻟ
ﺸﻌﺎرات
اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ
اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ
.
وإذا اﺘﺠﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟﻌﻤق اﻟﺘراﺠﻴدي ﺘﺘﮐﺜف اﻟﺼور
داﺨل اﻟﺨطﺎب اﻟﺸﻌري ﻟﻘ
" ﺼﻴدة
اﻟﺨﻴط اﻟﻤﺸدود ﻓﻲ ﺸﺠرة اﻟﺴرو
"
ﺼوت
"
ﻤﺎﺘت
"
داوﻴﺎ ، ﻻ ﻴﻀﻤﺤل
ﻴﻤــــﻸ اﻟﻟﻴـــــل ﺼراﺨﻪ ودوﻴﺎ
"
إﻨﻬﺎ ﻤﺎﺘت
"
ﺼدى ﻴﻬﻤﺴﻪ اﻟﺼوت ﻤﻟﻴﺎ
وﻫﺘﺎف ﺸﺠرات اﻟﺴ
ور
ﻓﻲ ﺼوت ﻋﻤﻴق
(
ﺘﺘﻼﺤق اﻻﺴﺘﻌﺎرات اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذه اﻟدﻓﻘﺔ اﻟﺸﻌرﻴﺔ
ﻟﺘﺄﮐﻴد ﻤﻌﻨﯽ وﺤﻴد وﻫواﻟﻤوت اﻟذي ﺤﺎوﻟت اﻟﺼور اﻟﺠزﺌﻴﺔ أن ﺘرﺴ ﺨﻪ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻤﺨﺎطب وﻫو
اﻟﺤﺒﻴب اﻟذي ﺠﺎء
ﻴﺒﺤث ﻋن ﺤﺒﻴﺒﺘﻪ ﻓوﺠد اﻟذﮐرى ﻓﻲ اﻨﺘظﺎره
. ﻫذه اﻟﺼور
اﻟدراﻤﻴﺔ
(
ﻴﻤﻸ اﻟﻟﻴل ﺼراﺨﻪ
( ، )
ﺼدى ﻴﻬﻤس اﻟﺼوت
)
(
ﻫﺘﺎف رددﺘﻪ اﻟظﻟﻤﺎت
،)
(
روﺘﻪ ﺸﺠرات اﻟﺴرو
) .
وﮐﻟﻬﺎ ﻋﻟﻘت دﻻﻟﻴﺎ ﻻ ﺒﺸ
ﺠرة
اﻟﺴرو وﻟﮐن ﺒﺎﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ اﻟﻤﺤذوف وﻫو اﻹﻨﺴﺎن ﻟﺘﺜﺒت
ﻏﻴﺎﺒﻪ ﺒﺤﻀور ﻗراﺌن ﺘدﻟل ﻋﻟﯽ
أﺜره
، وﻫﻲ ﻓﻲ طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ
اﻟﻨﺤوﻴﺔ أﻓﻌﺎل ﻨﺴﺒت ﻟﻐﻴر اﻟ
ﻌﺎﻗل
(
ﻴﻤﻸ ، ﻴﻬﻤس ، رددت، روت
)
وﺤول إﻀﺎﻓﺔ اﻟﻔﻌل إﻟﯽ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﻤﺎ ﻴﻤﮐن أن
>>
ﻴﺜري اﻻ
ﺴﺘﻌﺎرة ﺒﺎﻟﺤرﮐﺔ وﻴﺒث ﻓﻴﻬﺎ
اﻟﺤﻴﺎة
، وﻴﻼﺤظ أن اﻟﻌﻼ
ﻗﺔ ﺒﻴن طرﻓﻲ اﻻﺴﺘﻌﺎرة ﻋﻼﻗﺔ اﻨﺼﻬﺎر واﺘﺤﺎد ﺤﻴث ﻴﺘﺤول
اﻟﻤﺸﺒﻪ إﻟﯽ ﮐﺎﺌن ﺤﻲ ﻴﺤﻤل ﮐل ﺼﻔﺎت اﻟﺤﻴﺎة ، وﻫﻨﺎ
ﻴﺒث اﻟﺸﺎﻋر اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟطﺒﻴﻌﺔ
وﺘﺄﺘﻲ اﻹﺴﺘﻌﺎرة ﻟﺘﺒث ﺤﻴوﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴدة
واﻻﺴﺘﻌﺎرة ﻫﻲ اﻷﺼل ﻓﻲ ﺘطور اﻟﻟﻐﺔ، ﻷﻨﻬﺎ اﻷﺴﺎس ﻓﻲ
اﺴﺘﺨدام اﻟﮐﻟﻤﺎت
اﺴﺘﺨداﻤﺎ ﺠدﻴدا، ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﺎت ﺠدﻴدة، ﻓﻬﻲ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻟﯽ
ﺘﺨطﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤرﻓﻴﺔ ﺒﻴن أﺠزاء
اﻟواﻗﻊ وﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﻤن ﺠدﻴد
واﻟﻤﻼﺤظ ﻋﻟﯽ ﺘﺠرﺒﺔ ﻨﺎزك اﻟﻤﻼﺌﮐﺔ اﻟﺸﻌرﻴﺔ ﻫو ﮐﺜرة
اﻻﺴﺘﻌﺎرات اﻟﺘﻲ ﺠﻌﻟﺘﻬﺎ
ﺘﺘﻨﻔس ﻓﻲ ﺸﻌرﻫﺎ ﻤﺨﺘﻟَﻘﺔ ﻗراﺌن ﺘدﻟل ﻋﻟﻴﻬﺎ
وﻻﺴﻴﻤﺎ اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺘﻌد ﻤن أﻗرب
اﻻﺴﺘﻌﺎرات إﻟﯽ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﮐﻤﺎ ﻴﻘول اﻟﺒﻼﻏﻴون اﻟﮐﻼﺴﻴﮐﻴون
وﻓﻲ ظل ﻓﻬﻤﻬم اﻟﮐﻼﺴﻴﮐﻲ ﻟﻟﺸﻌر ﺠﻌﻟوا اﻻﺴﺘﻌﺎرة
>>
ﻤن ﻤﮐﻤﻼت اﻟﻤﻌﻨﯽ أي
أن ﺘﻘوم ﺒوظﻴﻔﺔ ، اﻟﺘوﻀﻴﺢ، واﻟﺘﺤﺴﻴن ، واﻟﺘﻘﺒﻴﺢ
،
وﻟذﻟك ﺨﻀﻌت ﺨﻼل اﻟﻤرﺤﻟﺔ
اﻟﮐﻼﺴﻴﮐﻴﺔ ، ﻟﻟﻤﻨطق وﻗﺎﻤت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن طرﻓﻴﻬﺎ ﻋﻟﯽ
اﻟﺘﻨﺎﺴب اﻟﻤﻨطﻘﻲ ﺒﻴن اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ﻤﻨﻪ
واﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ﻟﻪ
وﻫو ﻤﺎ ﻴﻤﻨﺢ اﻟﺸﺎﻋر إﺤﺴﺎﺴﺎ ﺒﺘﻔوﻗﻪ وﻏﻟﺒﺘﻪ ﻋﻟﯽ ﻤﺤدودﻴﺔ
اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ
ووﻗوﻋﻪ ﻓﻲ اﻵن ﻨﻔﺴﻪ ﺘﺤت ﺴﻟطﺎن اﻟﻌﻘل واﻟﻤﻨطق
.
إذا ﺴﻟﻤﻨﺎ ﺒـﻬذه اﻟﻤواﻀﻌﺔ اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﺤﮐﻤﻨﺎ ﻋﻟﯽ اﻟﺸﺎﻋرة
اﻟﻤﻼﺌﮐﺔ ﺒﺎﻻﺤﺘﮐﺎم إﻟﯽ
اﻟﻌﻘل ﻓﻲ اﻟﺘﺼوﻴر اﻟﺸﻌري اﻻﺴﺘﻌﺎري
، وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺒدو ﺠﻟﻴﺎ
ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ
:
ﻟم ﻴﺒق إﻻ ﺜورة واﺤﺘﻘﺎر
ﻤلء ﺤﻴﺎﺘﻲ اﻟﻤ رة اﻟﺤﺎﻟﻤﺔ
اﻟﻨﺎر ذاﺒت وﺘﺒﻘﯽ اﻟﺸرار
ﺘﺸرﺒﻪ أﺤﻼﻤﻲ اﻟواﻫﻤﺔ
وﻨﺠدﻫﺎ ﻗد ﺸﺒﻬت اﻷﺤﻼم ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟذي
ﻴﻤﺘﻟك اﻟﻘدرة ﻋﻟﯽ اﻟﺸرب ، ﻓﺤذﻓت
اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ
اﻹﻨﺴﺎن
) وأﺒﻘت ﻋﻟﯽ ﻗرﻴﻨﺔ ﺘدل ﻋﻟﻴﻪ
وﻫو ﻓﻌل
(ﺘﺸرب
) ﻋﻟﯽ ﺴﺒﻴل
اﻻﺴﺘﻌﺎرة اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ ، وﻫﻲ ﺘﺼور ﻤﺤﺘرﻗﺔ ﺒﺄﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺎر
اﻟﺘﻲ ﺘﺼﺎﻋدت ﻤن ﻟﻬﻴب اﻟﻤﺸﺎﻋر
اﻟﻤرة
.
وإذا وﻗﻔﻨﺎ ﻋﻨد ﻗﺼﻴدة
"
ذﮐرى ﻤوﻟدي
"
أﻟﻔﻴﻨﺎﻫﺎ ﻤﻔﻌﻤﺔ ﺒﺎﻟدوال اﻟﻤرﺒﮐﺔ
ﻟﻟﻨﺴق
اﻟﻟﻐوي واﻟﻤوﻟَدة ﻓﻲ اﻵن ذاﺘﻪ ﻟﺤرﮐﺔ داﺨﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ
:
ﺠﺌت ﻴﺎ ذﮐرﻴﺎت ﺸﺎﺤﺒﺔ اﻟوﺠـ ه ﺤﻴﺎرى ﻓﻲ ﻤوﮐب اﻷﻴﺎم
ﺠﺌﺘﻨﻲ واﻟﺸﺒﺎب ﺒﺎك ﺒﻌﻴﻨﻲ وﺤـوﻟﻲ ﺠﻨﺎزة اﻷﺤــﻼم
(
إﻨﻨﺎ ﻨﺸﻬد ﻫﻨﺎ اﺤﺘﻔﺎء ﻫﺎذﻴن اﻟﺒﻴﺘﻴن ﺒﺄرﺒﻊ اﺴﺘﻌﺎرات
ﺘﻌﻨﻘدت دﻻﻻﺘﻬﺎ وﺘﮐﺜﻔت وﻫﻲ
(
ذﮐرﻴﺎت ﺸﺎﺤﺒﺔ اﻟوﺠﻪ
( ، )
اﻟﺸﺒﺎب ﺒﺎك
( ،)
ﺠﻨﺎزة اﻷﺤﻼم
( ، )
ﺠﺌت ﻴﺎ ذﮐرﻴﺎت
)
وﻫﻲ ﺼور ﺸﻌرﻴﺔ ﺘﺴوق ﻤﻔﺎرﻗﺔ ﮐﺒرى ، ﺤﻴث اﺘﺨذت ﻨﺎزك
ﻤن ﺒﺸرى ﻴوم ﻤوﻟدﻫﺎ ﻴوﻤﺎ
ﻟﻟذﮐرﻴﺎت اﻟﺴوداء اﻟﺸﺎﺤﺒﺔ ، ﻴوﻤﺎ ﺘﻐﺴل ﻓﻴﻪ ﺸﺒﺎﺒﻬﺎ
وﺘدﻓن ﻓﻴﻪ أﺤﻼﻤﻬﺎ ، وﻤﺎ
ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ
اﻟﻌرف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﻘﺎم أن ﻴﺴ
ﺘﻘﺒل ﻫذا ا
ﻟﻴوم ﺒﺎﻷﻤل واﻟرﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة
.
"
اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺤﺘرﻗﺔ
"
ﺤﻴث ﺘﻘول اﻟﺸﺎﻋرة
:
دﻓن اﻟﻤﺎﻀﻲ ﺤﻔﺎﻴﺎﻫﺎ اﻟﺨ
واﻟﻲ وﻤﺤﺎﻫﺎ
وطوﺘﻬﺎ ﻟﺠﺔ
اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻓﻲ ﻋﻤق دﺠﺎﻫﺎ
ذﻫﺒت ﺘﻟك اﻟﻟﻴﺎﻟﻲ وطوى اﻟدﻫر ﺼﺒﺎﻫﺎ
(
35
)
وﻗﻔت اﻟﺸﺎﻋرة وﻗﻔﺔ ﺘﺄﻤل ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻬﺎ وﻫﻲ ﺘرﻤﻲ ﺒﺤﻴﺎﺘﻬﺎ
ﻓ
ﻲ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﺘﻟﺘﻬم
ﻤذﮐراﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻨ
ﻬم ، ﻓﺘﺤول ﺘﻟك اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻟﺤظﺎت إﻟﯽ رﻤﺎد ﻤن ﺨﻼل
ﻫذه اﻟﺼور
دﻓن (
اﻟﻤﺎﻀﻲ ﺨﻔﺎﻴﺎﻫﺎ
( ، )
طوﺘﻬﺎ ﻟﺠﺔ اﻟﻨﺴﻴﺎن
( ، )
طوى
اﻟدﻫر ﺼﺒﺎﻫﺎ
( ، )
ذﻫﺒت ﺘﻟك
اﻟﻟﻴﺎﻟﻲ
)
وﮐﻟﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻟﯽ ﺒﻼﻏﺔ اﻻﺴﺘﻌﺎرة اﻟﻤﮐﻨﻴﺔ ﺸﺒﻬت ﻓﻴﻬﺎ
اﻟﺸﺎﻋرة ﮐﻼ ﻤن اﻟﻟﻴﺎﻟﻲ
واﻟدﻫر وﻟﺠﺔ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻴﻘوم ﺒﺎﻟذﻫﺎب
واﻟطﻲ واﻟدﻓن ، ﻓﺤذﻓت اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ
ﻟﺘﺘرك ﻤﺎ ﻴدل ﻋﻟﻴﻪ ، وﻫﻲ ﺼور ﺘﺒﻴن ﻤرارة اﻟذﮐرﻴﺎت
واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺤﺘرﻗﺔ وﮐﺄ
ﻨﻪ طﻘوس
ﺤرق اﻟﻤوﺘﯽ اﻟﻤﺘرﺴب ﻤن ﺒﻌض اﻟﻤﻌﺘﻘدات اﻟوﺜﻨﻴﺔ
:
وﻨﻟﻤس ﻨﺴﻴﺠﺎ آﺨر ﻤن
اﻟﺼور اﻟﺘﻲ ﺘدﺜرت ﺒﻬﺎ ﻗﺼﻴدة
"
اﻟزاﺌر اﻟذي ﻟم ﻴﺠﺊ
"
....
وﻤر اﻟﻤﺴﺎء، وﮐﺎد ﻴﻐﻴب ﺠﺒﻴن اﻟﻘﻤر
وﮐدﻨﺎ ﻨﺸﻴ ﻊ ﺴﺎﻋﺎت أﻤﺴﻴﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ
وﻨﺸﻬد ﮐﻴف ﺘﺴﻴر اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻟﻬﺎوﻴﺔ
(
36
)
وﻴطﻟﻊ ﻤن ﻫذا اﻟﺘﺠﺎور
ْ
ﻏﻴر
اﻟﻤﺄﻟوف ﺒﻴن اﻷﻟﻔﺎظ
(
ﻴﻐﻴب ﺠﺒﻴن اﻟﻘﻤر
) (
ﺘﺸﻴ ﻊ
ﺴﺎﻋﺎت أﻤﺴﻴﺔ
( ، )
ﺘﺴﻴر اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻟﻬﺎوﻴﺔ
)
ﺼورا ﺸﻌرﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺘﺎج اﺴﺘﻌﺎرات ﻤﮐﻨﻴﺔ
أﺴﻨد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻌل إﻟﯽ اﻟﻤﺸﺒﻪ وﺤذف
اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺒﻪ ﻤﻊ اﻹﺒﻘﺎء ﻋﻟﯽ اﻟﻘرﻴﻨﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻟﻴﻪ، وﻫﻲ
ﺠﻤﻟﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﻀﺎرﻋﺔ
ﻴﻐﻴب ، ﺘﺸﻴﻊ ، ﺘﺴﻴر
) وﻗد أ
ﻀﻔت ﻗوة إﻴﺠﺎﺒﻴﺔ وﺘﻌﺒﻴرﻴﺔ ﻋﻟﯽ
اﻟﻘﺼﻴدة وأﻋطﺘﻬﺎ ﻗوة ﻋﻟﯽ اﻟﺒوح ﺒﺄﺴرار اﻟﺸﺎﻋرة
.
وﻨﻟﻤس ﺴرا آﺨرا ﻓﻲ ﻗﺼﻴدة
"
ﻓﻲ وادي اﻟﻌﺒﻴد
"
ﺤﻴن ﻨﻘول
:
وﺤدﺘﻲ ﺘﻘﺘﻟﻨﻲ واﻟﻌﻤر ﻀﺎﻋﺎ
واﻷﺴﯽ ﻟم ﻴﺒق ﻟﻲ ﺤﻟﻤﺎ ﺠدﻴد
(
37
)
إذ ﺸﺒﻬت اﻟﺸﺎﻋرة وﺤدﺘﻬﺎ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟﻘﺎﺘل
ﻟﺘﺤذﻓﻪ وﺘﺘرك ﻤﺎ ﻴدل ﻋﻟﻴﻪ وﻫﻲ ﻗ
ﻨﻴر
ﺔ ﻓﻌل
اﻟﻘﺘل، وﻫﻲ ﺼورة ﺘﺤﻤل ﺴﺤﺎﺒﺔ ﻤن اﻷﻟم واﻟوﺤدة واﻻﻏﺘراب
اﻟﺘﻲ أﻤطرت ﻋﻟﯽ ﺸﻌرﻫﺎ
ﻓﺴﻘت ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤرارة واﻷﺴﯽ
.
وﻨ
ﺨﻟص إﻟﯽ أن ﻨﺎزك ﻗد اﻋﺘﻤدت ﮐﺜﻴرا ﻋﻟﯽ اﻻﺴﺘﻌﺎرة وﻫو
اﻋﺘﻤﺎد ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ اﻟدﻗﺔ
واﻷﻫﻤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻀﻔﻲ ﻋﻟﯽ ﻗﺼﺎﺌدﻫﺎ ﻤن ﺤﻴوﻴﺔ وﻗدرة ﻋﻟﯽ
اﻹﻴﺤﺎء ﺘﮐﺘﺴﺒﻬﺎ ﻤن ﺘ
ﻟك
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴر اﻟﻤﺄﻟوﻓﺔ ﺒﻴن اﻷﻟﻔﺎظ ، وﺘﺒدو اﻻﺴﺘﻌﺎرة
ﻤﻌﻀدة ﺒﺎﻟﺘﺸﺨﻴص وﻫذا ﻤﺎ ﻴﻀﻔﻲ
ﻋﻟﯽ اﻟﺼورة ﺠﻤﺎﻻ وﮐﺜﺎﻓﺔ وﻗدرة ﻋﻟﯽ اﻟﺘﻌﺒﻴر وﻫﻲ ﻓﻲ
ﻋﻤوﻤﻬﺎ ﺼور واﻀﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟم
ﺒﻌﻴدة ﻋن اﻟﻐﻤوض اﻟذي ﻴﺴﻌﯽ اﻟﺸﻌر اﻟﺤد
ﻴث أن ﻴوﺸﺤﻪ ﻟﺼوره ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒدأ
ﺨرق اﻟﺴﺎﺌد
وزﻋزﻋﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘر
.
1
2
:
ﺘﺘﻨﻔس اﻟﺼور ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴدة ﺘﻨﻔﺴﺎ ذاﺘﻴﺎ ﻴﻨطﻟق ﻤن ﮐون
اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟﺸﻌرﻴﺔ ﻟﺸﺎﻋر ﻤﺎ
ﺘﻨﺘﺞ ﻤن ﺘﺠرﺒﺘﻪ اﻟﺸﻌورﻴﺔ وﻤن ذاﺘﻪ ﻟﻬذا ﮐﺎﻨت ﺴﻤﺔ
اﻟﺸﻌر اﻟﻘدﻴم ﻏﻨﺎﺌﻴﺔ وﺠداﻨﻴﺔ ، ﺘﻌﺘﻤد
ﻋﻟﯽ رؤﻴﺔ ذاﺘﻴﺔ ﻟﻟﻌﺎﻟم واﻟذات ﻓطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﻌر اﻟروﻤﺎﻨﺴﻲ
ﺘﺘﮐﺜف ﺤول
ذات اﻟﻔﻨﺎن
ﮐ
ﻤﺤور ﻹدراك اﻟﺸﺎﻋر اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ، ﺤطﻤت ﻫذه اﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ
اﻟﻤﻨطﻘﻴﺔ وﺠﻌل اﻻﺴﺘﻌﺎرة ﺘﺘﺨطﯽ
ﻫذه اﻟﺤواﺠز اﻟﻤﻨطﻘﻴﺔ وﺘﺼل اﻟطرﻓﻴن ﺒﺒﻌﻀﻬﻤﺎ وﺘﺼ
ﻬ
رﻫﻤﺎ ﻓﻲ وﺤدة واﺤدة ﺘﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ
اﻨﺼﻬﺎر اﻟروﻤﺎﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺠرﺒﺘﻪ أو ﻤوﻀوع ﺸﻌره
وﻫو اﻻﻨﺼﻬﺎر اﻟذي ﺤﻘق
ﺒداﻴﺎت اﻟﺨروج ﻋن اﻟذوق اﻟﺘﻘﻟﻴدي ﻻ
ﺴﻴﻤﺎ وأن اﻟروﻤﺎﻨﺴﻴ
ﺔ
ﺘﺴﺘﻔﺤل ﻓﻴﻬﺎ اﻟذات وﻴﺨﺒو ﻓﻴﻬﺎ
ﺼوت اﻟﻌﻘل واﻟﻤﻨطق ، وﻻ ﻴﺨﻔﯽ ﻋﻟﻴﻨﺎ أن ﻨﺎزك
اﻟﻤﻼﺌﮐﺔ ﺘﺘدﺜر ﺒﻤﻌطف اﻟﺼور اﻟروﻤﺎﻨﺴﻴ
ﺔ
اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒر ﻋن ذاﺘﻬﺎ اﻟﻬﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ أﺤﻀﺎن اﻟطﺒﻴﻌﺔ
، وﻫﻲ ﺴﻤﺔ اﻟروﻤﺎﻨﺴﻴﻴن
.
إرسال تعليق