التحلي بالأخلاق الإسلامية
ليس من شك في أن للأخلاق أثرا قويا في بناء الأمم والأفراد
لأن كل السلوكيات والتصرفات ناشئة عن تلك الأخلاق ، وبها يبلغ المرء أعلى المراتب
والدرجات أو ينزل إلى أسوأ الدركات . والأخلاق الإسلامية بالذات مطلب رئيسي في
التربية الإسلامية . قال صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة
الصائم القائم [ أبو داود : 5/149 ] . وقال أيضا : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا وألطفهم بأهله [ رواه الترمذي 5/11 ، وقال : حديث حسن صحيح ] وأنماط السلوك
متعددة منها ما هو فردي ومنها ما هو اجتماعي وكلاهما ينعكس أثره على البيئة أو
المجتمع الذي يعيش فيه الأفراد . فالسلوك الفردي محوره الفرد ومثاله الطموح والرضا
والصبر والتواضع ، والسلوك الاجتماعي يشترك فيه اثنان على الأقل لكي يظهر إلى حيز
التطبيق ومنه التعاون والإيثار والتضحية (1) .
والنمط الأول –
أي السلوك الفردي – هو الذي يتصل مباشرة بالتربية الذاتية ، وإذا تحلى الفرد
بالأخلاق الحسنة وجاهد نفسه لكي يكتسبها وتبقى متأصلة فيه فإن ذلك سيساعده بإذن
الله في تزكية نفسه وتقويمها . يقول الدكتور عبد الحميد الأقطش : وقد يبدأ التخلق
بخلق ما عملا شاقا على النفس إذا لم يكن من أصل طبيعتها الفطرية ، ولكنه بتدريب
النفس عليه وبالتمرس والمران يصبح سجية ثابتة يندفع الإنسان إلى ممارسة ظواهرها
اندفاعا ذاتيا دون مشقة ، وليس التدريب النفسي ببعيد الشبه عن التدريب الجسدي الذي
تكتسب به المهارات العملية الجسدية (2) .
ولطبيعة البحث
سيقتصر الحديث على أهم الصفات الخلقية الفردية وأثرها في التربية الذاتية .
إرسال تعليق