يتمسك سريعو الغضب بكثيرٍ منالأفكار السلبية المعتمدة علي معتقداتهم عن الظلم أو الغبن إذ تري مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما يقيمون المواقف والأحداث استناداً إلي منظومة من المعتقدات والأفكار المتعلقة باستهداف الآخرين إهانتهم وظلمهم وسلب حقوقهم ومن هذه المعتقدات والأفكار:
(1)
 هذا ليس عدلاً! إنه وضيع!.
(2)
 كيف تجرؤ علي فعل هذا معي!.
(3)
 لقد فعل فعلته قاصداً إيذائي!.
(4)
 أنا لا أعنيه أو لا أمثل لهشيئاً!.
(5)
 لا يمكن أن يحصل علي كل ما يريده بهذه الطريقة!!
(6)
 سأعيده إلي رشده! إنه يستحق العقاب!!

وغالباً ما تسير الاستجابة الانفعالية في مثل هذهالحالة علي النحو التالي.
الحدث المهدد أو المنشط           المعني المدرك            استجابة البدن        التحدث مع الذات             الانفعال.
ويتوقف نمط الاستجابة الانفعالية ونوعها علي: معتقدات الشخص وأفكاره؛ خبراته أو تاريخه السابق مع العدوان؛ ومطالب الموقف الاجتماعي. فإذا تربي الطفل في منزل عدواني أو يشيع فيه السلوك العدواني واعتاد مثل هذا الطفل كظم غضبه الشخصي ليأمن بطش وجبروت الآخرين خاصة والديه واستمرت عملية عدم تعبير مثل هذا الطفل عن انفعالاته ومشاعره السلبية لمدة طويلة من الزمن فإنه يصبح أكثر عرضه للمعاناة من: الاكتئاب؛ المرض البدني؛ أو الانفجار في ثورات غضب وعنف ضد أشخاص لا ذنب ولا علاقة لهم بما يتعرض إليه أو تعرض إليه هذا الطفل. وقد يتعلم بعض الأطفال التوحد مع المعتدي مما يجعل من انفعال الغضب هو نمط الاستجابة السلوكية الأكثر احتمالاً عند تعرض مثل هؤلاء الأطفال لتهديدات فعليه أو متوقعة. ويمكن تمثيل هذا المعني بالشكل التالي  
الموقف المهدد أو المنشط---> المعني المدرك---> استجابة البدن---> التحدث مع الذات---> الانفعال-->الغضب كرد فعل

تذكر أن دورة استجابة الغضب علي النحو السابق تحدث في ثلث ثانية!!! وبعد سنوات طويلة من حدوث وتكرار هذا النمط من أنماط الاستجابة لخبرات ومواقف التفاعل الاجتماعي يصدر هذا النمط من أنماط الاستجابة عن الشخص بصورة آلية وتلقائية لأقل مواقف التفاعل الاجتماعي تهديداً سواء أكان تهديداً فعلياً أو مدركاً.
   ولكي يتم كسر دائرة الغضب وتغلب الشخص سريع الغضب علي ردود أفعاله اللحظية أو الفورية لابد من تعليمه مهارات تبطئه زمن رد الفعل أو زمن الرجع من خلال تعليمه مهارات الاسترخاء الذاتي عن طريق أخذ نفس عميق فور التعرض للموقف المنشط أو المهدد ثم تعليمه استجابة سلوكيةبديلة أكثر إيجابية وذلك بمراقبة وملاحظة وتغيير أفكاره الشخصية المنشطة لحالة الاستثارة مما يكسبه نوعاً من القدرة علي ضبط الذات وبالتالي التحكم في الاستجابات الآلية المندفعة التي اعتاد الإتيان بها حال تواجده في مثل هذه المواقف ومن هنا يمكن تقليل نوبات الغضب والسلوك العدواني المصاحب لها.
   وتأتي وجاهة الطرح السابق من التسليم بصحة الافتراض القائل بأن لكل منا صورة ذات يبنيها وفق معتقداته وأفكاره وخبراته السابقة فإذا اعتقد الإنسان في نفسه الكفاءة والقدرة علي التحكم في أفعاله وتصرفاته فإنه يتصرف بالفعل وفق صورة الذات هذه وبالتالي فنحن في واقع الأمرنعامل الآخرين بنفس الطريقة التي عاملنا بها الآخرون (الآباء، الأقارب، الأقران، المعلمون وغيرهم) في الماضي لذا فإن كسر دائرة الغضب التي أشير إليها يقتضي تخليص الشخص من منظومة الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تنشط أو تعزز انفعال واستجابة الغضب وذلك بتعليم ذلك الشخص متطلبات ومهارات تقييم استجاباته وتحديد تأثيراتها في الآخرين وتأثيراته بالتبعية عليه ويمكن تمثيل ذلك بالشكل التالي
الحدث المنشط أو المهدد---> المعني المدرك---> استجابة البدن---> التحدث مع الذات---> الانفعال--> استجابة الغضب-> التقييم
 
إذن الخطوة الأخيرة في هذهالسلسلة هي تقييم المرء لاستجاباته مما يترتب عليه فيما بعد تبرير مثل هذه الاستجابات والاقتناع بها أو الرضي عنها أو الإحساس بالخزى والندم والأسى. أو بصورة أكثر إيجابية اتخاذ قرارات تتعلق بالرغبة في التصرف الإيجابي في المرات القادمة. 
    وتجدر الإشارة إلي أنه يمكن تعليم الشخص كسر أو إيقاف سلسلة أو دورة سلوك الغضب عند أي مرحلة من مراحلها. ومع ذلك من السهل القيام بذلك في المراحل الأولي لهذه السلسلة أو الدورة. فقد يكون مجرد الاسترخاء وأخذ نفس عميق والتفكير في دلالة ومعني الحدث الذي تتعرض له خطوة إيجابية في طريق تعلم إدارة الغضب أو السيطرة عليه وترويضه تمهيداً لتعلم زيادة الوعي واستخدام استجابات بناءة للتعبير عن الغضب.

Post a Comment

Previous Post Next Post