خلافة هشام بن عبد الملك
استمر حكمه من 105الى 125هـ تولى هشام في هذه الضروف الصعبة وهشام كان تقيا مستقيما فكانت مهمته صعبة للغاية فقد حاول بقدر ما يستطيع أن يصلح ما أفسده أخوة من قبل ,فنجح في بعض النواحي غير أن الأحداث كانت أكبر من مجهوداته وما ذلك الان الدولة كانت قد تدهورت الى حد كبير في عهد يزيد واندلعت الثورات في جهات عديدة فانشغل بإطفاء هذه الثورات كما انشغل بصد الغارات ووقفت الدولة الاسلامية بشكل عام موقف المدافع عن كيانة ولم تقف موقف المهاجم الا في ميدان واحد فقط هو ميدان بلاد الغال الواقعة وراء جبال البرانس بأرض فرنسا الحالية تلك هي المعالم الرئيسية لبداية عهد هشام ابن عبد الملك ولتفصيل هذه الأحوال نقول :
بدأ عهده بإرضاء يمنية العراق وتهدأت ثائرتهم فعين على العراق عامل انتهج سياسة الحياد بين اليمنية والمظرية فأرضى الطائفتين كما استطاع هذا العامل أن يقضي على فتنة الخوارج بالعراق فنعم العراق في عهده بفترة استقرار بعض الوقت غير أن الثورة لم تلبث أن اشتعلت مره ثانية كانت ثورة شيعية بقيادة زيد بن على وزين العابدين بن الحسين وهذه أول ثورة شيعية يتزعمها واحد من نسل على وفاطمة بعد مقتل الحسين رحمة الله فأبوة على الي هو زين العابدين لم يحاول حتى وفاتة معادات الخلافة الأموية وذلك بسبب الخوف الذي يسيطر عليه منذ أن شهد وهو صغير المذبحة التي استشهد فيها أبوة الحسين بكربلاء ويقال أن زيد انتهج في مبدأ الأمر نفس سياسة أبة غير أن هشام ابن عبد الملك بلغة أنة يطمع في الخلافة ويتمناها نفسة فحتد عليه في الحديث أثناء اجتماع ضم الاثنين بالشام فحقد علية زيد ابن علي وخرج من عندة عاضبا واتجة الى العراق فبايعة اهل الكوفة وقاد ثورة هناك لعل الذي شجعة على ذلك ما علمة من وجود أنصار له في البصرة وواسط وجرجان وخراسان غير أن عامل هشام ابن عبد الملك في العراق لم يمهلة وهاجمة في الكوفة فأخذ أهلها يتفرقون عنه وخذلوه فإضطر زيد أن يقاتل بالبقية القليلة التي ظلت معه حى قتل وقتلوا فتفرق باقي أتباعة الذين عرفوا بإسم الزيدية اما ابنة يحي فقد فر الى خراسان فقبض علية هناك في هذا الاقليم وحبس .
أما بلاد ما وراء النهر فقد ثار فيه الموالى بسبب سوء معاملة الولاة وبسبب أيضا استمرار أخذهم الجزية عن من أسلم وهذا أيضا من ضمن ما يقولة بعض المؤرخين فارتد بعضهم عن الاسلام ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد ظهر رجل يدعى الحارث بن سريج اخذ يثير بين الناس على الخلافة الاموية ويدعوا الى الكتاب والسنة والبيعة بالرضى أي لمن يرتضية المسلمون فإنضم له كثر من أهل نهري سيحون وجيحون وفضطر هشام أن يبعث اليه ببعض القوات فلازال هؤلاء القواد يطاردونة حتى أجبروة غلى الهرب الى بلاد الترك واستمر هذا الثائر يقاتل الأموين الى أن قتل في عام 128 لكن الأحوال لم تهدأ في بلاد ما وراء النهر حتى عين هشام عليها والي حكيما مجربا هو نصب بن سيار وضع الجزية وعاد الأمور الى نصابها فوضع الجزية عن من اسلم وأزال المظالم التي كان يشتكي منها أهل تلك البلاد وعاملهم بالرفق واللين فهدأت ثائرتهم قليلا .
اما في الهند فقد ترتب على سوء حكم الولاة أن ارتد ملوكها عن الاسلام وارتد معهم كثير من أهل الهند بعد أن كانوا قد اعتنقوه في عهد عمر بن عبد العزيز رحمة الله وقد حاول عمال هشام المتعاقبين الى هذا الاقليم أن يعيدوا سيطرت الحكم الأموي علية غير أنهم فشلوا في ذلك .
اما في مصر فقد اشتعلت به ثورة بسبب سوء معاملة صاحب مصر في عهد هشام لأهلها واستمرت هذه الثورة القبطية عدة سنوات وعمت أجزاء عديدة من الدلتا والصعيد ولم تهدأ هذه الثورات الا بالقمع الشديد الذي اضطر عمال هشام في مصر أن يلجئوا اليه بعد أن أخفقت محاولاتهم العديدة في إطفائها .
أما في المغرب فقد اندلعت ثورات بتحريض من الخوارج الاباضية والصفرية وانتهز الخوراج فرصة الضيق والتذمر الذي ساد البربر والتفريق في المعاملة بينهم وبين العرب فبدأوا ينشرون بينهم مبدأ الخوارج وأخذوا يرفعون شعارات جذابة مثل المساوات بين المسلمين فإنجذب البربر اليهم واعتنقوا مذهبهم واستطاعو أن يحرضوهم على الثورة ضد الحكم الأموي وفعلا شبت ثورة بربرية عاتية منطبعة بطابع الخوارج سنة 122 واستطاع هؤلاء الخوارج البربر أن يحرزوا نصرا ضخما على الجيش الأموي وكان والى المغرب في ذلك الوقت اسمة عبيد الله ابن الحبحاب واستطاعوا أيضا أن يحتلوا طنجة وأن يقتلوا عاملها من قبل عبيد الله ابن الحبحاب وهوعمر المرادي ثم بعد ذلك أمر الخليفة هشام ابن عبد الملك بستدعاء عبيد الله ابن الحبحاب وعضب عشام من ذلك وبعث اليهم بجيشين ضخمين أحدهما مكون من عرب مصر وطرابلس وبرقة والثاني مكون من جند الأردن ولكن البربر أستطاعوا أن يهزموا هذا الجيش وهزموة في معركة مشهورة هي معركة الأشراف ومعركة مقدورة فستفحلت ثورتهم حتى امتدت الى طرابلس وعند ذلك أدرك هشام أنة أمام ثورة خطيرة تستلزم منة هما أكبر فأرسل جيشا كبيرا وبقيادة قائد محنك مجرب هو حنضبة بن صفوان الكلبي الذي كان عاملة على مصر ونجح في إطفاء هذه الثورة في معركتين متتاليتين هما معركة القرن والأصنام غير أن هذه الثورة امتدت على بلاد الأندلس وتصدى لها والي الأندلس عبد الملك بن قطن الفهري والقائد بج بن بشر واستطاعا معا ان يقضيا على هذه الثورة غير أن الخلاف لم يلبث ان دب بين القائدين فقتتلا مع بعضهما البعض وانتعى الصراع بمقتلهما الواحد وراء الآخر ولم يستقر الحال الا بعد أن تولى ولايتها والى جديدا أرسلة هشام اليها من الشام هو ابوا الخطار ابن ظرار الكلبي .
نتيجة لكل هذه الاضطرابات والفتن تجرأ أعداء الدولة الاسلامية المتاخمين على حدودها على مهاجمتها ولعل الروم كانوا أكثر هؤلاء الأعداء نشاطا وفي هذا المجال هاجموا ملطية بقيادة امراطور قستنطين الخامس ولم ينسحبوا الا بعد أن علموا بإقتراب جند من الشام بالاضافة الى ذلك ايضا بعد الشعب القوقازية القاطنة حول بحر قزوين في بينهم وبين البحر الأسود أخذت تهاجم اذربيجان وضلت تتقدم حتى اقتربت من الموصل غير أن جيوش هشام استطاعت أن تردهم لكن غاراتهم رغم ذلك لم تتوقف الا بعد أن تولى مروان بن محمد ولاية أرمينيا فقام مروان بشن هجوم شديد عليهم في أرمينا وأذربيجان بل زاد فطردهم في داخل بلادتهم ذلتها وتوغل فيها اما ترك وسك أسيا فقد أخذوا يهاجمون المسلمين في حصونهم الموجودة في بلاج ما وراء النهر ومدوا غاراتهم بقيادة ملكهم الخاقان الى بلاد الفارس غير أن أسد بن عبد الله والي هشام عبى خراسان تمكن من الحاق الهزيمة به وأجبرة على الارتداد ولم ينقذ العرب من عودة هذا الخاقان للهجوم علية مرة إخرى الا حدوث نزاع داخالي في مملكتة انتهى بمقتله ولقد تمكن نصر بن سيار الذي تولى ولاية خرسان بعد وفاة أسد بن عبد الله جهودة في مقاتلة الترك ونجح نصر في الحاق الهزيمة حاسمة بهم ببلاد الشاس .
Post a Comment