حكم طاعة المسؤولين: الشرع المطهَّر قرر وجوب الطاعة للمسؤولين في قوله سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ( النساء:59 ) ، وفي قوله تعالى ( من أطاع أميري فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى أميري فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ) [1] وأحاديث كثيرة في الباب[2].
وطاعة المسؤولين ضرورة وظيفية؛ لأسباب:
×    الأول: أنها طاعةٌ لله ورسوله، ومعصيتهم معصيةٌ لله ورسوله.
×    الثاني: أنها مفتاحٌ لنجاح المؤسسة، فبدونها لا تتحقق الأهداف ولا تنفَّذ الخطط، ويصبح العمل فوضى بكل معنى الكلمة.
×    الثالث: أنها إغلاقٌ لأبواب التنازع والاختلاف المسبب للفشل.
×    الرابع: أنها حفظٌ لهيبة المسؤول وأوامره، مما يمنع التجرؤ عليه والتغافل عن تعليماته.
×  الخامس: أنها إحسانٌ وتقديرٌ للجماعة لأن الجماعة إنما تسير بأمر المسؤول، فمن أطاعه فقد قدَّر الجماعة واحترمها، وبادلها الإحسان حين خدمها بطاعة مسؤولها.
×    السادس: أنها تحقيق للمصلحة العامَّة، وقضاءٌ على المحسوبيات والمصالح الشخصية.
ومن هنا فإن طاعة المدير والمسؤول والرئيس واجبٌ شرعيّ، والتزامٌ وظيفيّ، لا أمرٌ شخصيّ يظن الموظف أنه وسيلةٌ لتحقيق أهداف شخصية للمدير، فإن المدير – كما يفيد لقبه – مسؤول، أي: أنه محاسب من قبل المؤسسة أو الشركة أو الدائرة على ما يحقق من أهدافها وإنتاجها، فقيامه بوظيفة الإدارة لا تفيده هو شخصياً بقدر ما تفيد المؤسسة. [3]


[1] متفق عليه عن أبي هريرة t.( البخاري: الأحكام/ قول الله تعالى ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) – 6718، ومسلم: الإمارة/ وجوب طاعة الأمراء في غير معصية- 1835)
[2] موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ( 7 / 2680 – 2693 )
[3] وذلك لا يمنع أن تتحقق له أهدافٌ جانبية مع ذلك بحكم الوظيفة، بل إن الحصول على المنفعة الشخصية مطلب مشروع لكل مدير، كأيِّ موظف ، إلا أن المحظور هو استغلال المنصب للمصالح الشخصية بطرق غير مشروعة. وقد تقدم بيان ذلك تفصيلاً.

Post a Comment

أحدث أقدم