خماسية التحفيز
كيفية تحفيز
الأتباع والمرؤوسين، نظريات التحفيز هما نظرية الاحتياجات
الإنسانية ونظرية التوازن. النظرية الثالثة والأهم، وهي
خماسية التحفيز.
والعوامل الخمسة هي:
أولا: الاستحواذ على القلوب. ويتم ذلك
عبر:
1. بلورة رؤية مفجرة للطاقات وصورة مشرقة للمستقبل تكون باعثاً ومحركاً
يدفع الإنسان للنهوض مبكراً وترك دفء الفراش والإسراع للعمل.
2. تحقيق الاستقرار العائلي. عندما يلمس الموظف اهتمام مؤسسته باستقراره
العائلي من خلال الرعاية والاطمئنان اللازمين، فإن ذلك يشيع البهجة في القلب
والرضى مما يجعل الإنسان قادراً على العطاء والإنتاج. ومن أمثلة ذلك سؤال عمر بن
الخطاب لابنته حفصة: أي بنية كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت: شهراً واثنين وثلاثة،
وفي الرابع ينفذ الصبر. فجعل ذلك مدة البعث في الجهاد حتى لا يتغيب الرجل أكثر من ذلك
عن زوجته.
ثانياً: التلاحم والاندماج بين الإدارة
والعاملين. ويتم ذلك عبر:
1. الإصغاء الفعال للآراء والمقترحات المقدمة من الموظفين. كما أن المؤسسات
الكبرى تنفق ملايين الدولارات على استطلاعات الرأي كي تصل إلى فهم أعمق لسلوك
الزبائن.
2. التواصل المتبادل مع العاملين، بحيث يتيح التواصل المفتوح بين الإدارات
تبادل الخبرات والمعلومات بشكل رسمي أو غير رسمي. وقد طبق الرسول عليه الصلاة
والسلام هذا في مواقف عدة منها استجابته لمشورة سلمان الفارسي في حفر الخندق.
ثالثاً: إشعار العاملين بملكيتهم للمشروع وشراكتهم فيه. ولذلك أثر كبير على
نفس العامل وأدائه. ويتم ذلك عبر:
1. إسقاط الحواجز المعنوية بالتقليل من المستويات الإدارية المتعددة في
المنظمة. إن إقفال المسؤولين للأبواب وابتعادهم عن العاملين والأتباع يشعر الموظف
بأنه يعمل لحساب الغير، وهو شعور محبط. وقد كان شرط عمر بن الخطاب في التولية
"أريد رجلاً إذا كان أميرهم كأنه رجل منهم، وإذا لم يكن أميرهم كان
أميرهم".
2. الشفافية أو نشر الأسرار. إن إعطاء العامل أسرار المنظمة وإطلاعه على
الوضع المادي للمنظمة يشعره بمدى ثقة الإدارة به ويزيد من إحساسه بالمسؤولية
تجاهها. مع وجود حالات قد تتطلب الكتمان أو محدودية الإطلاع. فقد كتم الرسول صلى
الله عليه وسلم نيته فتح مكة في حين أعلن نيته الهجوم على خيبر وقام بتوزيع
الغنائم بشكل علني في حنين.
3. المشاركة في السراء والضراء. إذ لا
ينفع أن تكون المشاركة في اتخاذ القرارات ورسم الخطط فقط، وإنما يجب أن يكون
الموظف شريكاً في النتائج المادية التي يتم تحقيقها نتيجة لذلك. مما يشعره
بالالتزام والشراكة في المنظمة.
رابعاً: تعزيز التعليم والتدريب، فنحن نحيا في عالم سريع التغيير تتضاعف
فيه المعارف والمعلومات وعلينا أن نواكبه حتى لا نتخلف عنه. ويتم ذلك عبر:
1. توفير الأمن الوظيفي، لا
الوظيفة الآمنة. فالمؤسسة التي لا تمنح الموظف وظيفة دائمة يشعر أفرادها بالضيق
وعدم الاطمئنان، أما المؤسسة التي تعطي الفرصة للموظف لتطوير نفسه وتحسين أدائه
فتعطيه الثقة بالنفس وبقدرته على الالتحاق بأي مؤسسة أخرى في حال تركه العمل معها.
وانعكاس ذلك على جو العمل والانتاجية سيكون إيجابياً بدون شك.
2. تشجيع التعليم المستمر. وذلك عبر توفير برامج تدريبية منهجية متلاحقة
وتوفير منح دراسية للراغبين، إذ أنه "لا يمكن تطوير المؤسسة دون تطوير
العاملين فيها". وهذا ما حث عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله: ومن سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة.
خامساً: التمكين وتحرير الفعل. أي منح الموظفين الحرية الحقيقية في
تصرفاتهم وأفعالهم والسماح لهم باتخاذ القرارات المناسبة في ضوء سياسات الشركة.
وذلك عبر:
1. حرية المحاولة والخطأ. عندما تقدر الإدارة محاولات الموظف في التجريب
والإبداع سعياً لتحقيق أهداف المؤسسة يتحول الالتزام إلى تفاني إخلاص شديد. كما أن
الناس بشعر بإنسانيتها من جراء خطأهم وصوابهم.
2. تصميم برنامج خاص للتمكين والتحرير. وقد يشمل مثل هذا البرنامج الإعلان
شهرياً عن إجراءين أو تصرفين لم يعد من المهم الحصول على توقيع أو موافقة الإدارة
عليهما قبل القيام بهما. كما يمكن أن يتضمن البرنامج وضع تحديات أمام العاملين
تلهب مشاعرهم وحماسهم بأفكار جديدة يمكن أن تحقق نتائج مذهلة.
ولا يفوتنا أن نلفت النظر إلى أن شخصية القائد وتصرفاته تشكل عامل تحفيز وإلهام لأتباعه إن أحسن استغلالها. ولعل مما يتميز به القائد المسلم عن غيره من القادة ما يلي:
? النية الصالحة الصافية التي تصفي العمل من شوائب الدنيا وأهوائها، فتجعل
كل خطوة وكلمة لله سبحانه وتعالى، فهو بالله ولله ومع الله.
? الربط بين العمل الدنيوي والهدف الأخروي، مع الارتفاع والسمو لما عند
الله. فهو يقصد وجه الله في كل أعماله.
? الالتزام بقيم الإسلام العظيمة وقواعد الحلال والحرام في المعاملات
التجارية ومع من يرأسهم وأمام من هم أعلى منه. فهو يخشى الله في كل أعماله ويلتزم
بشرعه ما أمكن.
? الاقتداء بالنموذج القيادي الأعلى محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه
الكرام ومن سار على نهجهم من التابعين.
Post a Comment