من المسوغات:
-
أن يسبق بالنفي , فتقول مثلا : ما طالبٌ مجتهدُ ، أنت
أستاذ و تعبت من طلابك ولن تجد مجيبا منهم فتقول : ما طالبٌ مجتهدُ ، طالب هذه
الكلمة نكرة ليست من أنواع المعارف الستة التي مرت بنا لم تدخل عليها أل وليست
اسما موصولا ، ولا اسم إشارة ولا علم ، و لم تضاف إلى أحد هذه المعارف ، فإذا كانت
كذلك فهي نكرة ، إذن لماذا جاز الابتداء بها مع إننا نقول إن المبتدأ لا يكون إلا
معرفة ولا يجوز إن يكون نكرة ؟
نقول : أنه وقع هنا
المبتدأ النكرة وقعت بعد النفي و النفي هنا بما فـ ما : نافيه لا محل لها من
الإعراب حرف نفي ، و طالب : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، و مجتهد : خبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمه.
-
أن تسبق باستفهام
، مثل : قوله تعالى ] أإله مع الله [ ، فقوله عز و جل :
( إله ) هنا نكرة ليست من المعارف إله ، و لذلك لا يصح الابتداء به ، لكن هنا لما
سبقت باستفهام جاز الابتداء بها ، فـالهمزة هنا للاستفهام لا محل لها من الإعراب ،
و إله : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، و جاز الابتداء بالنكرة هنا لأنها سبقت
بالاستفهام ، مع الله : هذه جملة الخبر ،
و الخبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
-
إذا جاء ما يخصصها يعني أن: يضيق شيوعها وعمومها ، لأن النكرة شائعة عامة في جنس معين ، فإذا
ضاق هذا العموم ضيقنا الدائرة فإن النكرة تقترب من المعرفة و إذا اقتربت من
المعرفة جاز أن تقع مبتدأ ، و متى تخصص النكرة و يضيق عمومها و شمولها ؟
يضيق في مواضع :
·
الموضع الأول : أن تقع موصوفة لأن الوصف يقرب النكرة إلى المعارف ، مثل
قوله عز وجل : ] و لعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ و لو
أعجبكم [، اللام هنا لام الابتداء لا محل
له من الإعراب ، و عبدٌ :مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة :
وعبد هنا كلمة نكرة عامة
شائعة كان الأصل لا يجوز الابتداء بها و لكن ، هنا لما خصصت بالوصف جاز الابتداء
بها و لعبد : انظر لكلمة عبد هذه تشمل لكل العبيد تشمل كل الناس و لعبد مؤمن : هنا
ضاق هذا الشيوع ، خرج الكفار و المنافقون
و بقي العبد المؤمن فقط ، فضاقت دائرة
شيوع الكلمة وعمومها فقربت من المعرفة، هي الآن ليست نكرة تامة وليست معرفة أيضا
تامة ، إنما هي ابتعدت عن شيوع النكرة و إبهامها ، وقربت من المعرفة و لعبد مؤمن : إذن عبد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، و مؤمن: صفة
لعبد مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
خير: هذه هي الخبر وهي
التي تمت بها الفائدة ، خير من مشرك :جار ومجرور، و لو أعجبكم : ، مثلها ] و لأمة مؤمنة خير
من مشركة ولو أعجبتكم [ .
·
الموضع الثاني :إذا أضيفت ، مثل لو قلت
: قلم محمد متميزٌ ، أو ممتاز ، أو جيد ،
أو جميل ، قلم محمد ، فكلمة قلم نكرة لكن جاز الابتداء بها لأنها قربت من المعرفة
بإضافتها أو تعرفت بإضافتها على المعرفة ، و هنا قلم محمد يمكن ما يصدق على ما نحن
فيه لكن لو قلنا : قلم طالب وجد في المدرسة ، قلمُ طالبٍ ، فقلم هنا نكرة وكان
الأصل أن لا يبتدأ بها و لكن أضيفت إلى نكرة أخرى
وهي طالب ، فضاقت دائرة شيوعها ، لأن كلمة قلم تشمل كل الناس ، فإذا أضيفت
إلى طالب ضاق عمومها وانحصر هذا القلم في الطلاب فقط ، فضاقت دائرة العموم و
الشيوع فيه ، فيقترب من المعرفة ، إذن قلم طالب موجود أو قلم طالب معنا ، أو قلم
طالب عندنا أو سيارة رجل عند الباب مثلا ، سيارةٌ رجلٍ واقفة عند البابِ ، فسيارة
رجل الآن ، سيارة نكرة و إذا قلت سيارة فقد تكون لرجل قد تكون لامرأة قد تكون
لأي كائن ما ، لكن إذا قلت: رجل فقد ضيقت
شيوع النكرة وعمومها وإبهامها وقربت من المعرفة لأنها انحصرت في جنس الرجال ،
فيجوز الابتداء بها فتكون سيارةُ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف ، و رجل : مضاف إليه ، وافقة : خبر المبتدأ ( خبر
سيارة ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، و مثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (خمسُ
صلواتٍ كتبهن الله عليكم في اليوم والليلة)
فكلمة خمس : شائعة نكرة
ما ندري ما هذه الخمس ، لكن لما قال صلوات
انحصرت و ضاقت دائرة شيوعها وعمومها ، فقربت من المعرفة وجاز الابتداء بها ، إذن
خمسُ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو
مضاف ، و صلوات : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ، وجملة كتبهن الله عليكم في
اليوم والليلة هي الخبر في محل رفع خبر .
الأصل الذي ترجع إليه
المسوغات هو التخصيص ، الخصوص والعموم .
Post a Comment