بدايات التحقيق:

·       يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود ، يدفعونك ويجرونك بهمجية.

·       قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.

·  من حقك أن تنام وتأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها أحيانا، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، خصوصا النوم ... وعليك أن تصمد .

·       تعود على زنزانتك وتآنس فيها بكتاب الله وبعبادة ربك وذكره { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فزنزانتك بر الأمان المرحلي لك ، وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار.
·  وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها وقد تكون كاذبة فإياك أن تثق  بهم ، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله معك بمعية النصرة فقد نصرت دعوته ودينه وجاهدت في سبيله ولينصرن الله من ينصره ؛ وتذكر أن إخوانك في الخارج لا ينسونك بالدعاء ، وأن الدعوة والجهاد لا ينقطع باعتقالك ، وأن أهلك وإخوانك يهمهم ويرفع معنوياتهم ثباتك و صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك وإخراجك .

ثم تبدأ مراحل التحقيق: إنسان ذو قضية، مجاهد عقائدي وحيد صلب عنيد، معزول لا يملك سلاحا إلا إيمانه بأن الله معه وكفى بذلك سلاحا يقهر به الجبابرة ، وثباته واحتماله وصموده عزة له ولدينه وأن الله لا يضيع ذلك له بل محصيه مدخر لأجره وثوابه ، وهذا هو أنت، في مواجهة موظف ينتظر راتبه في نهاية الشهر، بلا عقيدة أو مبدأ، يستمد قوته من رتبته وجدران قلعته، ومن أسلحة آلاف الجنود الذين يحيطون به، دون أن يكون لهم أي شأن معك، ومن صلاحيات محددة له لا يستطيع تجاوزها، وهذا: هو المحقق.

والمكان: ساحات وأقبية وغرف التحقيق :

فتارة يحقق معك في غرفة يجلس فيها المحقق إلى مكتب وربما حقق معك وأنت واقف أمامه بعيدا عن المكتب كي لا تنظر إلى أوراقه بعد نزع العصابة عن عينيك وربما حقق معك وأنت مغمى العينين في بعض الأوقات وربما أجلسك على كرسي مقابل له بعيدا عن مكتبه .. وربما حقق معك في ساحة التعذيب ويتعمد أن يريك العصي المكسرة على أرجل آخري والعصي الأخرى التي تنتظرك وأدوات التعذيب ويتجاذبك جنودهم ويسبوك ويهددوك وقد يكونوا في هذه الأوقات مقنعين كي يدخلوا الخوف إلى نفسك  فلا تخشهم وتذكر أنهم جميعا ذباب ولا يساوون عند الله جناح بعوض لأنهم لا مبدأ لهم ولا عقيدة ولا غاية إلا راتبهم ورضى أسيادهم ..
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى         وذبابه؛ أتخاف من ذبان؟

وتأكد أنك أعظم منهم في نفوسهم فهم يعرفون في قرارة أنفسهم حقارتهم وويعلمون عزتك وإن كتموا ذلك عنك لأنك صاحب مبدأ وعقيدة وجهاد وأنك مهما كنت وحيدا فأنت عزيز بهذه العقيدة ولذلك فهم مهزومون نفسيا أمامك وإن قلوا أدبهم وتطاولوا عليك إرضاء لأسيادهم.

Post a Comment

Previous Post Next Post