تعريف مفهوم النياحة
النياحة من حيث اللغة :  جاء في مختار الصحاح مادة : ن و ح التَّنَاوُح التقابُل ومنه سُميت النَّوَائحُ لتقابُلهن و نَاحَتِ المرأة من باب قال و نِيَاحاً أيضا بالكسر والاسم  النِّيَاحَةُ ونساء نَوْحٌ بوزن لوح و أَنْوَاحٌ بوزن أَلواح و نُوَّحٌ بوزن سُكر و نَوَائِحُ و نَائِحاتٌ كله بمعنى واحد وتقول كُنَّا في مَنَاحَةِ فلان بالفتح مختار الصحاح 1/285
وقال عنها صاحب سبل السلام : النوح هو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله والحديث دليل على تحريم ذلك وهو مجمع عليه سبل السلام 2/115 
النياحة من أهداف الشيطان وأمنياته
- عن ابن عباس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقالوا ايئسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون المجمع 3/13 وقال المنذري رواه أحمد بإسناد حسن الترغيب والترهيب 4/184
النياحة من أمر الجاهلية
- عن أَبَي مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ رواه مسلم 2/644 برقم 934
قال المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير : أربع في أمتي من أمر الجاهلية أي من أفعال أهلها يعني أنها معاصي يأتونها مع اعتقاد حرمتها والجاهلية ما قبل البعثة سموا به لفرط جهلهم لا يتركونهن أي لا تترك أمتي شيئا من تلك الخصال الأربع قال الطيبي قوله في أمتي خبر لأربع أي خصال أربع كائنة في أمتي ومن أمر الجاهلية ولا يتركونهن حالان من الضمير المتحول إلى الجار والمجرور وهذا خرج مخرج الذم والتعييب لها فأولها الفخر في الأحساب أي الشرف بالآباء والتعاظم بعد مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم وذلك جهل فلا فخر إلا بالطاعة و لا عز لأحد إلا بالله      والأحساب جمع حسب وهو ما يعده المرء من الخصال له أو لآبائه من نحو شجاعة وفصاحة والثاني الطعن في الأنساب أي الوقوع فيها   بنحو ذم وعيب  بأن يقدح في نسب أحد من الناس فيقول ليس هو من ذرية فلان وذلك يحرم لأنه هجوم على الغيب ودخول فيما لا يعني والأنساب لا تعرف إلا من أهلها قال ابن عربي وهذا أمر ينشأ من النفاسة في أنه لا يريد أن يرى أحدا كاملا وذلك لنقصانه في نفسه ولا يزال الناس يتطاعنون في الأنساب ويتلاعنون في الأديان ويتباينون في الأخلاق قسمة العليم الخلاق قال ولا أعلم نسبا سلم من الطعن إلا  صلى الله عليه وسلم  والثالث الاستسقاء بالنجوم أي اعتقاد أن نزول المطر بظهور كذا وهو حرام لأنه إشراك ظاهر إذ لا فاعل إلا الله بل متى اعتقد أن للنجم تأثيرا كفر قال الحراني فالمتعلق خوفهم ورجاؤهم بالآثار الفلكية هم صابئة هذه الأمة كما أن المتعلق خوفهم ورجاؤهم بأنفسهم وغيرهم من الخلق مجوس هذه الأمة و الرابع النياحة أي رفع الصوت بالندب على الميت لأنها سخط لقضاء الله ومعارضة لأحكامه قال ابن العربي هذه من أخبار الغيب التي لا يعلمها إلا الأنبياء فإنهم أخبر بما يكون قبل كونه فظهر حقا فالأربع محرمات ومع حرمتها لا يتركونها هذه الأمة أي أكثرهم مع العلم بحرمتها م في الجنائز عن أبي مالك الأشعري واسمه الحارث ولم يخرجه البخاري بلفظه فيض القدير 1/462

Post a Comment

Previous Post Next Post