دورة الغضب 
للغضب دورة أو سلسلة متتابعة من المراحل تبدأ من تعرض الطفلللحدث أو الموقف المنشط أو المثير لانفعال الغضب وتنتهي بردود الأفعال البدنية والعقلية والسلوكية. ويحدث انفعال الغضب واستجاباته بمختلف مستوياتها بسرعة وبمجرد إدراك التهديد سواء كان فعلياً أو متوقعاً. فقد تأخذ هذه الدورة أقل من ثلث ثانية بدأ من التهديد إلي رد الفعل بمصاحباته المعرفية والبدنية والسلوكية! ومعلوم أن استجابة الغضب تخدم كثيراً من الوظائف المختلفة. فبعض الناس من ذوي تقدير الذات المنخفض يستبدلون الغضب تلقائياً أثناء الخبرات المهددة بسبب خوفهم من أن يتم تقييمهم من قبل الآخرين بأنهم حساسين أو فاقدين للسيطرة علي أنفسهم. وقد يتعلم آخرون التصرف بخشونة وفظاظة اعتقاداً منهم بأن مثل هذه التصرفات تزيد من أهميتهم أوقيمتهم.
 Lynne Namka,(1997). Whoosh! The One Thirtieth Of A Second Reaction Of Anger . available at: www.angriesout.com
 
وقد تستبدل أنت شخصياً في بعضالأحيان الانفعال غير المناسب باستجابة سلوكية تحررك نسبياً من الخوف المرتبط بالتعبير عن مثل هذا الانفعال. ومن الأمثلة الدالة علي التأثير السلبي لانفعالات علي الحالة السلوكية للفرد غضبه عندما يخاف أو بكاؤه عندما يتعرض لإحباط. وتتوقف الاستجابة الانفعالية للحدث علي الطريقة التي يفسر بها أو يدرك بها الفرد ذلك الحدثوعادة ما يتم تمثيل ذلك علي النحو التالي
                                          الحدث المهدد   -----------*    تفسير وتقييم الشخص له.
وعليه يوجد اختلاف كبير بينالناس فيما يتعلق بما يجعلهم يغضبون أو فيما يتعلق بالأحداث التي تجعلهم يغضبون. ويعتمد تفسير أو إدراك الحدث بكونه مهدداً علي خبرات الفرد الشخصية وتاريخه السابق والارتباطات الانفعالية السلبية المتعلقة بهذا الحدث أو بالأحداث المشابهة له. ويتوقف تفسير أو تأويل الحدث أيضاً علي السياق المرتبط به وعلي درجة التهديد المحتملة وعلي ما يصاحب ذلك من كلمات أو إشارات قد تدل علي احتمال الأذى أو الضرر أو التعرض للنبذ أو الرفض. وعادة ما يجرح بصورة شديدة الناس الذين يتضايقون بشدة من الأحداث البسيطة خاصة إذا اقترن هذا الضيق بالاعتقاد بالتعرض الدائم للظلم أو الغبن الاجتماعي علي يد الآخرين. إذ يكون مثل هؤلاء الأشخاص أحكاماً جامدة فيما يتعلق بمواقف التفاعل الاجتماعي وما تتضمنه من مثيرات منشطة للغضب فلدي هؤلاء الأشخاصأنماط تفكير جامدة تنطلق من التسليم بصحة التوجه للاعتقاد بالجمل التي تبدأ (يجب علي الآخرين أن؛ يتعين علي الآخرين أن؛ من المحتم علي الآخرين أن). وإذا لم تسير الأمور علي هذا النحو يكون من المنطقي إذن أن يغضبون.

وقد يحدث التهديد وما ينتج عنه من غضب للفرد في واحد أو أكثر من المجالات التالية:
(1)
 التهديد الذي قد يلحق بالبدن.
(2)
 التهديد الذي قد يلحق بالممتلكات الشخصية.
(3)
 التهديد الذي قد يطال تقدير المرء لذاته مثل نعته بأسماء بذيئة أو نقده بصورة دائمة.
(4)
 التهديد الذي قد يطال معتقدات وقيم الفرد (عندما ينتهك معني العدلوالحق).
(5)
 التهديد الذي قد يرتبط بعدم حصول المرء علي ما يريد.
=
رد فعل البدن---> إدراك أو تفسير الشخص للحدث---> الحدث المهدد=
فعندما يدرك معني الحدث بكونه حدثاً سلبياً فإن البدن يكون رد فعل هرموني وعصبي عضلي فوري. وهذه الاستجابة الأولية لتوقع الإقدام أو الإحجام تهيئ البدن للتحرك بسرعة إما في اتجاه مهاجمة الموقف أو الحدث أو الانسحاب منه أو الابتعاد عنه. ويمكن تحديد استجاباتالبدن الأساسية للتهديد علي النحو التالي:
(1)
 إفراز هرمون الأدرينالين.
(2)
 ضيق التنفس وسرعته ( غالباً ما يكون رد الفعل الأول للتهديداحتباس التنفس).
(3)
 زيادة معدل ضربات القلب.
(4)
 احمرار وسخونة الجلد.
(5)
 تشنج اليد والأكتاف والمعدة.
(6)
 تصلب أو تيبس العضلات.
 
 الحدث المهدد أو المنشط--->  إدراك وتفسير الشخص له -->  استجابة البدن---> التحدث السلبي مع الذات
ولدي الأشخاص سريعو الغضب أفكاراًجامدة ذات طبيعة سلبية تزيد من إدراكهم للخطر أو الضرر والأذى. إذ نراهم يتحدثون مع أنفسهم بجمل تزيد موقف التفاعل تعقيداً وسخونة أو اشتعالاً. والطريقة التي يفسر بها الموقف الضاغط تعتمد علي الضرر أو الأذى الذي لحق بالفرد في الماضي من تواجده أو تعرضه لمواقف شبيهة. فربما تتمسك بصورة مثالية مبالغ فيها بمفهوم العدل والإنصاف وتبالغ في تقييم الظلم الواقع عليك في الموقف الحالي. وتستطيع أن تغضب نفسك بالتمسكبالمعتقدات الذاتية الجامدة التي تحدد الصواب والخطأ بصورة شديدة الصرامة خاصة إذ ارتبطت بالرغبة في الانتقام الشخصي. وغالباً ما يري الأشخاص سريعو الغضب التهديد في المواقف الغامضة. ,اكثر أنواع الأفكار المغضبة للذات والتي تزيد منالصراع:
(1)
 نعت الشخص بأسماء بذيئة أو قبيحة ذات دلالة سلبية مثل (أيها الأبكم! أنت غبي!).
(2)
  الأحكام والجمل أو التعبيرات الجامدة السلبية التي تنطلق من(يجب أن؛ يتعين أن) مما يزيد من إدراك الظلم مثل( كان يتعين عليك أن لا تتصرف علي هذا النحو).
(3)
 التحدث مع الذات بالجمل والتعبيرات المتعلقة بالانتقام أو الثأرالشخصي مثل ( أتمني أن أكسر رقبتك؛ أريد أن أقتلك!).
(4)
 افتراض أو التسليم بأن الشخص الآخر يتعمد إيذائك أو إزعاجك ( لقد فعلها متعمداً!).
(5)
 التضخيم والتهويل غير المبرر للأحداث الصغيرة غير المهمة وتعظيم مؤشرات الخطر بل خلق هذهالمؤشرات في الكثير من الأحيان وتحميل المواقف ما لا تحتمل.
(6)
 إصدار أحكاماً جامدة مفادها أن الجبان والضعيف يجب أن يعاقب أو يحق الاعتداء عليه.
(7)
 الاعتقاد بأنه من حقك أن تؤذى الآخرين وذلك من خلال قولك لنفسك ( منحقي أن أؤذى الآخرين لأني أفضل منهم!).

Post a Comment

أحدث أقدم