الوضوء استعداد للصلاة
الوضوء في حقيقة تشريعه فريضة تسبق الصلاة وهو استعداد لها، فالصلاة لقاء
مع الله ولقاء العظيم لابد أن يكون له آدابه العامة التي تتناسب مع عظمته وكمال
صفاته.
هذا الاستعداد للقاء الخالق ليس التزاماً صعباً أو بلغة العصر وبروتوكولات
معقدة كالتي يلتزم بها الناس عند لقاء ملوكهم ورؤسائهم(ولله المثل الأعلى)، بل هي
شروط سهلة ميسرة لا تعقيد فيها وإذا التزم بها العبد فهي تنتهي به آلي خير دينه ودنياه وآخرته، وهذه حكمة التشريع في
كمالها وشمولها وإحاطتها .
ومن هذه الشعائر التي لها مطلق الحكمة وكمال الإحاطة شعيرة الوضوء قبل
الصلاة، وهو بمثابة تحضير لها ،فالمصلي يهتم بنظافة جسمه قبل أن يقف بين يدي ربه
مسبحاً وداعياً ومناجياً، ولهذا فإن الوضوء في حكمة تشريعه يصل إلى ما تنتهي إليه
الصلاة في حكمة تشريعها فالصلاة في جوهرها، اطمئنان نفس، وسكينة فؤاد، وسعادة
وجدان، لقوله سبحانه وتعالى:
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن
القلوب)(الرعد:28)
والوضوء في مظهره طهارة جسم، ولكنه في جوهره اطمئنان نفسي وهذا ما يسير
إليه الوضوء في عمق معناه وحقيقة تشريعه بمظهره وجوهره فالله سبحانه يأمر بالوضوء
عند كل صلاة فإذا التزم العباد فقد لحقتهم أسرار العبادة بما لها من مطلق الحكمة
وكمال العلم : يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة :
(يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن
كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم
النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد
الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته وعليكم لعلكم
تشركون)(المائدة:6)
وعن لقيط بن صبرة .عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء-قا ل أسبغ الوضوء وخلل بين
الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ".
إرسال تعليق