الغضب انفعال عادي أو طبيعي:
كلنا يغضب. يغضب الآباء/المعلمون، ويغضب الأبناء/التلاميذ في بعض المواقف والأوقات. فهناك أشياء أو وقائع تحدث تجعلنا نرد عليها بصورة انفعالية والغضب واحدًا من انفعالاتنا الإنسانية الطبيعية. وتقول دولوريس كيوران " عندما كنت أسأل الآباء/المعلمين هل من حقالأبناء/التلاميذ الغضب؟ عادة ما كنت أسمع منهم نعم، ولكن عندما كنت أسألهم كيف تسمحون لأبنائكم/تلاميذكم إظهار غضبهم أو التعبير عنه؟ فكنت أجد نفس الآباء/المعلمين يصمتون ولا يجيبون. وإذا كان هناك مجالاً حيويًا في التربية الوالدية يستحق الانتباه الأكثر سنجده مجال مساعدة الآباء/المعلمين في تعليم أبنائهم/تلاميذهم كيف يعبرون عن الغضب بطريقة مقبولة وإيجابية، كيف يتعاملون بصورة سوية مع الصراع، وكيف يعبرون عن المشاعر والانفعالات السلبية دون الخوف من تداعياتها. ومع ذلك عادة ما يندر الاهتمام بهذا المجال في برامج التربية الوالدية. وكلنا في واقع الأمر نخاف من التعامل مع هذا الجانب لأنه يمس بصورة مباشرة سلوكيات المعاملة الوالدية. ونحن كآباء/معلمون نعرف أنه إذا أردنا أن يصدر أبنائنا/تلاميذناسلوكيات معينة لا بد من أن نكون نحن مجسدين لهذه السلوكيات في حياتنا وتصرفاتنا اليومية معهم. كما أننا كآباء/معلمين لا نتعامل بصورة جيدة مع تعبيراتنا عن غضب، نحن نفتقد إلي أساليب إدارة الغضب أو ترويضه. وإذا قلنا للطفل عليك أن تكون رجلاً مهذبًا محترمًا يجب أن نكون نحن بالفعل مهذبون ومحترمون. فإن عاقبناهم نتيجة ثورات غضبهم يجب أن يعني ذلك أننا لا نعاني أو لا تصدر عنا مثل هذه الثورات ولما كان هذاالأمر غير وارد وغير طبيعي في الحقيقة إذن العقاب يدمر البنية النفسية لأبنائنا/تلاميذنا. فإذا قلنا لأبنائنا/تلاميذنا لا يجب أن يصدر عنكم هذه الكلمات فلا يجب أن تستخدموها أنتم أيضًا. وقد يكون من الجائز بناء علي ذلك أن نقول أنه يتعين علي الكثير من الآباء/المعلمين تغيير سلوكياتهم الشخصية قبل أن يطلبوا من أبنائهم/تلاميذهم تغيير سلوكياتهم. ولكن للأسف نحن نريد أن يتغير سلوك أبنائنا/أطفالنا ونرفض في نفس الوقت بل نعارض تغيير سلوكياتنا الشخصية مما يؤدي إلي زيادة ردود أفعالهم السلبية نحونا.
إرسال تعليق