تحليل قصة وردة في الظلام
تحليل
القصة:
ايضا
هذه القصة تعالج امورا تربوية اضافة الى اكتساب المعرفة والعلم، فالقصة تحوي
معلومات تظهر من خلال شروط الانبات (الماء، الهواء، الضوء، درجة حرارة مناسبة)،
وبدون هذه الشروط لا يعيش النبات "سكب الطبيب ماءً على الاصيص الاول ووضعه
بجانب الشباك حيث الضوء والهواء"، فكانت النتيجة "كان في حالة ممتازة
فقد نمت فيه الازهار وتفتحت وفاح عبيرها في كل مكان، حيث اكتملت شروط الانبات، اما
الاصيص الثاني وضعه في الخزانة والنتيجة: لم تتفتح فيه الازهار واوراقها الخضراء
غدت صفراء، وانبعثت منها رائحة نتنة، لم تكتمل شروط الانبات وكانت النتيجة سلبية.
وردة
تجلس في غرفة مظلمة امام الحاسوب دون طعام مثل ازهار الاصيص الثاني الذي كان في
الخزانة النتيجة واحدة ذبل شحوب اصفرار. وهي تريد ان تكون مثل ازهار الاصيص الاول
لذلك غيّرت اسلوب حياتها بعدما اتعظت من التجربة التي اجراها الطبيب.
هناك
تشابه بين وردة الفتاة وبين ازهار الاصيص كلاهما كائن حي ويحتاج للاستمرارية في
الحياة الى الماء والهواء.
الطبيب
لم يعط نتيجة التجربة لوردة ولم يقل لها لماذا قام بهذه التجربة بالذات بل ترك الامر
حتى تفكر وتستخلص النتيجة لوحدها.
اما
المضمون الاجتماعي فقد ظهر من خلال خوف الام على ابنتها "كانت الام تراقب
ابنتها الصغيرة شاحبة الوجه بعينين دامعتين"، وكذلك ظهر التفاهم بين الاب
والام "عاد الاب في المساء ورأى الام في حالة غير طبيعية وبعد تشاور قررا ان
يعرضا وردة على الطبيب".
اما
معاملة الطبيب كانت ليّنة فلم تقتصر مهمته على اعطائها الدواء والنصح بل قام
بالتجربة امامها.
شعور
الطفلة اتجاه الطبيب كان فيه قرب
عاطفي "نظرت وردة الى الطبيب طويلا وكأنها
تقول له شكرا لقد فمهت ما ترمي اليه".
وفيها
حث الاطفال على اللعب مع اصدقائهم وعدم الجلوس امام الحاسوب ساعات طويلة.
الاسلوب:
ايضا
هذه القصة جاءت بمضمون علمي في قالب قصصي بجميع العناصر من فكر وحدث وشخصيات،
زمان، مكان، حبكة بأسلوب مشوق، يجذب الطفل.
استعمل
الكاتب اللغة الفصحى السهلة وهناك بعض الجمل التي تحتوي على الفاظ جزلة مثل
"ولكن وردة الصغيرة ابت ان تراهم"، من سياق الجملة يستطيع الطفل فهم
كلمة "أبت" فقد طلب اصدقاء وردة اللعب معها ولكن وردة "أبت"،
فوجود كلمة لكن تأتي لتنقض ما قبلها فلا يمكن ان يكون المعنى بأنها وافقت.
وانفض اصدقاؤها من حولها وبقي الحاسوب صديقها الوحيد"،
تولعت وردة بالحاسوب فتحبذ الجلوس في غرفة مظلمة وكانت النتيجة ان اصدقاءها انفضوا
من حولها والمعنى يفهم من السياق بأنهم ابتعدوا عنها.
"وفي
احدى زوايا الغرفة يوجد اصيصان فيهما ازهار برية" نظرا لوجود جملة ازهار برية
فإن الطفل من خلال السياق يفهم ان الاصيص عبارة عن وعاء تزرع فيه الازهار".
كما
استعمل الحوار الذي رسم الشخصيات وطور الاحداث وعبّر عن الاحاسيس الداخلية وما
يدور في نفوس ابطال القصص من هواجس وافكار كالحوار بين الام وابنتها والحوار بين
وردة والطبيب.
اضافة
الى السرد الذي قام بربط الاحداث وتسلسلها حيث كان السرد بضمير الغائب، يجعل السارد خلفه ليمرر ما يشاء من افكار، ففي القصة جاء السرد
"دخلت وردة الصغيرة المطبخ بعد ان نادتها امها عدة مرات لتناول الطعام".
Post a Comment