مكانته وأهميته: العدل من أوجب الواجبات في التشريع الإسلامي ، وهو فضيلةٌ متفق عليها بين جميع الشرائع ، إلا أنها أظهر في الشريعة الإسلامية ، قال سبحانه قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وقال تعالى وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى .
وأما في حكمه ؛ فقد روى البخاري: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد رضي الله عنهما يستشفعونه – لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم - ، فلما كلمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله r، وقال ( أتكلمني في حدٍّ من حدود الله "؟! فقال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشاء، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فأثنى على الله، ثم قال " أما بعد، فإنما هلك الناس أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )
 ويكفي في بيان أهمية العدل أن نتأمّل كيف أن الإسلام بالغ في تحريم عكس العدل وهو الظلم ، وشنّ عليه حملة كبيرة ، و ساوى بين الظلم والكفر ، في قوله سبحانه ] وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ ( البقرة:254 ) وأنزل الله في القرآن الكريم نحواً من 290 آية تتحدث عن الظلم [1]، وجعل العذاب الشديد لمن ظلم شيئاً يسيراً ، قال صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوِّقه من سبع أرضين يوم القيامة ) [2] ، فما بالك بالكثير ؟!


[1] المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : مادة ( ظلم )
[2] متفق عليه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل t.( البخاري: المظالم/ إثم من ظلم شيئاً من الأرض- 2321، ومسلم: المساقاة/ تحريم الظلم وغصب الأرض ونحوها-1610)

Post a Comment

Previous Post Next Post