ما الذي يعنيه الفيلسوف دفيد هيوم بكل من حقيقة التجربة والحقيقة الصورية
موقف دافيد هيوم: الحقيقة العقلية والحقيقة التجريبية
يرى دافيد هيوم أن الأفكار التي يشتغل بها العقل البشري نوعان:
-
الأفكار البسيطة؛ وهي تلك الأفكار التي تأتينا عن طريق الحواس مباشرة فتُنتج حقائق مادية حسية تجريبية واقعية.
-
الأفكار المركبة؛ وهي الأفكار التي يُركبها العقل عن طريق الربط بين الأفكار البسيطة، مثل الأفكار الرياضية والهندسية والمنطقية (الكل أكبر من الجزء، مجموع زوايا المثلث 180درجة)، وتنتج حقائق عقلية صورية تجريدية.
إذن فالحقيقة حسب دافيد هيوم نمطان، حقيقة مادية ومعيارها التجربة الحسية (أي ملاءمتها لموضوعها في الواقع)، وحقيقة صورية عقلية ومعيارها العقل والبرهان (أي خُلُوُّها من التناقض). في هذا الاتجاه يقول ليبنيتز: "هناك نوعان من الحقائق، حقائق تتعلق بالاستدلال العقلي، وحقائق تتعلق بالوقائع. حقائق الاستدلال العقلي حقائق ضرورية ونقيضها غير ممكن بل مستحيل، والحقائق المتعلقة بالوقائع هي حقائق محتملة ونقيضها ممكن".
أطروحة دافيد هيوم: يميز هيوم بين الحقائق العقلية والحقائق التجريبية. فالأولى يتم التعبير عنها باللغة المنطقية الرياضية، ومثل هذه القضايا يمكن التأكد من صحتها بعمليات فكرية دون أن تكون متوقفة على أشياء موجودة في العالم الخارجي، اما الحقائق التجريبية، فغنها مهما كانت واضحة، فإن معيار صدقها هو ملاءمتها او مطابقتها للعالم الخارجي (الواقع التجريبي) وهناك تكامل بين الحقائق العقلية وبين الحقائق التجريبية، رغم أن الأولى مقدمة ضرورية للثانية.

Post a Comment

Previous Post Next Post