الإحسان
في الصلاة
الإحسان
من حديث جبريل الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " أن تعبد الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وبمرتبة
الإحسان تصل الصلاة إلى غايتها من الهداية والرحمة.
يقول
الحق سبحانه في سورة لقمان:
(الم*
تلك آيات الكتاب الحكيم* هدى ورحمة للمحسنين* الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم بالأخرة هم يوقنون* أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)(لقمان:1-5)
وبهذه
المرتبة العالية من الإحسان يرتفع الإنسان بتصوره العميق وتركيز انتباهه إلي مرتبة
المراقبة من ربه فيراه مطلعاً عليه ويعلم سره ونجواه، وهذه حقيقة صادقة إنها صلة
العبد بربه إذا أخلص وصدق
يقول
ربنا سبحانه مدعماً موقف موسى وأخيه هارون في سورة طه :
(أذهبا
إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى* قالا ربنا إننا نخاف
أن يفرط علينا أو أن يطغى* قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى)(طه : 43-46)
فإذا
بدأت العبادة بهذه المرتبة من التصور والاعتقاد فهي أولى درجات الخضوع لعظمة
المعبود، فإذا خضع العبد خشع القلب وهذه درجة عالية من درجات العبادة الصادقة.
يقول
سبحانه من سورة المؤمنين :
(قد
أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون)(المؤمنون : 1-2)
وبهذا
الأداء المتميز تصل الصلاة إلى غايتها في تزكية النفس وتهذيب السلوك، ولهذا تستمر
الآيات بعد ذلك تؤكد صدق هذا المعنى.
(والذين
هم عن اللغو معرضون* والذين هم للزكاة فاعلون* والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على
أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم
العادون* والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون* والذين هم على صلواتهم يحافظون* أولئك
هم الوارثون *الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)(المؤمنون:3-11)
والإحسان
في العبادة يبدأ مع المصلي عندما يدخل صلاته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يدخل في مرتبة الإحسان بمجرد أن يسمع النداء، وهذا ما روته أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمنا ونكلمه حتى إذا
حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه".
فقد
كان إحسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيناً، فقد فرضت عليه الصلاة في حضرة ربه
وفي ملكوته، وبهذا كان أقوى الناس إحسانا وأسرعهم استجابة.
وهذه
خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عاش اليقين والإحسان معاً ولهذا فليس
هناك أعظم درجة من إحسان رسولنا في صلاته، فقد كان أعلم الناس بربه وأشدهم منه
خشية وهذه الدرجة من الإحسان يتفاوت فيها البشر تفاوتاً ملحوظاً كما يقول الإمام
ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين": " إ ن العبد يقف بجوار
العبد في الصلاة، وما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض".
إرسال تعليق