تميز المنهجية الإسلامية على المنهجيات الأخرى
لقد عرف (فان داليم) البحث العلمي بأنه: ((محاولة دقيقة ومنظمة ونافدة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق الإنسان وحيرته)) (1).
فالبحث العلمي يسعى لحل المشكلات عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن في ضوئها اكتشاف حقائق جديدة والتأكد من صحتها، وتحليل العلاقات بين الحقائق المختلفة والبرهنة عليها، وهو يعتمد على بذل الجهد والمثابرة من أجل الوصول إلى الحقائق، ولا يوصف الجهد المبذول بشرف البحث العلمي إلا إذا توفرت فيه شروط ثلاثة: الأول: أن يكون جهدا منظما، الثاني: أن يكون دقيقا، الثالث: أن يلتزم المنهجية العلمية.
وعلى ذلك: فالمنهج العلمي هو الأساس الذي ينطلق منه الباحث في بحثه لحل المشكلة أو نقدها، أو إدراك الحقيقة، واختبار صحتها. ويشترط في المنهج العلمي ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون منهجا محددا.
_____
(1) قاعة بحث ص 8 د. عمر عودة الخطيب مذكرة مقررة على الطلبة في مادة الثقافة بكلية الشريعة.
لقد عرف (فان داليم) البحث العلمي بأنه: ((محاولة دقيقة ومنظمة ونافدة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق الإنسان وحيرته)) (1).
فالبحث العلمي يسعى لحل المشكلات عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن في ضوئها اكتشاف حقائق جديدة والتأكد من صحتها، وتحليل العلاقات بين الحقائق المختلفة والبرهنة عليها، وهو يعتمد على بذل الجهد والمثابرة من أجل الوصول إلى الحقائق، ولا يوصف الجهد المبذول بشرف البحث العلمي إلا إذا توفرت فيه شروط ثلاثة: الأول: أن يكون جهدا منظما، الثاني: أن يكون دقيقا، الثالث: أن يلتزم المنهجية العلمية.
وعلى ذلك: فالمنهج العلمي هو الأساس الذي ينطلق منه الباحث في بحثه لحل المشكلة أو نقدها، أو إدراك الحقيقة، واختبار صحتها. ويشترط في المنهج العلمي ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون منهجا محددا.
_____
(1) قاعة بحث ص 8 د. عمر عودة الخطيب مذكرة مقررة على الطلبة في مادة الثقافة بكلية الشريعة.
الثاني: أن
يكون ملائما لموضوع البحث.
الثالث: أن يكون متناسبا مع طاقة العقل وفي حدود قدراته وقد احتوى الإسلام جملة من القواعد والضوابط اللازمة في طلب العلم، مما جعل المنهجية العلمية في الإسلام تتميز عن غيرها من المنهجيات الأخرى، ونخص بالبيان هنا جانبين لأهميتهما الكبيرة في سلامة البحث العلمي هما:
الأول: التلاؤم بين المنهج والموضوع المراد بحثه. الثاني: التناسب بين المجال المعرفي وبين إمكانية العقل الإنساني.
أما عن التلاؤم بين المنهج والموضوع: فهو من أبرز مميزات المنهجية الإسلامية ونجاحها في تحقيق العلم في كل المجالات، حيث إن لكل موضوع من المعرفة منهجا يناسبه، فالبحث في الطبيعة واكتشاف السنن والقوانين الإلهية في الظواهر الطبيعية يلائمه النهج التجريبى، والبحث في استنباط الأحكام وتقعيد الضوابط الشرعية يلائمه المنهج الاستدلالي، والبحث في إثبات الأخبار والمرويات يلائمه المنهج التاريخي .. وهكذا يصبح لكل نوع من المعرفة منهج يلائمه، بحيث تتولد المعرفة الصحيحة من تطبيق المنهج المناسب لكل مجال من مجالات المعرفة، وعدم مراعاة التناسب بين المنهج والموضوع يؤدي إلى فساد كبير في مجال العلم، وهذا ما وقع فيه الفكر الغربي الحديث،
حيث حكم العلماء هناك مناهج في مجالات لا تناسبها، مثلما حكم أصحاب الاتجاه المادي المنهج التجريبي المادي - والذي مجاله علوم
الثالث: أن يكون متناسبا مع طاقة العقل وفي حدود قدراته وقد احتوى الإسلام جملة من القواعد والضوابط اللازمة في طلب العلم، مما جعل المنهجية العلمية في الإسلام تتميز عن غيرها من المنهجيات الأخرى، ونخص بالبيان هنا جانبين لأهميتهما الكبيرة في سلامة البحث العلمي هما:
الأول: التلاؤم بين المنهج والموضوع المراد بحثه. الثاني: التناسب بين المجال المعرفي وبين إمكانية العقل الإنساني.
أما عن التلاؤم بين المنهج والموضوع: فهو من أبرز مميزات المنهجية الإسلامية ونجاحها في تحقيق العلم في كل المجالات، حيث إن لكل موضوع من المعرفة منهجا يناسبه، فالبحث في الطبيعة واكتشاف السنن والقوانين الإلهية في الظواهر الطبيعية يلائمه النهج التجريبى، والبحث في استنباط الأحكام وتقعيد الضوابط الشرعية يلائمه المنهج الاستدلالي، والبحث في إثبات الأخبار والمرويات يلائمه المنهج التاريخي .. وهكذا يصبح لكل نوع من المعرفة منهج يلائمه، بحيث تتولد المعرفة الصحيحة من تطبيق المنهج المناسب لكل مجال من مجالات المعرفة، وعدم مراعاة التناسب بين المنهج والموضوع يؤدي إلى فساد كبير في مجال العلم، وهذا ما وقع فيه الفكر الغربي الحديث،
حيث حكم العلماء هناك مناهج في مجالات لا تناسبها، مثلما حكم أصحاب الاتجاه المادي المنهج التجريبي المادي - والذي مجاله علوم
الطبيعة
والمحسوات - في قضايا ما وراء المادة، ورأينا أصحاب هذا الاتجاه ينكرون الغيبيات
ويحصرون العلم فيما يخضع للحس والتجربة، وما لا يخضع للتجربة فليس بعلم وليس
بحقيقة بل هو عبث، وهراء، ورأينا ((أوجست كونت)) مؤسس الفلسفة الوضعية، وأصحاب
((الوضعية المنطقية)) يحكمون منهج التجربة والمنهج الرياضي في كل مجالات المعرفة،
وينكرون كل شيء لا يخضع للتجربة أو المنهج الرياضي،
يقول أحد زعماء الوضعية
المنطقية: ((إن الجملة التي لا تعبر عن قضية صادقة من الناحية الصورية -الرياضية-
ولا عن قضية تجريبية تتجرد من كل معنى))، ويرى هؤلاء: أن ما كان له مدلول في
الطبيعة فهو قابل للبحث والحكم عليه بالصواب أو الخطأ، وأما ما ليس له مدلول في
الطبيعة الحسية فهو خداع وهراء ولا ينبغي أن نضيع وقتنا في البحوث فيه)) (1)،
ومثلما حكم الماركسيون العامل الاقتصادي في حركة التاريخي الإنساني، وأرجعوا مسيرة
الجنس البشري وتطوراته إلى التغيرات الاقتصادية وحدها دون سواها، فجعلوا كل تطور
في حياة البشر مرده إلى العامل الاقتصادي ومثلما حكم الفرويديون العامل الجنسي في
العلاقات الإنسانية، وجعلوا العلاقة بين البشر تقوم على الرباط الجنسي دون سواه.
بل إن الانحراف عن توجيهات الإسلام في ضرورة التناسب بين المنهج والمجال المعرفي أدى إلى خلل فكري وانحراف عقدي لدى كثير من الفرق التي ظهرت في البيئة الإسلامية، فقد رأينا كيف أن
_____
(1) أسس الفلسفة د. توفيق الطويل ص: 103
بل إن الانحراف عن توجيهات الإسلام في ضرورة التناسب بين المنهج والمجال المعرفي أدى إلى خلل فكري وانحراف عقدي لدى كثير من الفرق التي ظهرت في البيئة الإسلامية، فقد رأينا كيف أن
_____
(1) أسس الفلسفة د. توفيق الطويل ص: 103
الإشراقيين
حكموا منهجهم الروحي في عالم المادة فأنتج ذلك شططا عن الإسلام مثلما فعل أصحاب
مذهب الاتحاد والحلول ووحدة الوجود والفيض الإلهي وغير ذلك من مذاهب فلاسفة بعض
المتصوفين. ومثلما حكم المتكلمون المتأخرون المنطق الأرسطي في علم الألوهية -خاصة-
قياس الشمول، فأدى إلى الانحراف العقدي لديهم، لأن الله ليس جزءا فيندرج تحت كل،
تعالى الله عن ذلك {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11] بل إن الفرقة
التي حدثت بين أهل السنة والمعتزلة كان أساسها المنهجية العلمية، فرغم اعتراف
الجماعتين باعتبار الوحي والعقل مصدرين للعلم إلا أنهم اختلفوا في منهجية التعامل
معهما، فقد بالغ المعتزلة في دور العقل وجعلوه حكما على النص وقاضيا عليه عند
التعارض.
وهكذا تتضح لنا أهمية المنهجية العلمية في الإسلام وتميزها في المراعاة بين المنهج والموضوع وضرورة التناسب بين المجال المعرفي وبين المنهج المستخدم في البحث، مما جعلها تتميز عن سائر المنهجيات البشرية الأخرى.
أما عن الأمر الثاني: وهو التناسب بين المجال المعرفي وبين إمكانية العقل الإنسان، فهو كذلك مما يميز المنهجية الإسلامية عن المنهجيات الأخرى لأن الإسلام لا يريد أن يبدد طاقة العقل دونما فائدة، ولا يريد أن يزج بالعقل في مجالات من البحث هي فوق قدراته مما يجعله يتخبط ولا يصل إلى علم صحيح، ولذلك حظر الإسلام على العقل جوانب من المعرفة لأنها فوق طاقته مثل البحث في
وهكذا تتضح لنا أهمية المنهجية العلمية في الإسلام وتميزها في المراعاة بين المنهج والموضوع وضرورة التناسب بين المجال المعرفي وبين المنهج المستخدم في البحث، مما جعلها تتميز عن سائر المنهجيات البشرية الأخرى.
أما عن الأمر الثاني: وهو التناسب بين المجال المعرفي وبين إمكانية العقل الإنسان، فهو كذلك مما يميز المنهجية الإسلامية عن المنهجيات الأخرى لأن الإسلام لا يريد أن يبدد طاقة العقل دونما فائدة، ولا يريد أن يزج بالعقل في مجالات من البحث هي فوق قدراته مما يجعله يتخبط ولا يصل إلى علم صحيح، ولذلك حظر الإسلام على العقل جوانب من المعرفة لأنها فوق طاقته مثل البحث في
كنه الذات
العلية أو البحث في كنه عوالم الغيب، أو البحث في حقيقة الروح، أو البحث في موعد
قيام الساعة، لأن تلك الأمور مما استأثر الله بعلمها، يقول عز وجل: {ويسألونك عن
الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (85)} [الإسراء].
إرسال تعليق