لمن تُعطى الزكاة والصدقات (مصارف الصدقات)
لقد تضمن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصارف الزكاة والصدقات ولم يترك
أمر ذلك لنبي أو لرسول، فهي على النحو التالي:
أولا: مصارف الزكاة:
يقول الله سبحانه وتعالى عن مصارفها
في القرآن الكريم: ]إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ [ (سورة التوبة: 60).
ولقد استنبط الفقهاء من هذه الآية
مصارف زكاة المال على النحو التالي:
1- الفقراء: الذين لا مال ولا كسب لهم يكفيهم الحاجات الأصلية
للحياة الكريمة من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم وزواج ونحو ذلك، أي يعيشون دون
حد الكفاية.
2- المساكين: الذين لا مال ولا كسب لهم يكفيهم الحاجات الأصلية
للحياة الكريمة لمدة عام وذلك عند رأي جمهور الفقهاء، ويرى بعض الفقهاء أنه لا فرق
بين الفقراء والمساكين ولكن يشتركا في أنهما دون الكفاية.
3- العاملون عليها: ويقصد بهم من يتولون كافة أمور الزكاة بشرط أن لا يزيد
ما يحصلون عليه عن أجر المثل ولا يزيد إجماليه عن الثمن من إجمالي حصيلة الزكاة
وذلك في حالة عدم قيام أي جهة بالسداد لهم مثل الدولة.
4- المؤلفة قلوبهم: وهم من يرجى إسلامهم من أهل الرأي والنفوذ ولهم دور في
صلاح المسلمين وحمايتهم في ضوء المصالح الشرعية.
5- في الرقاب: ويقصد به تحرير الإنسان من العبودية والقهر والتسلط، ومن
الأمثلة المعاصرة على ذلك الإنفاق على تحرير الأسرى والمعتقلين ومن في حكمهم من
الذين يجاهدون في سبيل الله عز وجل.
6- الغارمون: وهم الذين أثقلتهم الديون ومن أصابتهم الكوارث والمصائب
ومن في حكمهم، كذلك ما ينفق في إصلاح ذات البين.
7- في سبيل الله: ويراد به الإنفاق بصفة عامة لجعل كلمة الله هي العليا،
ولحماية الدين لدفع الشبهات عنه ولحماية الأقليات المسلمة المضهدة في بلدان
العالم، وهناك من الفقهاء من يقصر هذا المصرف على القتال في سبيل الله.
8- ابن السبيل: ويقصد به المسافر مهما كانت مسافة سفره وطرأت عليه
الحاجة إلى المال لأي سبب مشروع، ويدخل في هذا المصرف في التطبيق المعاصر المهجرين
بسبب الحروب والفياضانات والكوارث، وكذلك طلاب العلم الوافدين الذين انقطعت مصادر
مواردهم المالية.
إرسال تعليق