أهمية القضاء
لا يستطيع أي شخص أن يباشر
القضاء بمحض رغبته وينصب نفسه قاضياً يحكم بين الناس حتى ولو كان مستجمعاً لشروط
ولاية القضاء، لأن القاضي يقوم بوظيفة القضاء التي
هي من وظائف الخلافة كما قلنا، فهو نائب عن
الخليفة في عمله القضائي، وهذا يعني أن وظيفة
القضاء من وظائف الدولة، فلا بد أن يتولاها الشخص
بتعيين ممن يملك سلطة التعيين باسم الدولة، وهذا
هو الخليفة أو من يخوله سلطة التعيين نيابة عنه.([1])
وقد ذكر الإمام ابن القيم
رحمه الله آيات وأحاديث تدل على أهمية القضاء:
1-
قوله تعالى:﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا
الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾[النساء: 58].
2-
قوله تعالى:﴿فلا تخشوا الناس واخشون ولا
تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾[المائدة: 44].
3-
قوله تعالى:﴿فأولئك هم الفاسقون﴾[المائدة: 47].
4-
قوله تعالى:﴿ وأن احكم بينهم بما أنزل
الله ولا تتبع أهوائهم﴾[المائدة: 49].
5-
قوله تعالى:«
يؤتى بالقاضي العدل يوم
القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قطّ».
6-
وروى الشعبي عن مسروق عن عبد الله يرفعه:«ما
من حاكم يحكم بين الناس إلا وكل به ملك آخذٌ بقفاه حتى يقف به على شفير جهنّم، فيرفع رأسه إلى الله فإن أمره أن يقذفه قذفه في مهوى
أربعين خريفاً».
7-
وقوله تعالى:«القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة، رجلٌ عرف الحق فقضى به فهو في الجنة،
ورجلٌ قضى بين الناس بالجهل فهو في النار، ورجلٌ
عرف الحق فجار فهو في النار».
8-
وقوله تعالى:«ويل للأمراء، وويل للعرفاء، ليتمينّ
أقوام يوم القيامة أن نواصيهم كانت معلقة بالثريا يتخلخلون بين السماء والأرض
وإنهم لم يلوا عملاً».
9-
وقوله تعالى:«من ولي القضاء فقد ذبح بغير
سكين».
10-
وقوله تعالى:«المقسطون عند الله على
منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، هم
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا».([2])
إرسال تعليق