الفعل
المضارع: المشابه ، ضارعه يعني شابهه ويسمى مضارعاً لأنه ضارع الأسماء يعني
أشبهها .. أشبهها في ماذا ..؟؟ أنه يجري
على الاسم في وزنه وحركاته وسكناته
فمثلا قولنا يذهب موازن للاسم مذهب ..(
يذهبُ ، مذهبٌ ) .. لو وضعنا هذه مقابل هذه لوجدنا الحركات
والسكنات متوافقة والوزن العام للكلمة يوافق الاسم... يذهبُ... الحرف الأول متحرك مثل مذهبٌ والحرف
الثاني ساكن في تلك الكلمتين( يذهب، مذهب) والحرفان الثالث والرابع متحركان فلما
أشبه الفعل المضارع الاسم أسموه مضارعاً يعني مشابهاً.
ولما ضارع الاسم اخذ شيئاً من خصائص الأسماء
إذا إن الأصل في الأسماء الإعراب ولذلك أعرب الفعل المضارع بخلاف الأصل في الأفعال
فإن الأصل فيها البناء .. ولذلك جاء
الماضي والأمر كما مر معنا ( مبنيين ) والفعل المضارع جاء معرباً.
العلامة
الدالة عليه:
- دخول ( لم ) عليه وهي حرف نفي جازم, فإذا قبلت الكلمة دخول (لم)
عليها فهي أولاً فعل ليست باسم
أو حرف وهي ثانياً فعل مضارع ليست أمراً ولا فعلاً
ماضياً لأن لم لا تدخل على الماضي ولا الأمر .يقول الله تعالى]لَمْ
يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [ ويلد ويولد فعلان مضارِعان بدليل دخول ( لم
) عليهما ، وقبول الكلمة دخول ( لم ) عليها يدل على فعليتها وأنها فعل مضارع.
-
لا بد أن يكون في أول
الفعل المضارع حرف من حروف المضارعة وهي حروف نأيت ( النون والهمزة والياء والتاء
) فتقول أقوم يعني أنا في أوله همزة و تقوم
في أوله التاء أنت ويقوم هو أو هم في أوله الياء ونقوم في
أوله النون نحنُ وهذه الأربعة تسمى أحرف المضارعة .
وليس كل فعل مبدوء بأحد هذه الحروف هو فعل مضارع
ولكن هذا من باب التعريف بالفعل المضارع
وإلا هذه توجد في أول الفعل الأمر مثل ( أكرم ) أوله همزة و( تعلم) أوله تاء وهو فعل
ماضي .
حكمه
الإعرابي:
الإعراب.. بمعنى أنه يرفع وينصب ويجزم فالفعل
المضارع يعتريه الرفع والنصب والجزم .
نقول
مثلاً : محمد يذاكر دروسه .. ( يذاكر) فعل
مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة . معرب الآن ..!!
محمد
لن يذاكر دروسه .. ( يذاكر) فعل مضارع
منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة .
محمد لم
يذاكر دروسه .. ( يذاكر) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون .
استثناءات:
1-
يبنى الفعل المضارع
على السكون إذا اتصلت به نون النسوة.
قال تعالى : ]وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ
الرَّضَاعَةَ [- [البقرة/233]
(يرضعن)
فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون
النسوة والنون نون النسوة في محل رفع فاعل
.
]وَالْمُطَلَّقَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ[- [البقرة/228] (يتربصن)
فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون
النسوة والنون نون النسوة هنا في محل رفع
فاعل .
2-
يبنى على الفتح إذا
اتصلت به نون التوكيد.
أي انه لا يكون مفصولاً بينها وبينه بفاصل كأن يفصل بينهما بألف
الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإن فصل فإنه يبقى على إعرابه
أما إذا
باشرته نون التوكيد فإنه يكون مبنياً على الفتح .. قال تعالى ]َوتَاللَّهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ[- [الأنبياء/57] ( أكيدنَّ ) فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله
بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب .
ويقول
عز وجل : ]كَلَّا
لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ[- [الهمزة/4] (ينبذن) فعل
مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة .
طيب قلنا لابد أن تباشره نون التوكيد فإن لم
تباشره فإنه يبقى معرباً بمعنى انه يرفع وينصب ويجزم ولذلك فالفعل المضارع معرب في
قوله تعالى : -( وَلَا تَتَّبِعَانِّ
سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)- [يونس/89]
فإن(
تتبعان) هنا مؤكد بالنون يخاطب موسى وهارون و(لا) ناهية هنا ( تتبعان) فعل مضارع
مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة كما سيأتي ..
ومثل قوله عز وجل ]لَتُبْلَوُنَّ فِي
أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا [- [آل عمران/186] ( لتبلون ) هنا فعل
مضارع وعلامة رفعة النون المحذوفة
ومثل
ذلك قولة عز وجل] فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا
فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ
إِنْسِيًّا[- [مريم/26] الفعل ( ترين) هنا معرب
طيب
لماذا لا نقول إن الفعل ( تتبعان ، لتبلون ، ترين ) مبني على الفتح لاتصاله بنون
التوكيد...؟؟ نقول ...لا... نون التوكيد هنا لم تباشره وإنما فصل بينها وبينه
بفاصل ، فقد فصل بين نون التوكيد والفعل المضارع ( تتبعان ) بألف الاثنين وفصل بين
نون التوكيد والفعل المضارع (
لتبلون ) بواو الجماعة و فصل بين نون التوكيد والفعل المضارع ) ترين ) بياء المخاطبة . فلما وجد فاصل يفصلهما صار الفعل المضارع هنا معرباً غي مبني ..
إرسال تعليق