وفي القرن الرابع الهجري أصبح بعض العرب يتذمرون من حكم الأعاجم على أنهم لا يصلحون للحكم ولا عهد لهم ولا ذمم

يقول المتنبي:
وإنما الناس بالملوك وما       تفلح عرب ملوكها عجم
لا أدب عندهم ولا حسب      ولا عهود لهم ولا ذمم
*ولما أحدق بالأمة خطر الصليبيين وسقطت بيت المقدس تمنى العرب لو كان الحكم بيد العرب يقول محمد أبو المظفر :
أرى أمتي لايسرعون إلى العدى       رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفا من الردى           ولا يحسبون العار ضربة لازم
*أما بعض الشعراء فلم يشغلوا بالسياسة،وآثروا التعبير عن حبهم لأوطانهم وشغفهم بها يقول بن الرومي:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه     وان لا أرى غيري له الدهر مالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه        لها جسد إن غاب غودرت هالكا
في عصر المماليك والعثمانيين:  حكم المماليك ثم العثمانيون كثيرا من البلاد العربية ،فلم يجد العرب غضاضة على أنفسهم في حكمهم وهلل بعض الشعراء وفرحوا لانتصارات هم مثلما عبر القاضي شهاب الدين قائلا :   
الحمد لله ذلت دولة الصلب          وعز بالترك دين المصطفى العربي 
في العصر الحديث:    عرف الشعر السياسي والوطني في العصر الحديث نشاطا كبيرا ،فقد اهتم الشعراء بجميع مناحي الحياة ذات الصلة بالسياسة ،ولم يقتصر شعرهم على ما يقع في بلدانهم فقط ،وإنما شمل جميع أحداث الوطن العربي الإسلامي .
*نظم أغلب الشعراء قصائد كثيرة يستنهضون شعوبهم للتحرر من الاستعمار بشتى أشكاله ،ويؤازرونها في ثوراتها ،ويساعدونها في الدعاية لقضاياها ،وعرف هذا النوع  بالشعر السياسي التحرري ،أو الثوري.                             
*من أمثلة ذلك قول محمد العيد آل خليفة : 
 يا قوم هبوا لاغتنام حياتكم     فالعمر ساعات تمر عجالا   
الأسر طال بكم فطال عناؤكم   فكوا القيود وحطموا الأغلا

*وقد ألهمت الثورات التحريرية العربية الشعراء فتفاعلوا معها ،وأبدعوا في تمجيدها وتفننوا في مدها بالمدد المعنوي وحشد القلوب على نصرتها.وقد مجد كثير من الشعراء الثورتين الجزائرية والفلسطينية ، واسترعت انتباه الشعراء حادثة العدوان الثلاثي على مصر عام 56منهم الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي فقال
على جبين الشمس بور سعيد 
مدينة شامخة الأسوار     
  شامخة كالنار ،كالإعصار   
في أوجه اللصوص                                                                                    لصوص أوروبا من التجار       
من مجرمي الحروب 
*عموما تناول الشعراء فضح أساليب الاستعمار في قمع الشعوب ،وتأييد الثورات التحريرية ،والتنديد
بالفساد السياسي ،وتمجيد البطولة والفداء ،وتشجيع المواقف الداعية إلى وحدة الشعوب العربية .
  خصائص الشعر السياسي:  تناول الشعر السياسي الحكم وسياسة الشعوب والحملة على الاستعمار ،والتنديد بفظائع المستعمرين،والتغني بالحرية والاستقلال ،والدعة إلى الحكم الدستوري ،والحث على الاتحاد،والجهاد والكفاح ،والإشادة بالأبطال والزعماء ،وتمجيد الشهداء
ويتميز بما يلي:
1-طابعه الإنساني
2-طابعه الوجداني العاطفي
3-التأريخ لأحداث في فترات  معينة

Post a Comment

Previous Post Next Post