خصائص المعلم فى التربية المعاصرة
أشارت دراسات تربوية كثيرة إلى وجود علاقة إيجابية بين امتلاك المعلم لعدد من الصفات الشخصية والوظيفية ومدى فاعليته التعليمية . ويمكن تصنيف هذه الخصائص إلى فئتين رئيستين . خصائص شخصية عامة ، وقدرات تنفيذية على هيئة واجبات وظيفية . ومن الأهمية التأكد على أنة كلما استطاع المعلم تحصيل هذه الصفات ودمجها فى شخصيته ، كلما تمكن من امتلاك أساليب تعليمية مؤثرة وممارسة قدرة توجيهية في العملية التعليمية داخل الفصل وخارجة ، ومن ثم إحداث أثر بالغ فى شخصيات الطلبة . أما المعلم فإن سعيه لامتلاك هذه الصفات ومثابرته لاكتسابها واحدة تلو الأخرى خلال إعداده النظري والعملي داخل الكلية يعد مؤشرًا إيجابيًا كافيًا على رغبته في صياغة شخصيته التعليمية وتطوير ذاتيته الإنسانية ومن ثم على العطاء والتأثير التعليمي الفعال. فالمعلم فى التربية المعاصرة الذي يستطيع أن يقوم بوظائفه المتعددة ينبغي أن يتصف بعدة خصائص وهى كالتالي :

أولا : الجانب العقلي والمعرفي
لما كان الهدف الأسمى للتعليم هو زيادة الفاعلية العقلية للطلبة ، ورفع مستوى كفايتهم الاجتماعية ، فإن المعلم يجب أن يكون لدية قدرة عقلية تمكنه من معاونة طلبته على النمو العقلي ، والسبيل إلى ذلك هو أن يتمتع المعلم بغزارة المادة العلمية ، أى أن يعرف ما يعلمه أتم المعرفة ، وأن يكون مستوعبًا لمادة تخصصه أفضل استيعاب ، ويكون متمكنًا من فهم المادة التي ألغيت عل عاتقة تمكنًا تامًا ، وأن يكون شديد الرغبة فى توسيع معارفه وتجديدها ، مرن التفكير يداوم على الدراسة والبحث فى فروع المعرفة التى يقوم بتدريسها وملمًا بالطرق الحديثة فى التربية ( شوق والسعيد،2001) كذلك يحتاج المعلم إلى معرفة طرق ووسائل التعليم وتشمل هذه المعرفة المعلومات النظرية الخاصة بتخطيط التعليم ، وتحفيز الطلبة وتشويقهم للتعليم وكيفية توصيل المحتوى الدراسي باستعمال طرق فعالة ووسائل معينة تيسر تعلم الطلبة ، وكذلك إلمامه بالمعرفة الخاصة بإدارة الصف ، وتقويم تعلم
طلبته ، وتوجيههم لمزيد من التعلم ) الخميسى ، ٢٠٠٠)
ثانيًا: الرغبة الطبيعية في التعليم
فالمعلم الذي تتوافر لدية هذه الرغبة سوف يقبل على طلابه وموضوعية بحب ودافعيه، كما سوف ينهمك فى التعليم فكرًا وسلوكًا وشعورًا . ويشجعه على تكريس جل جهده للتعليم مهنة اختارها عن رغبة ذاتية يشبع من خلالها حاجات إنسانية واجتماعية لديه ، ويحقق من خلاله ذاته الاجتماعية والمهنية فيسعى للتعاون والابتكار لصالح المهنة كذلك أن يحرص علي حضور الدورات التدريبية والاستفادة منها في مجال ، عمله وبذلك ينمو مهنيًا ويتقدم علميًا .
ثالثًا : الجانب النفسي والاجتماعي
إن المعلم الكفء هو الذى يتمتع بمجموعة من السمات الانفعالية والاجتماعية ، ومن أبرز هذه السمات أن يكون متزنًا فى انفعالاته وفى أحاسيسه ، ذا شخصية بارزة ، محبًا لطلبته ، ملتزمًا بآداب المهنة ، وأن يكون واثقًا بنفسه ، وأن يحترم شخصية طلبته ، حازمًا معهم ، وأن يتصف بالمهارات الاجتماعية لأن المجتمع المدرسي مجتمع إنساني يقوم على التفاعل الاجتماعى بين أعضائه من طلبه ومعلمين وإداريين وموجهين وأولياء الأمور ويفرض هذا الواقع على المعلم التعاون معهم جميعًا والمحافظة على علاقات إيجابية فعالة) بهاء الدين ،1997 ) كذلك أن يتميز بالموضوعية والعدل فى الحكم ومعاملة الطلبة والبعد عن الانحياز والنظرة الشخصية سواء فى تعامله اليومي مع الطلبة ، أو فى حكمة على نتائج تعلمهم وعلى إنجازاتهم أو إخفاقاتهم ، حتى يشعر الطلبة أنة في يد أمينة ، كذلك أن يتميز بالموضوعية في تعامله مع موجهه الفني وأن يتقبل توجيهاته وإرشاداته بصدر رحب ، وعقل مفتوح ولا ينظر إليهاعلي إنها إهانة موجهة لشخصه أو فيها انتقاص من قدره ، لأن هذه النظرة تحول بينه وبين نموه المهني وتحد من درجة تقدمه وفاعليته في مهنته ( طعيمة ، ٢٠٠٤) كذلك أن يتحلى بالصبر والتسامح وطول البال حتى يتحمل القيام بدوره ومهامه من منظور الرسالة
. التربوية الجديرة بالتحمل والصبر على صعوباتها وتحدياتها.

رابعًا: الجانب التكويني
مهنة التعليم مهنة شاقة تقتضى بذل جهد كبير ، فالصحة المناسة والحيوية الجسمية تمثل شروطًا هامة لتحقيق ناجح ومفيد ، كذلك يتطلب من المعلم أن يكون واضح الصوت وأن يغير فى نبراته ودرجة صوته حتى يوفر الانتباه الدائم من المتعلمين وحتى يتجنب الرتابة التي تؤدى إلى الملل وتشتيت الانتباه ، كما يجب على المعلم أن يحافظ علي مظهره الخارجي لما له من دور كبير في تقليد الطلبة له واحترامهم له (عبد السلام ، ٢٠٠٠)

Post a Comment

أحدث أقدم