النذور
      يقصد بالنذز بأنه التزام أوعهد أخذه المسـلم على نفسه بعمل خير أو معروف أو تقديم صدقة أو القيام بأعمال تعبدية أو نــــحو ذلك بخلاف المفروض والواجب عليه إذا تحقق له أمر يأمله وليس شرطـا على الله.

      والنذر من الأمور الواجب الوفاء بها، وهو مشـروع بالكتــــاب والسنة والإجماع، ودليل ذلك من الكتاب قول الله تبارك وتعالـــى:
]يُوفُونَ بِالنــــــــتَّذْرِ وَيَخَافُـــونَ يَـــوْمــاً كـــَانَ شَــــــرُّهُ مُــــسْتَطِيراً [ (سورة الانسان: 7)، وقوله عزو جل: ]ثُمَّ لْيَقْضُـــوا تَفَثَهُـــــمْ وَلْيُــــوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ[ (سورة الحج: 29)، والدليـل مـن السنــــة النبوية الشريفة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيـع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" (رواه البخاري)، ولقـد أجمــع الفقهاء على مشروعية النذر فيما يتفق مـع أحكــام ومبـادىء الشـــريعة الإســلامية.

  وتقسم النذور إلى نوعين هما:
- نذر معلوم على شرط الإنســان، ويــجب الـــوفاء به إذا تــحقق هـذا الشرط، ويرى بعض الفقهاء أنه لا يجب الاشتراط على الله، بل يــجب على الإنسان أن يقدم الطاعة أولا.

- نذر معلوم غير مقرون بشرط، ويقوم به الإنســان طــاعة إلـى الله ويرجو أن يحقق الله  مقاصده المشروعة.

      والنذر عهد والتزام ودين في ذمة المسلم يجب الوفاء به ولا يتقادم ولا يسقط، وإن مات المسلم وعليه نذر يجب على الورثة الوفــــاء به، ودليل ذلك أنه جاءت إمرأة إلى النبي صلى الله عليـــه وسلــم فقــــالت:    "أمي نذرت أن تحج حتى ماتت، فأحـج عنهـا؟ قــال: "نعم حجــي عنها،  أرأيت لو كان عليها دين أكنت قاضيه، اقضــوا الله فـالله أحــق بالوفاء" (متفق عليه).
       
     ويقول الفقهاء من نذر أن يصــــوم وعجزعن ذلك بسب مرضـــه، فعليه كفارة اليمين أن يطعم عن كل يوم مسكينا، ومن نذر أن يتصدق وعجز عن ذلك، عليه كفارة اليمين، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين"  (رواه الترمـــذي). 

Post a Comment

Previous Post Next Post