أهم حضارات تالتي مرت على قطر
1. حضارة قــطـــر:
كان لموقع شبه جزيرة قطر المتوسط للساحل الغربي للخليج العربي دوراً هاماً في جذب القبائل العربية الكنعانية
من وسط شبه الجزيرة العربية هرباً من القحط والجفاف والحروب، إضافة إلى موقعها
المتميز كرابطة للمناطق الحضارية القديمة في الشرق والغرب ومن خلال حركة التجارة
البحرية عبر الخليج العربي.
قطر خلال عصر الحضارة العبيدية(1):
شهدت شبــه جزيرة قطر ثقافات وحضارات مختلفة على مر مراحل التاريخ البشري،
ودلّت الاكتشافات التي تمت مؤخراً عند أطراف إحدى جزر الساحل الغربي لقطر ومنطقة
أدعسة وشقرة ورأس أبروق وجوداً بشريًا
خلال عصور ما قبل التاريخ. ولقد أظهر موقع أثري يعود إلى الألف السادس قبــل
الميلاد في منطقــة (شقرة) جنوب شرق قطر الـــدور الرئيسي الذي لعبه البحر -
الخليج - في حيـاة سكان قطر. كذلك بينت وأظهرت أعمال الحفــــر التي تمت في
منطقـــة الخور في شمال شرق قطر، وفي بير زكريت ورأس ابروق غرباً ، إلى اكتشاف
آنية فخارية ملونة ومعدات حجرية وصوان وأدوات حجرية تتألف مـــن كاشطات ومثاقب،
تبيّن وتبرهن على أن قطر كانت على اتصال بالحضارة العبيدية التي ازدهرت في بلاد
الرافدين خلال الألف الخامسة والرابعة قبل الميلاد، كما قامت أنظمة تجارية لتبادل السلــع (تجارة
المقايضة) المكونة أساساً من الأواني الفخارية والسمك المجفف، بين التجمعات
السكانية في قطر والعبيديين في بلاد الرافدين.
قطر خلال العصر البرونزي :
برزت شبه جزيرة قطر كواحدة من أكثر المناطق ثراء في الخليج من ناحية
التجارة وذلك خلال الألف الثالثة والثانية قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت
انتشار حضارات العصر البرونزي من بلاد الرافدين إلى التجمعات السكانية في الأودية
النهرية بالهند والسند. وكانت التجارة بين بلاد الرافدين والهند
تمر عبر الخليج، حيث لعب الساحل الغربي لقطر دورًا أساسيا في نقل السلع
التجارية بواسطة السفن، كما يتبين من اكتشاف أجزاء من الفخار اليوناني في منطقة
رأس أبروق، تدل أن شبه جزيرة قطر قد اجتذبت تجارًا مهاجرين خلال ذلك العصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) عبُّيد : نسبة لتل أثري جنوب غرب العراق على ضفاف الفرات
حيث ظهرت حضارة قديمة منذ الإلف الخامسة
قبل الميلاد ازدهرت وتوسعت بشكل
كبير في المنطقة العربية.
أهم
المواقع الأثرية في دولة قطر
قطر خلال العصر البابلي:
سيطر رعاة جبال زاجروس (كاساتيو) على مقاليد الأمور ببابل في أواسط الألف
الثاني قبل الميلاد،بعد وفاة الملك حمورابي عام 1669 ق.م. وامتد نفوذهم إلى كامل
منطقة الخليج ومن ضمنها شبه جزيرة قطر ولقد ُعثر بإحدى جزر خليج الخور شمال الدوحة
على أواني خزفية تبرهن على الصلات الوثيقة بين سكان قطر والحضارة البابلية خلال
هذه الفترة.
قطر خلال العصور الإغريقية
والرومانية:
لقد ورد أسم قطر في كتب قدماء الإغريق فيذكر مؤرخهم
الشهير (هيرودوت) أن قطر كانت مستقراً للقبائل العربية الكنعانية فيما بين (3000 /
2400 ق.م) كما حدد الجغرافي الإغريقي بطليموس اسم
قــطــر في خريطته المسماة بلاد العرب.
ولقد كانت التجارة الإغريقية والرومانية بين أوروبا والهند تمر عبر الخليج العربي
خلال القرن الثاني والأول قبل الميلاد .
وتدل الشواهد الأثرية التي وُجدت في قطر، خاصـــة في رأس أبروق على نفوذ إغــريقي
وروماني في شبه الجزيرة القطرية حيث ُوجدت آثار تتمثل في دار سكنية، َومعالم حجرية
، تنورّ لإعداد الطعام , وأحواض منخفضةً
تحتوي على كميات كبيرة من عظام السمك.
ولقد أظهرت الحفريات في رأس ابروق على الساحل الغربي على وجود حجرتين متصلتين بجدار فاصل بحجرة أخرى
ثالثة تطل على البحر. مما يدل بدون شك أن المنطقة كانت محطة صيد موسمية ينزل فيها
الصيادون لتجفيف أسماكهم خلال هذه الفترة، وفي الحقيقة فإن أهم سلعتين كانت
تصدرهما قطر خلال الفترة الإغريقية والرومانية هما اللآلئ الطبيعية ذات الشهرة
والسمك المجفف.
قطر خلال عصر الحضارة الساسانية الفارسية ( 226 / 651 م
):
برزت منطقة الخليج العربي بأكملها كأهم مركز تجاري يربط الشرق والغرب خلال
عهد الإمبراطورية الفارسية الساسانية منذ القرن الثالث الميلادي وحتى منتصف السابع الميلادي, حيث كانت قطر تابعة
لحكم المناذرة حلفاء الدولة الساسانية ثم دخلت المنطقة تحت مظلة وراية الإسلام في
العام الثامن الهجري الموافق 629 م.
وكان يتم مقايضة السلع التي تأتي
من الشرق، وأهمها : النحاس والتوابل وأنواع من الأخشاب
(الصندل-التيك-الساج-الماهجني)، بحمولات السفن من: الأصباغ، المنسوجات، اللآلئ،
التمور، والذهب والفضة، ولقد لعبت قطر دورًا بارزًا في هذه الحركة التجارية
الساسانية وكانت تساهم بالسلع التي تشتهر
بها البلاد وهما الأصباغ الأرجوانية والبرود القطرية واللآلئ الثمينة. كل ذلك كان
من نتائج الأبحاث والدراسات التاريخية والحفريات التي عثر عليها في مناطق متفرقة
من البلاد بواسطة البعثات الأثرية الأجنبية خلال النصف الثاني من القرن
العشرين.
Post a Comment