وصايا إلى المتصدقين والمتصدقات
اعلم أيها المسلم أن المال مال الله سبحانه
وتعالى، وأنت مستخلف فيه، وسوف تقف أمامه يوم القيامة ليسألك عن مالك من أين
اكتسبته وفيم أنفقته، فمن جمعه من حلال طيب وأنفقه فيم شرع الله، يكون هذا المال
نعمة ويثاب على حسن تصرفه فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعما المال الصالح في يد الرجل الصالح" (رواه أحمد والحاكم).
ومن أفضل مجالات إنفاق المال في مصارف الزكاة والصدقات السابق الإشارة
إليها، وفي هذا الخصوص نقدم لك بعض الوصايا التي تحضك على الزكاة والصدقات
والمستقاة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اعلم أن الصدقة برهان على صدق إيمانك، فقد قرن الله الصدق
بالإيمان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "والصدقة برهان" (رواه مسلم).
سارع بالصدقة وأنت غني وفي عافية، فقد يأتي زمان لا تستطيع
الإنفاق وتضيع منك الفرصة، فقد قال الله تبارك وتعالى: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ
هُمُ الظَّالِمُونَ (254)[ (سورة البقرة: 254)،
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الصدقة عن ظهر غنى... الحديث" (رواه الدارمي).
اكتسب من حلال، وتصدق من حلال، فلا تقبل صدقة من حرام، يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم: "من
تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله تعالى إلّا الطيب – فإن الله تعالى
يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه (الخروف الصغير) حتى تكون
مثل الجبل" (رواه البخاري).
استثمر مالك عند
الله، فيكون العائد عليه أضعافا مضاعفة، فقد قال الله تبارك وتعالى: ]مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ
مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ (261)
[(سورة البقرة : 261).
ابدأ بالإنفاق
على أهلك وعلى أولادك وعلى والديك والأقربين فهذا من الصدقات إذا كنت تحتسب ذلك
عند الله، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها،
كانت له صدقة" (رواه مسلم).
لا تبخل بالإنفاق في سبيل الله فإن ذلك من أفضل الصدقات، فقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل
دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في
سبيل الله" (رواه مسلم).
أنفق على
الأرملة والمسكين لإدخال السرور عليهم، فإن ثواب ذلك الجنة، فقد قال الرسول صلى
الله عليه وسلم: "من أدخل على
أهل بيت من المسلمين سرورا، لم يرض الله له ثوابا دون الجنة" (رواه الطبراني).
رقق قلبك وعالجه من مرض القسوة بالزكاة والصدقات وكفالة اليتيم،
فقد روي أن رجلا شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال له: "امسح على رأس يتيم، وأطعم المسكين" (رواه أحمد).
استعد أيها الشيخ البخيل للقاء الله والوقوف أمامه للمحاسبة:
لماذا لم تطعم المسكين؟، ولماذا لم تكفل اليتيم؟، ولماذا لم تقدم العون للفقراء
والمساكين؟، يقول الله تبارك وتعالى: ]أَرَءَيتَ الَّذيِ يُكَذِبُ بِالدّيِن(1) فَذَلِكَ الذِي
يَدُعُّ اليَتيِمَ(2)ولا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ(3)فَويلُُ
لّلمُصَلّيِنَ(4)اَلَّذِينَ هُم عَن صَلَاتِهِم سَاهُونَ(5)اَلَّذِينَ هُم
يُرَآءُونَ(6)وَيَمنَعُونَ اَلمَاعُونَ(7)[ (سورة
الماعون).
إرسال تعليق