تغير الحركة مع الوضوء
بقى في ميكانيكية الوضوء مفهوم نفسي جديد من مفاهيم علم النفس المعاصر هو
مفهوم تغير الحركة، وتغير الحركة في الوضوء يحدث في حركة أعضاء الوضوء نفسها أو هو
يحدث بوضوح كامل في حركات الصلاة بعد الوضوء، وتغير الحركة مفهوم أصيل عرفته
المدرسة السلوكية بعد أن ارتقى العلم وعرف الطب وفروعه وعلم النفس وفروعه والطب
النفسي الفسيولجي ، وخرجت المدرسة السلوكية بمفهوم جديد عن التوتر الفسيولوجي
فقالت :إ ن العلة النفسية أو المرض النفسي إذا حدث فهو يصيب أعضاء الجسم بالشد
والتوتر الفسيولوجي فإذا أ بعدنا هذا التوتر فان النفس تهدأ ولذا فهي تبعد هذا
التوتر بتغيير الحركة أو تدريبات الاسترخاء السلوكية Relaxation techniques .
ننصح هؤلاء الذين شحنت نفوسهم بالضيق واجتمع عليهم القلق وأرقهم الهم ولم
يجدوا الوقت لاستشارة الطبيب. هؤلاءوغيرهم تنصحهم المدرسة السلوكية لمجرد
الاسترخاء بتغيير الحركة أمام جهاز " البيوفيدباك" وهو جهاز يقيس كمية
الاسترخاء العضلي فإذا استرخت الأعضاء فإن النفس تهدأ وتطمئن وبالمداومة يصبح
الاسترخاء سلوكاً .
وتغير الحركة هذا، هو ما يعالج به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثورة
الغضب في أكبر تجمع لآفات النفس بتغيير حركة واحدة من القيام إلى القعود أو من
القعود إلى الاتكاء ولا بد أن نشير هنا إلى مفهوم تغيير الحركة هذا يكتمل تماماً
في حركات الصلاة، والوضوء لم يشرع إلا لصحة الصلاة، فالوضوء والصلاة متلازمان فلا
صلاة بلا وضوء وحتى لو حدث الوضوء في غير وقت الفريضة فالرسول صلى الله عليه وسلم
يرغّب في الوضوء والصلاة ركعتين بعد الوضوء من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم التي
حث عليها كما ورد من حديث بلال، والعامة يتواتر ون الصلاة بعد الوضوء ولهذا يتكامل
معنى تغيير الحركة بما في الصلاة من تغيير حركي أصيل، فالقيام والقعود يعالج
الغضب، فما بالك إ ذا تآلف مع القيام
والقعود الركوع والسجود والخفض والرفع والقبض والبسط، إن هذا حقاً يصل إلى النفس
بمفهوم تغيير الحركة بأبعاد متسعة شاملة،
وهذا ما يظهر واضحاً في قول الحق سبحانه
وتعالى في سورة المعارج وهو يستثني المصلين من آفات النفس:
(إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جذوعا وإذا مسه الخير منوعاً إلا
المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون)(المعارج : 19-23)
Post a Comment