حكم الوقت الفارغ أثناء الدوام
هل يصح له أن يتصرف فيه بما يشاء ؟ والجواب في نقاط :
الأولى : الفراغ الحاصل أثناء الدوام إما أن يكون نتيجة عدم وجود ، أو نتيجة التقصير في عمل؟ فإن كان نتيجة عدم وجود عمل ، كأن يكون الموظف قد أدى عمله ولم يبق بين يديه ما ينتظر ، فيمكن للموظف الاستفادة من وقته بما يرى، على أن لا يغادر مكان العمل إلا باستئذان المسؤول ؛ لأنه قد يطرأ عمل مفاجئ يحتاج إليه .
وإن كان نتيجة التقصير في عمل فليس له أن ينشغل بغير العمل المتفق عليه . وهذا التقصير ما يطلق عليه البطالة المقنعة ، وهو وجود موظفين لا يقومون بواجب الوظيفة ، فلا هم تركوا الوظيفة لغيرهم ، ولا هم أدّوا ما عليهم من الواجب الوظيفي ، فهم يكلفون الدولة مصروفات البطالة ، وفي الوقت نفسه لا يقدمون للمجتمع أي فائدة ، فيبقون عالة على الدولة والمجتمع .
الثانية : إن الانشغال أثناء الدوام بغير مصلحة العمل أمر نسبي يعتمد على حجم العمل وعدد العاملين أو الموظفين ، لذا فإن تقدير التسيُّب من عدمه يحكمه المسؤول في الدائرة ، فيجب الرجوع إليه لمعرفة إن كان هناك تقصير من الموظف أم لا .
الثالثة : إن نظام العمل في كثير من الدول خصوصا النامية يحتوي على الكثير من الثغرات ، إضافة إلى ارتباطه بنظام الدولة عموماً وطريقة إدارتها ، فتتأثر بيئة العمل بالنظام الموضوع من الدولة ، فإذا كانت الوظيفة فيها الكثير من الفراغ والبطالة ، فليس ذلك بالضرورة نتيجة ضعف أداء الموظف، بقدر ما هو ضعف النظام ! وبالرغم من هذا فإن الأكمل للموظف أن يحاول الإبداع والابتكار في وسائل العمل ، في سبيل تطويره وتحسين إنتاجه ، وحينذاك فلن يجد فراغاً في وقته ، كما تقدم بيانه في خلق القوة .

Post a Comment

Previous Post Next Post