طريقة المشروع

       المشروع نشاط مبني على مشكلة نافعة في محيط المتعلم، يهدف إلى غرض واضح مرغوب فيه، يندفع المتعلم لتحقيقه تلقائياً، وفي ظروف طبيعية، ويؤدي في النهاية إلى نمو المتعلم نمواً متكاملاً.
       وطريقة المشروع : سلسلة من الأنشطة يقوم بها فرد أو جماعة لتحقيق أهداف واضحة ومحدّدة، في محيط اجتماعي، برغبة وحماس.
       لذا ينصح باستخدام هذه الطريقة عند تطبيق مناهج من الممكن تنظيمها على شكل مشاريع عرضية أو قصدية، متصلة بحياة الطلبة، ومنبثقة من حاجاتهم ورغباتهم.
       كما تقوم هذه الطريقة على تفاعل الطلبة مع البيئة المحيطة، عن طريق النشاط الذي يؤدي إلى الخبرة والنمو، فيوضع الطالب في مواقف يصارعها وتصارعه حتى يصل إلى الحقيقة بنفسه، وبذلك يعتبر الطالب في هذه الطريقة كائناً حياً نامياً ذا غرض يريد تحقيقه، وأن قدراته وخصائصه ومعرفته تنمو وتتكون خلال تفاعله في المحيط الذي يعيش فيه.

أنواع المشروعات:
1 ـ من حيث من يقوم بالتنفيذ:
أ ) مشروعات فردية:
   يعمل فيها الطالب منفرداً مستقلاً بمشروع خاص، فيعمل على إنجازه حتى نهايته، فيحقق من ذلك ذاته، ويكتسب قدراً وجرأةً تشجعه على الإقدام على تنفيذ مشروعات أخرى.
   وقد يطلب المشروع الفردي من طالب واحد، حيث يختار وينفذ مشروعاً معيناً من عدة مشاريع يتم تحديدها من قبل المعلم، أو من قبل الطلبة أو من كليهما. كأن يختار كل طالب كتاباً يقوم بتلخيصه لوحده، وقد يطلب من جميع الطلبة تنفيذ المشروع نفسه ولكن ينفذه كلٌّ على حدة. مثل رسم خارطة معينة .

ب ) مشروعات جماعية:
وهي تلك المشروعات التي يقوم بها مجموعة من الطلبة معاً.
مثل قيام مجموعة من الطلبة بتمثيل مسرحية، أو موقف تعليمي موزع الأدوار.

2 ـ أنواع المشروعات من حيث الهدف المنشود:
أ ) مشروعات إنشائية ( بنائية ) :
   يهدف فيها المشروع إلى العمل والإنتاج، أو صنع الأشياء، ويصلح بشكل واضح في الأشياء ذات الصبغة العلمية، مثل : صناعة الصابون، أو إنشاء حديقة مدرسية، أو تربية الدواجن ...

ب ) مشروعات استمتاعية:
   مثل الرحلات المدرسية التعليمية، والزيارات الميدانية، التي تخدم مجال الدراسة، ويكون الطالب عضواً في الرحلة أو الزيارة، ويعود عليه ذلك بالشعور بالمتعة والترويح بالإضافة إلى الفائدة العلمية التي يحصلها.

ج ) مشروعات في صورة مشكلات:
   وتهدف لحل مشكلة فكرية معقدة، أو حل مشكلة يهتم بها الطلبة، أو الكشف عن أسبابها، مثل: مشروع الحد من الذباب في المدرسة، أو تربية الأسماك ...

د ) مشروعات تهدف إلى كسب مهارة:
   أي أنها تهدف إلى اكتساب الطالب بعض المهارات العلمية أو الاجتماعية، مثل : مشروع إسعاف المصابين ...

خطوات عمل المشروع:
الخطوة الأولى: اختيار المشروع:
   تعتبر هذه الخطوة من أهم مراحل المشروع، فالاختيار الجيد يساعد في نجاح المشروع، والاختيار غير الموفق وغير المناسب يعرض المشروع للفشل، ويعيق تنفيذ الخطوات الأخرى، وبذلك يتسبب في هدر الوقت.
   ولنجاح هذه الخطوة يجدر بالمعلم مساعدة الطلبة بما يلي:
-         أن يكون المشروع متوافقاً مع ميول الطلبة ورغباتهم، لأن ذلك يشجعهم على القيام بالعمل الجاد، وإنجاز المشروع، وبذلك يشعر الطالب بالرضا والسرور.
-         أن يعالج المشروع ناحية مهمة في حياة الطالب، فيكون بذلك واقعياً ملموساً ملاحظاً، يدفع الطالب للاستمرار والإنجاز.
-         أن يكون من النوع الذي يمكن إنجازه، فلا يقحم الطالب نفسه في مشروع لا يستطيع إنجازه، لعدم توفر ما يتطلبه من أدوات، أو إمكانات غير متوافرة.
-         أن يكون مناسباً لقدرات الطالب، فلا يختار من المشاريع ما يفوق قدراته العمرية والمعرفية.
-         أن تكون المشروعات متنوعة، تراعي ظروف المدرسة وإمكاناتها، ولها ارتباط قوي بالمنهاج الدراسي، لكي يعود ذلك على الطالب بفائدة تربوية.

الخطوة الثانية: وضع الخطة:
التخطيط من أسس النجاح، فوضع خطة محكمة مدروسة تيسر سبل الإنجاز.
ولتحقيق تخطيط جيد يراعى ما يلي:
-         التعاون بين الطالب والمعلم في وضع خطة مفصلة واضحة لتنفيذ المشروع. وهنا لا بد من مشاركة الطالب أو الطلبة في التخطيط مع المعلم الذي يكون دوره إرشادياً استشارياً، يسمع آراء الطلبة ووجهات نظرهم، ويوجههم إلى الطريق الصحيح.
-         مناقشة الخطة وتحديد أهدافها، والمهارات المنشودة والمستخدمة، والنتاجات المتوقعة، والبدائل المحتملة، والمواد اللازمة ...
-         أن تكون خطوات الخطة واضحة لا لبس فيها ولا نقص.
-         تحديد الزمن اللازم لإنجاز المشروع.
مثال: مشروع إنشاء حديقة مدرسية:
تقوم الخطة على ما يلي:
·       تحديد شكل التنظيم وما فيه من أرض للزراعة وممرات ...
·       تحديد أماكن الزراعة.
·       توزيع مهام العمل على الطلبة المشاركين في المشروع، أكل فرد لوحده أو العمل في مجموعات.
·       شرح فوائد المشروع.
·       تشجيع الطلبة وتحفيزهم على العمل.

الخطوة الثالثة: تنفيذ المشروع:
       تنقل هذه الخطوة الخطة والمقترحات من الناحية النظرية والتفكير والتخيّل إلى الواقع العملي الملموس.
       يقوم الطلبة بتنفيذ بنود الخطة بحيوية ونشاط، ويكون دور المعلم التوجيه والإرشاد، وتهيئة الظروف لنجاح المشروع، وتذليل الصعوبات \، كما يقوم بتشجيعهم أثناء العمل، وتعزيز إنجازهم.

الخطوة الرابعة: تقويم المشروع:
       تقوم هذه الخطوة على مناقشة ما تم عمله من قبل الطلبة تحت إشراف المعلم، للحكم على المشروع، وفقاً للنتائج التي توصلوا إليها، بناءً على: الأهداف، والخطة، والأنشطة، ومدى تجاوب الطلبة مع المشروع.
       وتجدر الإشارة إلى أن التقويم عملية مستمرة منذ بدء المشروع حتى نهايته، وتقويم نتائجه، حيث يقوم المعلم بمتابعة خطوات العمل أولاً بأول، مبيناً مواطن القوة لتعزيزها، ومواطن الضعف للعمل على تعديلها، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة لصحة الاستمرار والإنجاز.
       ومن المفيد أن يحكم الطلبة على المشروع من خلال التساؤلات التالية:
-        إلى أي مدى أتاح المشروع لنا الفرصة لنمو خبراتنا من خلال الاستعانة بالكتب والمراجع ومصادر المعرفة؟
-        إلى أي مدى أتاح المشروع لنا الفرصة للتدرب على التفكير الفردي والجماعي لحل المشكلات الهامة؟
-        إلى أي مدى ساعد المشروع على توجيه ميولنا، واكتساب ميول واتجاهات جديدة مناسبة؟

مميزات طريقة المشروع:
·       تنمية روح العمل الجماعي والتعاون وروح المنافسة الإيجابي الحر الموجّه.
·       تشجيع الطالب على تفريد التعليم، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
·       يشكل المتعلم في هذه الطريقة محور العملية التربوية، فهو الذي يختار المشروع، ويخطط له، وينفذه، ويقومه.
·       تعمل هذه الطريقة على إعداد الطالب وتهيئته للحياة، وتشجعه على العمل والإنجاز والإنتاج.
·       تنمي في الطالب الثقة بالنفس، وحب العمل، وحرية التعبير، وتشجعه على الإبداع والابتكار، وتحمل المسؤولية، وكل ما من شأنه مساعدته في حياته العملية.
·       تنمي لدى الطلبة بعض العادات الجيدة، مثل : تحمل المسؤولية، والتعاون، والتحمس للإنتاج، والاستعانة بالمصادر والمراجع المختلفة، وحب الإنتاج ...
·       توسيع مدارك الطلبة، واكتسابهم طريقة التفكير المنهجي، في معالجة أي عمل، فكرياً أو يدوياً.
·       تشجيع الطلبة على إيجاد حلول مناسبة لما يصادفهم من مشكلات.

معوقات طريقة المشروع:
·       صعوبة تنفيذه في ظل السياسة التربوية الحالية، للتقيد  بالحصص الصفية الدراسية، والمناهج المنفصلة، وكثرة المواد المقررة.
·       تحتاج المشروعات إلى إمكانات ضخمة من حيث الموارد المالية، وتلبية المتطلبات الأخرى، من مراجع وأدوات وأجهزة ... وغيرها.
·       افتقار الطريقة أحياناً إلى التنظيم والتسلسل، فتكرر الدراسة في بعض المشروعات يتسبب في تشعب المشروع في عدة اتجاهات، مما يجعل الخبرات التي يمكن الحصول عليها سطحية غير منتظمة.
·       المبالغة في إعطاء الحرية للطلبة، وتركيز العملية حول ميولهم، وترك القيم والاتجاهات الثقافية للصدفة وحدها.
·       تحتاج هذه الطريقة إلى طواقم فنية مدربة تدريباً خاصاً، حيث لا يستطيع المعلم فير المدرب تطبيق هذه الطريقة مع طلبته والاستفادة منها للنتاجات المنشودة.

        ومن المفيد أن يكتب المعلم والطلبة تقريراً شاملاً عن المشروع، مسترشدا بنتائج عملية التقويم، والملاحظات حول أداء الطلبة، ويتضمن التقرير:
1) أهداف المشروع.
 2) خطة المشروع.
 3) الأنشطة المختلفة.
 4) الفترة الزمنية التي استغرقها المشروع.
 5) اقتراحات يراها المعلم ضرورية لتحسين المشروع.

Post a Comment

Previous Post Next Post