محاسبة النفس
يجب ان يحاسب المرء نفسه ويراقبها على الدوام كي لا تحيد ولا تميل عن الجادة المثلى قال تعالى : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } [ الكهف : 49 ]
ويقول أيضا : { يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد } [ المجادلة : 6 ]
ويقول : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } [ الأنبياء : 47 ]
فينبغي أن يضع الفرد المسلم المحاسبة نصب عينيه استعدادا للسؤال وترقبا لما بعده من أهوال ، والمحاسبة هي ذلك الميزان الدنيوي الذي يستخدمه المرء المسلم لتصحيح مساره وتعديل سلوكه مستضيئا في ذلك بهدي الكتاب والسنة ، ويعرفها الحارث المحاسبي بأنها : التثبت في جميع الأحوال قبل الفعل والترك من العقد بالضمير أو الفعل بالجارحة ، حتى يتبين له ما يترك وما يفعل ، فإن تبين له ما كره الله عز وجل جانبه بعقد ضمير قلبه وكف جوارحه عما كرهه الله عز وجل ومنع نفسه من الإمساك عن ترك الفرض وسارع إلى أدائه(1)
وقيل هي : التمييز بين ما للمرء وما عليه فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه(2)


(1) معاتبة النفس : الحارث بن أسيد المحاسبي ، تحقيق / محمد عبد القادر عطا ، القاهرة ، دار الاعتصام ، 1406 هـ ، ص 20
(2) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين : ابن قيم الجوزية ، تحقيق / محمد حامد الفقي ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1392 هـ ، 3 أجزاء ، 1/169

Post a Comment

أحدث أقدم