الأصول الاعتقادية
مقدمة : العقائد هي الأفكار التي يؤمن
بها الإنسان ويصدر عنها في تصرفاته
وسلوكه ، وتطلق العقائد
الإسلامية على أركان الإيمان ، وما تفرع عنها من توحيد
الألوهية ،
والبعد عن كل شبهات الشرك ، فالإيمان إذن هو أساس
العقائد ، ولكي
نفهم أهمية العقيدة ، لا بد لنا من وقفة عند كلمة
الإيمان لنحلل معناها ولنوضح أهميتها .
أهمية الإيمان وضرورته كأساس وأصل من
أسس التربية :
1- المراد بإيمان الإنسان بشيء أنه قد
استقر في ذهنه تصديقًا ويقينًا ، ولم يعد بعده يخاف أن يتسرب
إلى ذهنه شيء يخالفه ؛ فهو لغة : التصديق ، وشرعًا : ما وقر
في القلب
وصدقه العمل .
2- فإذا قوي إيمان المرء فقد قامت
سيرته على ما صدقه واطمأن قلبه إليه من الأفكار أي على أسس قوية
رصينة ، يجوز الاعتماد عليها ، والاطمئنان إلى أن الأعمال
لم تصدر عنه
إلا متفقة معها بكل معنى الكلمة ؛ فالإيمان الصحيح أساس متين لتربية ثابتة مضمونة النتائج .
من أدلة العقيدة :
1- قوله تعالى : " آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ
مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
وَمَلائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " سورة البقرة
: 285 .
2- قوله تعالى : " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ " سورة الزمر : 68 .
3- وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- ذات يوم
إذ طلع علينا رجل شديد بياض
الثياب، شديد
سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه
على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن
الإسلام؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة، وتؤتي
الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه
سبيلًا، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال:
فأخبرني عن
الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؛ قال: أن
تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه
يراك، قال: صدقت، ثم انطلق فلبث مليًّا، ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله
ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعملكم دينكم
" رواه البخاري .
إرسال تعليق