تطبيقات وظيفية في الحلم:
يتعرض المسؤول لبعض المواقف من بعض الموظفين أو المراجعين الذين قد يثيرونه بالانتقاد أو الاعتراض ، سواءً كان ذلك بشكل فردي أو جماعيّ ، أي من مجموعة ، وسواءً كان ذلك في مقابلة فردية أو في اجتماعٍ رسميّ ، وفي هذه الحالة إما أن يفقد المسؤول أعصابه فيثور ويبدأ بالدفاع أو الهجوم ، وهذا الموقف فيه الكثير من السلبيات، ومنها:
· تحوُّل النقاش إلى تراشق لفظي لا نقاش علمي.
· تحوُّل النقاش إلى خلاف شخصيّ لا علاقة له بالعمل.
· خسارة المسؤول في هذا الموقف الاختباري أمام الآخرين كقدوة.
· فشل الاجتماع أو المقابلة.
· حمل الظغينة في النفوس على الآخرين ، ولو رجعت المياه إلى مجاريها بعد ذلك، إلا أن ما حدث يبقى غالباً في الذاكرة.
لذا فإن المنتظر من المسؤول أن يكون حليماً لا يستجيب لاستدراج الآخرين لإغضابه ، والأسلوب الأنسب لتلافي ذلك الفشل هو الآتي:
· تذكُّر فضل الحلم.
· تذكُّر أنه قدوة للموظفين يتمثل أمامهم الإداري الناجح ، فكما يحب أن يكون موظفوه ناجحون ، فهو من باب أولى.
· استشعار أنه في موقف اختبار يمكن أن ينجح فيه أو يرسب.
· مناقشة الموضوع المثار بموضوعية وتجرُّد ، وتقبُّل كل نقدٍ صحيح ، ولو كان فيه إبراز خطأ وقع المسؤول فيه ، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
· تذكُّر أنه بشر يصيب ويخطئ وليس هو معصوماً ، وقد كان يخطئ من هو خيرٌ منه ، وليس ذلك عيباً في البشر ، كما قيل:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها *** كفى المرء نبلاً أن تعَدَّ معايبُه
· تذكر أن المؤمن مرآة أخيه المؤمن ، فربما كان هذا الناقد قاصداً للخير بتقويم هذا المسؤول ولكنه أساء الأسلوب ، فالرؤية يجب أن تتوجَّه إلى الموضوع لا إلى الأسلوب ، فالموقف الصحيح هو تقبُّل النصيحة والنقد ، وتوجيه الناصح والناقد لتحسين أسلوبه.
· وفي حال تيقُّن المسؤول أنه على حق ، وأنه ملتزمٌ بنظام المؤسسة أو الدائرة ، فعليه تدعيم موقفه بالبراهين النظامية التي يحتكم إليها الجميع ، لأن الاقتناع في هذه الحالة سيكون بالنظام لا بقول المسؤول واجتهاده.
أما الوسائل العملية لإنهاء ذلك التوتُّر ، فمنها:
· تأجيل النقاش في الموضوع إلى وقت آخر ، والتحوُّل إلى موضوع جديد.
· يمكن إنهاء المقابلة أو الاجتماع إن لم يمكن السيطرة على النقاش.
· تلطيف الجوّ بقصة أو رواية ، لتهدئة الجوّ ، وتلقائياً سيتغيَّر أسلوب النقاش.
· تذكير الجميع بالعلاقة الجميلة السابقة ، والمصالح المشتركة.
· كسب ودّ المقابل بإبداء كل الرضى والسعادة بخدمته أو خدمتهم ، وأن هدفه هو مصلحة الجميع ، فهذا له أثرٌ كبير في ترطيب القلوب.
وما يقال في المسؤول يقال في الموظف الذي يواجه المراجعين وأصحاب الحاجات ، وكثيراً ما نرى النزاعات ونسمع الأصوات المرتفعة في بعض المؤسسات الحكومية والأهلية بين الموظفين والمراجعين نتيجة عدم الالتزام بخلق الحلم.
لذا فإن من الضروري إدراج هذه الصفة وبقية الصفات في الدورات الإدارية التي تعطى للموظفين والإداريين ، وفي مناهج معاهد التدريب في الشركات ، لما لها من أثر ناجح وفعَّال على أداء الإدارة ومنسوبيها.
Post a Comment