الاتجاهات العالمية للتنمية المهنية للمعلمين
أهمية الاتجاهات المعاصرة في التنمية المهنية للمعلمين
إن الحاجة إلى النمو المهني حاجة قائمة باستمرار نظرا لان المعلم لا يمكن أن يعيش مدى حياته بمجموعة محددة من المعارف والمهارات ، فتحت ضغط الحاجات الداخلية والتقدم المعرفي الهائل الذي يمتاز به العصر الحالي ، هذا الأمر يتطلب ضرورة أن يحافظ المعلم على مستوى متجدد من المعلومات والمهارات والاتجاهات الحديثة في طرائق التعليم وتقنياته ، وبهذا يكون التعليم بالنسبة للمعلم عملية نمو مستمرة ومتواصلة ، فالمعلم المبدع هو طالب علم طوال حياته في مجتمع دائم التعلم والتطور وفي ظل التكنولوجيا والمعلومات ، وليس المعلم الذي يقتصر في حياته على المعارف والمهارات التي اكتسبها في مؤسسات الإعداد . ونظرا لصعوبة إعداد المعلم الصالح لكل زمان ومكان ، في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات أصبح التخطيط التربوي أكثر ضرورة من اجل توفير الخدمة التربوية اللازمة للمعلم، والتي تتضمن تزويد المعلم بمواد التجدد في مجالات العملية التربوية ، وبالمستجدات في أساليب وتقنيات التعليم والتعلم وتدريبه عليها ، واستيعاب كل ما هو جديد في النمو المهني من تطورات تربوية وعلمية ، وبالتالي رفع أداء المعلمين وإنتاجيتهم من خلال تطوير كفاياتهم التعليمية بجانبيها المعرفي والسلوكي ( الأدائي ) وتطلب عملية النمو المهني جهدا كبيرا ووقتا كافيا ومساعدة مستمرة ، في تعلم أي سلوك تعليمي جديد ، يعدل أو يضيف أو يح ل محل السلوك التعليمي شبه الثابت ، الموجود عند المعلمين ، وهذا بدوره يتطلب مشرفين تربويين مقتدرين يعملون لتغير سلوك المعلم الصفي ونموه مهنيا ، ويختارون الأسلوب الملائم الذي يتطلبه الموقف التعليمي(المومني ، ٢٠٠٧)
ولقد ساعدت الثورة الهائلة في المعلومات والإلكترونيات والحاسبات والاتصالات إلى ظهور أساليب جديدة في مجال التربية والتعليم، وظهور الكثير من الاتجاهات التربوية الحديثة في مجال إعداد المعلم وتدريبه كنتيجة مباشرة لتفاعل مؤسسات إعداد وتدريب المعلم مع المتغيرات المعاصرة، فقد ظهر العديد من الاتجاهات التربوية الحديثة في مجال إعداد المعلم وتدريبه وتنميته مهنيًا، كنتيجة لتفاعل مؤسسات الإعداد والتدريب مع المتغيرات المعاصرة. وانطلاقًا من أهمية الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم وتنميته مهنيًا نستعرض هذه الاتجاهات والتي من أبرزها ما يلي :

أولا : الاتجاهات المعاصرة حول سياسة قبول الطلبة في كليات التربية .
ثانيًا : الاتجاهات المعاصرة حول التكامل بين إعداد المعلمين قبل الخدمة وتنميتهم مهنيًا أثنائها.
ثالثًا: الاتجاهات المعاصرة في نظام الدراسة وبرامجها في كليات التربية .
رابعاً : الاتجاهات المعاصرة فيما يتعلق بالتربية العملية .
خامساً: الاتجاهات المعاصرة حول برامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة
سادسًا: الاتجاهات المعاصرة فيما يتعلق بتطوير الهيئة التدريسية في كليات التربية .

أولا : الاتجاهات المعاصرة حول سياسة قبول الطلبة في كليات التربية
يتوقف نجاح نظم الجودة الشاملة لإعداد المعلم على جودة العناصر البشرية المرشحة للالتحاق بالمهنة وممارستها ، الأمر الذى يتطلب وجود معايير واضحة لانتقاء وقبول الطلبة المرشحين لكليات التربية ، وهذا يتطلب تشكيل فريق من المراكز العلمية لإعداد قائمة بالمواصفات المطلوبة التى تمثل كفاءات معلم الغد ، والتى يتم في ضوئها عمليات تقويم الطلبة الراغبين في الالتحاق بالمهنة . ومن ثم يسهل انتقاء النسبة المحددة للقبول في ضوء العناصر التالية (غنيمة ، ١٩٩٦)
أ- تحديد جوانب شخصية معلم الغد
وهذا يمكن تحديدها من خلال مقابلة شخصية مقننة وأن تكون بصورة موضوعية وليست شكلية ، في ضوء أدوات ومقاييس ذات معايير صادقة وثابتة في زمن محدد ، وذلك لتحديد السمات الأولية للتكوين المهني الممثلة في السمات الشخصية وميول الطالب نحو المهنة ، والعمل مع طلبة المراحل التعليمية المختلفة وكذلك اللياقة الجسمية والصحية والنفسية .
ب-المستوى الخلقي والاجتماعي
وهذا يتطلب من المسئولين سرعة البت في إعداد أو إعادة تقويم معايير الاختبارات، لتحرى درجة الدقة والموضوعية في الأدوات التالية :
* اختبارات الشخصية والميول المهنية .
* اختبارات القدرات والاستعدادات المختلفة .
* اختبارات اللياقة البدنية والصحية .
ج- تحديد المستوى التحصيلى التعليمي الفعلي
وهذا يتطلب من أساتذة التخصص بكليات الإعداد ما يلي :
* التحقق من مستويات ونسب نجاح الطلبة في مواد التخصص ، والتي يرغب
الطالب قي الالتحاق ببرامجها .
* إعداد وعقد اختبارات تحصيلية تحريرية وشفهية داخل الجامعة وقبل القبول .

د- العمليات الإدارية العامة لضمان صلاحية شروط القبول
وهذه تعتمد على مدى توفير كل طالب للمستندات التالية :
* شهادة النجاح في الثانوية العامة .
* خطاب القبول من عمادة القبول و التسجيل .
* شهادة اجتياز اختبارات اللياقة الشخصية والمهنية من لجنة الانتقاء بالكلية .
* شهادة اجتياز الاختبار التحصيلى والشفهي في مادة التخصص الذي يعقده أساتذة
الكلية في مجالات التخصص المختلفة .
* شهادة طبية تفيد خلوة من الأمراض الجسدية والنفسية .
* شهادة تفيد مدى قدرته على استخدام لغته الأم بطلاقه وبدون أخطاء بجانب أية لغة أجنبية أخرى .
بضرورة استيفاء برنامج الإعداد المقررة وفق شروط تمليها الكلية لضمان جدية استمرارية
الطالب .

Post a Comment

Previous Post Next Post