مهنة
التدريس ؟
التدريس
رسالة :
شخصية
تنظر إلى دورها في التدريس على أنه رسالة تؤدّى ، وليس وظيفة مقابل أجر . وشخصية
تضع نصب عينيها أن هذه المهنة ، هي مهنة الأنبياء والرسل وأصحابها هم ورثة
الأنبياء وهم الذين يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور
العلم والإيمان والمعرفة . وحسْب المعلم شرفاً أنه دال على الله تعالى , يرشد
الناس إلى الطريق الموصلة إلى خالقهم وباريهم , ويدلهم على معبودهم ومربوبهم
والغاية التي من أجلها خلقوا ، علاوة على تعليمهم الخلق القويم والسبل التي تكفل
لهم حياة طيبة .
العلم ميراث النبي كما أتـــى في النص والعلماء هم وراثه
ما خلف المختار غير حديثه فينا فـذاك متـاعـه وأثـاثه
ولا شك أن النظرة لهذا العمل على أنه رسالة
يجازي الله عليها أفضل وأعظم من النظرة إليه على أنه أداء لواجب وظيفي يستوي مع
واجب أي موظف آخر .
يجب
أن نعلم أن
حضارة الغرب وثقافتها ومذاهبها المتعددة أفلست ، وسوف تفصح عن ذلك إن عاجلاً أو
آجلاً .
وأن
الإسلام وحده هو الذي يستطيع أن يقوم بعملية الإنقاذ وأن يحقق كل ما تريده
الإنسانية
والمشكلة
الآن هي مشكلة الدعاة في كل مجال ، فالمعلم في مدرسته وفي فصله لابد وأن يكون
داعية .
فإن
الأمم اليوم تجتمع على محاربة الإسلام قوى رهيبة مثل : الصهيونية والشيوعية ،
والإباحية ، والاستعمار المنظم ، والانتهازية ، ... وهي مسلحة بالقوة المادية
والعلمية والحضارية ... ومن أجل ذلك فإنه يحتاج أن يكون كل مسلم داعية في مجال
عمله .
لاسيما
والميدان فارغ ، وهو بحاجة إلى مزيد من الدعاة الأكفاء الذين يحسون بعظم المسئولية اليوم ، ويشعرون بالمخاطر التي تهدد
دينهم وأمتهم وعالمهم الإسلامي .
لكن
المعلم يعيش بين عناء الوظيفة وشرف المهنة :
لذلك
نقول يا أيها المعلم : إن مهمتك عصيبة جداً ، ولكنك داعٍ إلى الله ، وحامل
لواء المسلمين فلا يؤتى الإسلام من قبلك ، وهنيئاً لك ، [ ومن أحسن قولاً ممن دعا
إلى الله ] وهنيئاً لك أنك تُعلم الناس
الخير ، وهنيئا أن الله تعالى في عليائه وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في
جحرها وحتى الحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير .
وكما
تعلمون أن سياسة التعليم يجب أن تنبثق من
الشريعة الإسلامية ، ويجب أن تكون لها أهداف وغايات عظمى لا يمكن أن تتحقق ( بعد توفيق
الله ) إلا من خلال معلم ذي شخصية سوية في صفاتها وخصائصها ، في آمالها وتطلعاتها
، في مقاييسها وموازينها ، لم تمسخ فطرتها ، ولم تنحرف أفكارها .
Post a Comment