تفكير الأطفال
يرى العالم بياجه / أن الذكاء هو القدرة على التكيف للبيئة وأن تطور ونمو هذه الفكرة يمر خلال سلسلة من مراحل النضج , ويرى أيضاً أن الدماغ هو آلة التفكير , وأن معرفة ما يدور في الذهن وتمثيله يضيف بعدا كبيراً للنمو المعرفي عند الإنسان , وفهم آلياته الذهنية .
إن علم النفس المعرفي هو علم تفكير الإنسان وأدواته , وأسباب اختلاف معالجته الذهنية في المواقف البسيطة والمتطورة .
يتضمن الاهتمام بالنمو المعرفي من وجهة نظر بياجه عاملين معرفيين هما :
1: البيئة المعرفية أو ( البيئة العقلية )
2: الوظائف الذهنية أو ( الوظائف العقلية )
تشير البيئة العقلية إلى حالة التفكير التي توجد لدى الفرد في مرحلة من مراحل عمرة ,
أما الوظائف العقلية فتشير إلى العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها .
ويرى بياجة أن للتفكير وظيفتان هما :
1: التنظيم 2: التكيف
وتتمثل وظيفة التكيف في نزعة الفرد إلى التلازم مع البيئة التي يعيش فيها , وأن التكيف على أساس انه يتكون من عمليات متكاملة هم : التمثيل , الملائمة , التوازن .
التمثيل : هي عملية تحويل أو تغيير ما يواجهه الطفل من أشكال معرفية أو أشياء تناسب أبنيته المعرفية أو تُلائِمها , فهي عملية يتم من خلالها تشويه الأشياء لكي تتناسب مع ما يوجد لديه من خبرات .
الملائمة : هي عملية تحويل أ تغيير البُنَى المعرفية الحالية المتوافرة في خبرات الطفل , وتطويرها بشكل يناسب المنبهات أو المدركات التي يواجهها الطفل .
التوازن : يحدث النمو المعرفي عندما يواجه الطفل موقفا يؤدي إلى اختلال التوازن عنده بين ما لديه من مقدرات واستراتجيات وما يتطلبه الموقف المواجه , ويضطر الطفل إلى تطوير ما لديه , وإعادة تنظيم الموقف بما يتناسب والعناصر المستجدة عليه .
مثال توضيحي :
أم مع ابنها يمشيان في الحديقة وإذا بالطفل يرى عصفوراً فوق الشجرة فسأل أمه : ما هذا ؟! فالت له : عصفور (عندما تلقى الطفل هذه المعلومة تشكلت عنده بنية معرفية لم يكن يمتلكها من قبل )وبينما هم يمشيان فإذا بالطفل يرى حمامة فوق الشجرة , فنادى أمه فقال لها : أنظري انهُ عصفور (فهذا ما يسمى بعملية " التمثيل " ) فقالت أمه : لا يا بني هذا ليس عصفوراً , بل هو حمامة (عندما فهم الطفل كلام أمه و علم أن هناك فرق بين العصفور والحمامة و أنها ليس كمثليهما , عندها أجرى الطفل تعديلاً على بنيته المعرفية وطورها , وفي هذه اللحظة قام بما يسمى بالتوازن )
وهكذا فإن البنى العقلية للطفل تتغير و تتطور بفعل عامل الخبرة , وكناتج له , ويقترب الطفل من النضج خلال مروره بالمراحل النمائية العقلية التي حددها بياجة .
إرسال تعليق