العوامل الاقتصادية:
عرفت اليوان بالنهضة
الكبرى في المجال الاقتصادي لكونها حلقة وصل بين الشرق والغرب، وكانت لاثينا اسطول
تجاري بحري يساعدها على الانفتاح والتبادل التجاري بين شعوب حوض البحر الابيض المتوسط.
وقد ساهم اكتشاف المعادن في تطوير دواليب الاقتصاد اليوناني وخاصة الحديد الذي يتم
صهره وتحويله إلى أداة للتصنيع كما نشطت صناعة النسيج والتعدين وازدهرت الفلاجة التي
كان يهتم بها العبيد والاقنان وقد ساعد هذا الاقتصاد على ظهور طبقات اجتماعية جديدة
إلى جانب طبقة النبلاء كالتجار وأصحاب الصناعات وأرباب الحرف والتجار الكبار. ونتج
عن الازدهار الاقتصادي رخاء مالي واجتماعي وتبلورت طبقة الأغنياء الذين سيتنافسون على
مراتب الحكم والسلطة وتسيير مؤسسات الدولة التمثيلية لتسيير شؤون البلاد.
العوامل السياسية:
لم تصل اليونان إلى
حضارتها المزدهرة إلا في جو سياسي ملائم لانبثاق مقومات هذه الحضارة. فقد تخلصت الدولة
المدينة وخاصة اثينا من النظام السياسي الأوليغارشي القائم على حكم الأقلية من النبلاء
ورؤساء وشيوخ القبائل والعشائر الذين يملكون الأراضي الواسعة ويشغلون فيها العبيد الأجانب
وتم تجاوز الأنظمة السياسية المستبدة كالنظام الوراثي والحكم القائم على الحق الإلهي
أو الحق الأسري . ومع انفتاح اليونان على شعوب البحر الأبيض المتوسط وازدهار التجارة
البحرية ونمو الفلاحة والصناعة والحرف ظهرت طبقات جديدة كأرباب الصناعات والتجار الكبار
والحرفيون ساهموا في ظهور النظام الديمقراطي وخاصة في عهد بريكليس وكليستين الذي يستند
على الدستور وحرية التعبير والتمثيل والمشاركة في الانتخابات على اساس المساواة الاجتماعية
وكان تخصص أجرة لكل من يتولى شؤون البلاد والسهر على حل مشاكل المجتمع اليوناني.
العوامل الجغرافية:
كانت اليونان في
القديم من أهم دول البحر الأبيض المتوسط لكونها مهد المدنية والحضارة والحكمة. وغذا
استعدنا جغرافيا اليونان غبان ازدهارها فكانت اليونان تطل جنوبا على جزيرة كريت العظيمة
ويحيطها شرقا بحر إيجة وآسيا الوسطى التي كانت تخفق في تلك الفترة بالصناعة والتجارة
والفكر. وفي الغرب عبر أيونيا تقع إيطاليا وصقلية وإسبانيا وفي الشمال تقع مقدونيا
وهي عبارة عن شعوب غير متحضرة.
وتتشكل اليونان تضاريسيا
في جبال شاهقة وهضاب مرتفعة وسواحل متقطعة ووديان متقعرة . وقد قسمت هذه التضاريس بلاد
اليونان إلى أجزاء منعزلة وقطع مستقلة ساهمت في تبلور المدن التي كانت لها أنظمة حكمها
الخاصة واساليبها الخاصة في التسيير وتنظيم دواليب الإدارة والمجتمع. وتحيط بكل مدينة
سفوح الجبال والأراضي الزراعية وكانت من اشهر المدن اليونانية اثينا وإسبارطة
وكانت أثينا مهد
الفلسفة اليونانية وتقع في شرق إسبارطة ، وموقعها متميز واسترتيجي لنها الباب الذي
يخرج منه اليونانيون إلى مدن ىسيا الصغرى. وعبر هذه المدن كانت تنقل حضارة الشرق إلى
بلاد اليونان. ومن أهم ركائز اثينا اعتمادها على مينائها واسطولها البحري. وبين عامي470-490
قبل المسيح صراعاتهما ووحدت شيوجهما لمحاربة الفرس تنحت حكم داريوس الذي كان يستهدف
استعمار اليونان وتحويلها إلى مملكة تابعة للإمبراطورية الفارسية. ولكن اليونان المتحدة
والفتية استطاعت أن تلحق الهزيمة بالجيش الفارسي وقد قدمت اثينا اسطولها البحري بينما
قدمت غسبارطة جيشها القوي. وبعد انتهاء الحرب سرحت غسبارطة جيوشها وحولت اثينا اسطولها
العسكري على اسطول تجاري ومن ثم اصبحت اثينا من أهم المدن التجارية في حوض البحر الأبيض
المتوسط. وقد عرفت اثينا نشاطا فكريا وفلسفيا كبيرا بفضل الموقع الجغرافي والنشاط التجاري
ونظامها السياسي الدمقراطي وتمتع الأثيني بالحرية . وفي هذا يقول ول ديورانت:"
كانت اثينا الباب الذي يخرج منه اليونانيون إلى مدن ىسيا الصغرى، فاصبحت أثينا إحدى
المدن التجارية العظيمة في العالم القديم، وتحولت على سوق كبيرة وميناء ومكان اجتماع
الرجال من مختلف الأجناس والعادات والمذاهبن وحملت خلافاتهم واتصالاتهم ومنافساتهم
إلى أثينا التحلل والتفكير... وبالتدريج تطور التجار بالعلم، وتطور الحساب بتعقيد التبادل
التجاري، وتطور الفلك بزيادة مخاطرات الملاحة، وقدمت الثروة المتزايدة والفراغ والراحة
والأمن الشروط اللازمة في البحث والتأمل والفكر
Post a Comment