الحديث وأثره على العلاقات الاجتماعية
الحديث هو جزء هام من حياتنا الاجتماعية ، إن لم يكن أهم جزء فيها على الإطلاق   وكما أن للحديث آدابا يجب التمسك بها ، فإن له أيضا أصولا وقواعد . لكن هناك بعض النصائح التي تخرج عن هذين المجالين وتؤثر في حديثنا إن التزمنا بها وهي:
1- إظهار التقدير للآخرين أثناء الحديث لكسب محبتهم :
سئل أحد كتاب القصة عن سر نجاحه ، فقال إنه بسبب حبي للشخصيات التي أتناولها وإهتمامي بها . فإذا كان هذا هو منطق كاتب يتعامل مع شخصيات وهمية من وحي خياله ، فما بالك بمقدار الحب والتقدير الذي يجب أن يكنه كل منا للآخر من خلال معاملاتنا وجها لوجه . هذا قد يتطلب بعض الجهد والوقت لنهتم بالآخرين   ونقدرهم ونتخلص من قدر كبير من أنانيتنا .
وهناك أشياء صغيرة يمكن أن نفعلها فتؤتي أثرها الطيب ، كالمجاملة في المناسبات وتحية المعارف و الأصدقاء والجيران بود وحرارة ، فهذا له أثره الطيب على علاقتنا معهم .
2- الابتسامة :

للابتسامة أثر طيب في التعامل مع الناس ، فلا معنى أن نوجه كلمات طيبة للآخرين بوجوه عابسة . وهناك مثل صيني يقول :( إذا كنت لا تبتسم فلا تفتح متجرا.) فالإبتسامة هي رسول النوايا الحسنة والمساعي الحميدة . فإذا ابتسمت أمام شخص متعكر المزاج ستعيد الإشراق إلى نفسه ويقبل على الحياة .
3- تذكر دائما أسماء جميع من تتعامل معهم :
إحرص على تذكر أسماء كل من لك بهم علاقة ، فذلك يشعرهم بأهميتهم، ويكسبك محبة وصداقة الناس .فالناس بطبيعتهم يفتخرون بأسمائهم ، ويسعدهم ذكرها .
وكان من المعروف عن الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت أنه كان يتذكر أسماء كل من يتعامل معهم حتى العمال البسطاء . وكان هذا هو سبب حب وتقدير واحترام كل من تعامل معهم.
4- حدث الناس عما يحبون سماعه :
حتى يستمتع الناس بحديثك ، حدثهم عما يحبون سماعه . اختر من الموضوعات ما يستهويهم ويمس حياتهم . حدثهم عن مشكلاتهم وقدم مقترحاتك المخلصة لحلها . إن هذا يشجع المستمعين على الإستجابة لك والتقرب منك ، كما أنه يشعرهم بأن وقت الحديث لن يضيع هباء .
ذلك لا يعني أن تركز على ما يمتع الآخرين فقط وإهمال ما يمتعك أنت . ومن المتوقع أنك ستجد كثيرا من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك بينك وبين من تحدثه .
5- اهتم بمن تحدثهم يهتمون بك:
احرص على أن تهتم بالآخرين أثناء حديثك إليهم ، لا تشعرهم بالإهمال ، فأنت بذلك تكسب اهتمامهم بك كرد على سلوكك الطيب تجاههم .
وكمثال لذلك : افترض أنك دخلت على أحد الموظفين الحكوميين بعد الساعة الواحدة ظهرا، بعد أن شعربالملل من كثرة الحديث مع مراجعيه ، فوجدته متعكر المزاج ، فلوبدأت حديثك معه عما تريده منه مباشرة فلن يستجيب لك نفس الإستجابة مثلما يفعل لو بدأت حديثك معه بالثناء على ذوقه في الملبس أو سألته من أين يشتري قمصانه ، لأن ذوقه جميل
كماأن استخدام عبارات مثل :( آسف لإزعاجك ………) أو ( هل تسمح لي أن …….)أو (أيمكنني…….من فضلك) له وقع ممتاز في نفس المتلقي ، ويشعره بالتقدير والإحترام والأهمية ، ويزيل الكثير من العقبات التي تعترض تعاملات الناس بعضهم مع بعض.

Post a Comment

Previous Post Next Post