المخطط
الرئيسي لمنطقة العاصمة - نظرة معمقة على أحد أبرز مشروعات مجلس أبوظبي للتخطيط
العمراني
يهدف المخطط الرئيسي
لمنطقة العاصمة إلى إدارة تطوير مدينة جديدة من خلال رؤية بعيدة المدى. ويتيح المخطط فرصة ملائمة لإنشاء عاصمة عربية حديثة ومستدامة تكون قدوة للمنطقة في التخطيط العمراني
المعاصر.
ويهتم المخطط بهوية
المجتمع المحلي من خلال التزامه بالمحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي واسلوب العيش الإماراتي التقليدي بينما يتمتع بمرونة كافية لاستيعاب احتياجات كافة
مكونات مجتمع أبوظبي الذي يتميز بالتنوع والتعدد.
وسيقام المشروع على
مساحة 49 ألف كيلومتر مربع ليحتضن 370 ألف نسمة، ويتميز بموقعه الاستراتيجي على
مساحة مثلثة بين مدينة محمد بن زايد
ومدينتي خليفة أ و ب ومطار أبوظبي الدولي.
ويعد
هذا المشروع في مراحله التنفيذية الأولى، حيث يتوقع أن تستهل أعمال البنية التحتية
الرئيسية في عام 2010 متضمنة المرحلة الأولى من التطوير. ويجري تطوير هذا المشروع
على عدة مراحل ولن يكتمل إلا في عام 2030، نظرا لضخامة حجمه.
وفي الحقيقة، جاء
تطوير منطقة الأعمال والمنطقة الاتحادية نتيجة للتوسع السريع في الاقتصاد ونمو
السكان المطرد والاستثمارات الأجنبية الكبيرة بالإضافة إلى الحاجة إلى مركز حكومي
اتحادي بارز وإلى توسيع منطقة وسط المدينة.
وتعاني منطقة الأعمال
المركزية الحالية في أبوظبي من مشكلة تقييدات في عملية التوسع الأرضي خاصة في ظل
موقعها في الطرف الشمالي لجزيرة أبوظبي، الأمر الذي استدعى إنشاء وسط مدينة جديد
يقع جنوبي جزيرة أبوظبي وتسهم في تعزيز ودعم منطقة الأعمال المركزية الحالية مع
التأكيد على هوية أبوظبي باعتبارها عاصمة ومقرا للحكومة الإتحادية لدولة الإمارات
العربية المتحدة.
ويتيح موقع منطقة
العاصمة عدداً من المنافع الاستراتيجية، والتي من بينها مركزية المنطقة المتواجدة
فيها بالنسبة لجزيرة أبوظبي والمنطقة برمتها، وقربها من شبكة الطرق السريعة
الحالية ومطار أبوظبي الدولي وكذلك المناطق الثلاث المجاورة: مدينة خليفة أ وخليفة
ب ومدينة محمد بن زايد.
وبحلول 2030 ستتحول
منطقة العاصمة إلى منطقة أعمال مركزية نابضة بالحياة والحراك الاقتصادي ومستدامة
وعالية الكثافة. وستحتضن منطقة العاصمة الحكومة الاتحادية، حيث تضم مجموعة من
الوزارات والسفارات الأجنبية والمؤسسات المالية والتجارية ذات الصلة. وجرى تصميم
هذه المنطقة لتكون مستدامة ومتعددة الاستخدام تضم مجتمعات عالية الكثافة ومكاتب
وجامعات كبيرة ومستشفيات إضافة إلى الأحياء الإماراتية ذات الكثافة المنخفضة.
وتنبع أهمية المشروع
من دوره في تعزيز صورة الإمارات العربية المتحدة حيث تتيح للدولة الارتقاء
بمكانتها العالمية في مجال الترويج لمبادرات التخطيط المستدام. ويسهم هذا الأمر في
زيادة أهمية ممارسات عمليات التخطيط السليم عبر إرساء مثال لتخطيط وتصميم جرى وفق
أرقى المعايير.
ولتحقيق هذه الرؤية، اعتمد المخطط الرئيسي
لمنطقة العاصمة على مجموعة من المبادئ بعيدة الأمد بهدف تعزيز جودة الحياة لكافة
السكان:
·
عاصمة عربية حديثة ملائمة للعيش
·
عاصمة عالمية تضم منطقة إدارة اتحادية تمثل المقر الرسمي الحكومي لدولة
الإمارات
العربية المتحدة
·
إرساء مجتمعات دولية عبر تطوير مرافق مجتمعية وثقافية عالية الجودة
·
اقتصاد متنوع وفعال يعود بالمنفعة على كافة المواطنين ويستقطب القطاعات الرئيسية
·
فرص تنمية ممتازة من خلال عملية تطوير تعود بأعلى قدر من القيمة والمرونة
·
عاصمة يسهل الوصول إليها بنحو سلس من خلال نظام ترابط متين وشبكة طرق
متكاملة تضم القطار الاقليمي والمترو
والقطار الكهربائي (الترام) وأنظمة الحافلات
·
تسهيل تنقل وحركة المشاة
·
عاصمة مستدامة
لقد عمل فريق مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني
بروح الفريق الواحد لتطوير رؤية وهوية لمنطقة العاصمة تضم هذه المبادئ من خلال
استخدام الأراضي والبنية التحتية ومشاريع التطوير التي تأخذ في الاعتبار سهولة
الحركة والتنقل، والحدائق والتصميم الحضري واستراتيجيات التطوير المستدام. وقد أدت
هذه العوامل مجتمعة إلى وضع الصيغة النهائية للمخطط الرئيسي لمنطقة العاصمة،
والارشادات الخاصة بتطوير المناطق الإدارية ومتطلبات التطوير.
وبعد اكتساب فهم معمق للظروف الحالية وتحديد
الحاجات المستقبلية لمنطقة العاصمة والتعرف عن كثب على السياق الثقافي للتخطيط في
المنطقة، قام فريق التخطيط، بتطوير مجموعة من استراتيجيات استخدام الاراضي لتحقيق
أهدف السكان وتلبية الحاجة إلى تعدد استخدام الأراضي على النحو المرغوب.
واشتملت الاستراتيجيات على تحديد خمس عشرة
منطقة إدارية متفرقة ووضع الارشادات الخاصة بإقامة مساكن ومحال تجزئة وفنادق
ومكاتب ومواقف ومساحات مفتوحة وصياغة التفاصيل الخاصة بها بحيث تشكل الهوية الخاصة
بكل منطقة إدارية. فمثلا يجري تطوير منطقة الأعمال المركزية والمناطق الخاصة بها
مثل منطقة السوق الدولي بحيث تتيح للمقيمين والزوار التمتع بمزايا نمط السوق
العربي الذي سيتواجد في مركز هذه المنطقة.
وبالنسبة للاستراتيجيات الخاصة بتطوير شبكات
النقل، فإنها كانت أحد المحاور الأساسية التي جرى تضمينها في عملية التخطيط
والتطوير. من هنا، فإن تكامل شبكة المواصلات العامة شكلت عامل تصميم حضري أساسياً
لتحديد مواقع استخدام الأراضي وكثافة المباني وشكل المناطق المدني والحضري وطرق
المواصلات ومناطق حركة المشاة وكذلك الهوية الاجمالية لمنطقة العاصمة.
وعمل فريق التخطيط على مكاملة استراتيجيات
التصميم المستدامة وإلقاء الضوء على هذه القضايا بشكل مركزي في عملية التخطيط. ومن
خلال إعادة دراسة إرشادات التصميم تكفل الفريق بتضمين قضايا التصميم المستدامة
الرئيسة المتعلقة بالتهوية الطبيعية وخفض معدل الحرارة القادمة والمحافظة على
الطاقة في كافة المناطق الادارية ومجموعة المباني والطرق الرئيسية وكذلك ضمن
مستويات المباني.
وقد تم اعتماد مبادئ ‘إستدامة‘ لتفعيل وقياس
مبادرات الاستدامة والتكفل بتلبية كافة المتطلبات الحالية والمستقبلية الخاصة
بالبيئة والاقتصاد والمجتمع والثقافة. ويشجع النموذج الحضري الناجم عن ذلك التهوية
الطبيعية من خلال توجيه الرياح واستخدام المعايير المناخية وأجهزة التظليل لتقليل
تأثير الحرارة وتعزيز حركة المشاة في المناطق المجاورة.
وتهدف هذه الخطة إلى تقليل الآثار السلبية
للحرارة المكتسبة من خلال أنظمة شاملة للتظليل والتهوية ضمن بيئة حضرية. وتم وضع
الحلول الخاصة بأجهزة التظليل مثل الأروقة والأشجار لتكون شبكة معقدة من الأماكن
تتيح حركة المشاة والحماية من الشمس وتوفر ملجأً للظروف المناخية القاسية.
وتسهم المواقف تحت الأرض في تعزيز استخدام
الأراضي وتخفيض أشعة الشمس على المركبات. ويجري تصميم المساحات المفتوحة وإدارتها
لتجسيد البيئة الصحراوية لـ أبوظبي والمحافظة على مصادر المياه الشحيحة.
وتعد اجراءات الاستدامة الخاصة بالمحافظة على
البيئة والمياة جزءاً أساسياً من هذه الخطة التي تهدف إلى الارتقاء باستخدام طاقة
المباني وترشيد معدل استهلاك المياه من خلال تطبيق ممارسات "المباني
الخضراء" التي جرى تعريفها في برنامج ‘إستدامة‘. وفي المقابل، ستتواجد مراكز
اعادة التدوير ضمن الطابق الأرضي في مرافق المواقف العامة للتشجيع على هذه
الممارسة.
وفي بداية عام 2007 عقدت ورشتان كبيرتان في
أبوظبي حضرهما فريق تقني من المختصين بالمجال الحضري واستشاريو التخطيط من مجلس
أبوظبي للتخطيط العمراني، وكذلك ممثلون عن بلدية أبوظبي والمجلس التنفيذي، إضافة
إلى مستشارين آخرين للاتفاق حول مخطط متكامل. وأثمرت هذه الجهود في نهاية المطاف
خطة أبوظبي 2030 (تسمى حاليا خطة العاصمة 2030) وخطة منطقة العاصمة في أبوظبي.
وترتبط خطط مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مع خطة أبوظبي 2030 لضمان تكامل معايير
التصميم في الإمارة وتناسقها.
وإضافة إلى ذلك، نظم مجلس أبوظبي للتخطيط
العمراني لقاءات تشاورية واجتماعات موسعة لأفراد المجتمع مع المطورين في أبوظبي
للوقوف على احتياجات الأهالي وإدماجها في خطط التطوير المستقبلية.
لقد توجت عملية اكمال استراتيجيات التخطيط
والتصميم المستدام وتطوير ارشادات المناطق العامة وتحديد المباني المهمة ومعايير
التطوير وكذلك عملية التشاور مع المجتمع والخبراء في وضع الخطة المبتكرة النهائية
للتطوير المستقبلي لمنطقة العاصمة.
وتنص الخطة على إيجاد ترابط وثيق
للعديد من الشبكات وأنظمة التصميم المتكامل بما فيها مناطق التطوير التي يسهل
الوصول إليها والانتقال منها من خلال وسائل النقل المختلفة وكذلك نظام المساحات
المفتوحة الواسع الخاص بالحدائق والذي يربط المناطق الرئيسة في منطقة العاصمة.
وأسهمت الرمزية والهوية الثقافية في تأطير التصميم المتميز والموقع البارز للمرافق
الثقافية. وجرى تصميم كل منطقة إدارية وحي بشكل فائق العناية لتحقيق الأهدف
المتعلقة بالكثافة السكانية ونمط الحياة والمتطلبات الثقافية.
ويتضمن المخطط الرئيسي لمنطقة
العاصمة تحليل واستراتيجيات ومفاهيم ومزايا المدينة ككل، إلى جانب حاجة كل منطقة
إدارية. وسيكون هذا المخطط الأساس الذي تعتمد عليه القرارات المعنية باستخدام
الأراضي وطرق المواصلات والتخطيط الحضري في هذه المدينة الجديدة
مستقبلا. وتتيح هذه الوثيقة لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني العمل على إشراك
المجتمع في بناء مستقبل جميل ومستدام لإمارة أبوظبي.
مجتمعات العاصمة 2030
تشمل "العاصمة 2030" منطقة جزيرة أبوظبي
والمناطق المحيطة بها. ويعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على تقديم المخططات
الرئيسية الخاصة بالتجمعات السكنية والمدن والمناطق الكائنة في العاصمة. وفي ما
يلي لمحة عن ثلاثة من عدة مخططات رئيسية ستؤلف ’العاصة 2030‘.
إرسال تعليق