كلما أزف عيد الأضحى، يحث لحسن سعيه لإعادة فتح المحل الواسع القابع أسفل منزل أسرته، في هذا الحي التابع ترابيا إلى مقاطعة عين الشق، أما مدعاة ذلك فهو دأبه على شراء جلود الأضاحي من لدن جيرانه بعد النحر .
أمعاء وجلود لصنع "الطعريجة" و"الدربوكة"
وغالبا ما يصبح البعض جزارين يمتهنون الذبح والسلخ والتقطيع رغم بعدهم باقي أيام السنة عن السكاكين والسواطير التي لا تمت إليهم بصلة، أحدهم أكد أن هذا النشاط الموسمي يدر عليه مبلغا لا بأس به، محيلا إلى أنه يتقاضى مقابل ذبح الأضحية وسلخها ما بين 100 درهم و150 درهما، بينما تقطيع أوصال الأضاحي وجعلها في أكياس للحفظ فيكلف زبائنه أيضا حوالي 100 درهم، والغريب أن المتحدث لا يمتلك محلا للجزارة يشفع له في هذا الأمر لذلك فإنه يقوم بهذه الخدمة في المنازل حيث يجوب الأزقة حاملا عدته الخاصة بالجزارة وكميات من الأكياس البلاستيكية البيضاء مطلقا العنان لحنجرته صادحا "كزار.. تقطاع الحولي والعجل".
غالبا ما يتقاضى أجره عن عملية التقطيع مقرونة بالأمعاء التي يطلبها من بعض الأسر التي لا تستهلكها مشيرا إلى أنه يستغلها في صناعة النقانق، التي يحفظها حتى مرور أسابيع بعد العيد ويعيد بيعها على عربة يمتلكها على مقربة من شارع محمد السادس التي يتخلل وسط الدار البيضاء .
البعض من الناس يحصلون على الأمعاء ليعيدوا بيعها إلى بعض الصناع الذين يستغلونها في صناعة "الدربوكة" و"طام طام" التي تعرض للبيع تزامنا مع مناسبة عاشوراء حيث تستعمل هذه الأمعاء كحبال قوية للشد بعدما تجفيفها.

Post a Comment

أحدث أقدم