فإن الإسلام
يعتبر القضاء جزءاً لا يتجزأ من رسالة الحكم وسياسته،
إذ لا يستقيم حكم صالح إلا بقضاء صالح، ولا تتم
رسالة التشريع إلا برسالة القضاء ، وبهذا أصبح
القضاء فرضاً على المسلمين ولازماً من لوازم الحياة الاجتماعية، وقد نص عليه سبحانه في كثير من آياته، إلا أنه لم يضع تنظيماً تفصيلياً للقضاء، بل ترك لولاة الأمور من المسلمين أن يختاروا لكل عصر
ما يتلائم مع أوضاعه وظروفه وفق المبادئ والقواعد التي رسمها الإسلام
، ليس شأنه هذا ي القضاء فحسب،
بل في كل ما يتعلق بنظم الدولة العامة، فهو يضع
أسسها التي لا يتصور بدونها قيام مجتمع متحضر ويترك جزئياتها تدور مع تقلبات
الزمان حسب كل عصر وأوان، في ضوء معطيات النصوص
وسنة رسول الله تعالى وما أرشدت إليه.
إرسال تعليق