الخصائص البشرية بمنطقة سيدي مومن
تكاثر السكان والبنية العمرية
تعرف مقاطعة
سيدي مومن نمو ديمغرافيا استثنائا والذي يبلغ نسبة 12 في المائة بالنسبة للتزايد السكاني،
في حين أن المعدل الوطني لا يتعدى 1.3 في المائة، ونأخذه بعين الاعتبار في طرح الإشكالات
والإكراهات التي يمكن أن تواجه منطقة سيدي مومن، وعلى رأسها مشكل السكن غير اللائق
والذي بذل فيه مجهود كبير رغم أننا لم ننته بعد، من خلال مجموعة من التراخيص لمجموعة
من التجزئات القائمة الذات، والتي كانت ملاذا لسكان كريان طوما أو السكويلة، دون أن
ننسى عملية الترحيل التي تتم هذه الأيام لساكنة كاريان زرابة. ويبقى أمامنا مشكل رئيسي
هو كريان الرحامنة، الذي نتمنى أن تتم عمليات ترحيله في القريب العاجل، وبالتالي تحصل
الساكنة على قطع أرضية حتى تستفيد هي الأخرى بنفس المعايير والشروط التي استفاد بها
من سبقوهم. كما لا يفوتني أن أتحدث عن مشروع كبير وهو الترامواي، الذي ينطلق من مقاطعة
سيدي مومن، والذي استطاع أن يغير معالم التنمية ويمنح المنطقة رونقا وجمالية، كما نتحدث
هنا عن أكبر مركز للصيانة والمراقبة على المستوى العالمي.
سيدي مومن وحده يضم
7 آلاف 'براكة'
يتغير وجه سيدي مومن
بالتدريج في خضم عمليات الهدم الجارية لعدد من "البراريك"، التي كانت تطوق
المنطقة من كل الجهات، حتى أصبح اسم "سيدي مومن" مرتبطا بالعشوائية والفوضى لأن المنطقة تخلصت من كرياني "طوما" كأكبر
مجمع لدور الصفيح باحتضانه لحوالي 6 آلاف "براكة" إضافة إلى كريان زرابة
الذي يؤوي 7 حوالي 700 "براكة"، فإن سيدي مومن في طريقه إلى أن يخلو في المستقبل
القريب من الدور الصفيحية التي كانت في وقت سابق تناهز 23 ألف "براكة"، حسب
ما عبر عنه بريجة بنبرة متفائلة.
لا وجود "لبراكات"
بسيدي مومن تفتقد إلى شروط العيش الكريم، أو فضاءات عشوائية تشوش على المشاهد العامة
لمدينة الدارالبيضاء، وهناك آفاق تحمل الاستقرار النفسي والاجتماعي لسكان المنطقة"،
هكذا تحدث أحمد بريجة، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، في محاولة رصد التغير
الطارئ على واقع المنطقة، بعد الخلاص من طوما، كأكبر"الكريانات" التي بقدر
ما كانت تحتضن عددا هائلا من "البراريك" بقدر ما كانت مشاكل سكانها متضخمة
ومعقدة، استدعت بذل الجهود للقضاء على دورها العشوائية وتعويض سكانها ببقع أرضية.
فالنجاح في تفريخ
المنطقة من حوالي 6 آلاف "براكة" لـ"لكريان" طوما ثم 700
"براكة" لـ"كريان" زرابة هو إشارة إلى أن الإجراءات المبذولة تتخذ
منحى إيجابيا بعد بلوغ مستوى متقدم يتجسد في العدد المتبقي من "البراريك"
الذي يقارب حوالي 7 آلاف "براكة" تتوزع ما بين 6 آلاف "براكة"
بـ"كريان" الرحامنة وألف موزعة في "جيوب" (كريانات صغيرة).
ويطمح أن تكون منطقة
سيدي مومن خالية في المستقبل القريب من أي "براكة"، خاصة أن دوار الرحامنة
سيجري إخلاؤه بدءا من الشهور القليلة المقبلة، بعدما جرى اقتناء حوالي 100 هكتار بالمحمدية
لفائدة سكانه، فيما سيعوض سكان "طوما" و"زرابة" ببقع أرضية بالمكان
نفسه، الذي كان يحتضن "البراريك"، إلى جانب بقع أرضية بتجزئة الفلاح بطريق
أناسي.
ان إجلاء منطقة سيدي
مومن من دور الصفيح، التي كانت تقدر بحوالي 23 ألف "براكة"، ليس أمرا يسيرا
اعتبارا إلى جملة من العراقيل والإجراءات المركبة، لكن توحد جهود المعنيين بالشأن المحلي،
واستجابة السكان لعمليات الترحيل، ساعدا على قطع أشواط مهمة في القضاء على هذا النوع
من السكن العشوائي، لتبقى حوالي 7 آلاف "براكة" بالمنطقة من المزمع التخلص
منها وفق تدابير محكمة ستجعل من منطقة سيدي مومن نموذجا يحتذى به في ما يتعلق بمحاربة
دور الصفيح.
المساهمة في حل إشكال
7000 من دور الصفيح المتواجدة بكاريان الرحامنة وسط مقاطعة سيدي مومن، التي تحتضن لوحدها
6000 براكة تقريبا، إلى جانب مجموعة من الجيوب المنتشرة عبر تراب المقاطعة، دون الحديث
عن الدور الآيلة للسقوط، والتي يبقى عددها محدودا مقارنة مع باقي مقاطعات مدينة الدار
البيضاء
من أجل واقع جديد
ويجد المتحدث في
مسألة تعويض السكان ببقع أرضية تصل إلى 84 مترا مربعا، مناصفة بين أسرتين، مكسبا ملائما
للاستقرار الاجتماعي والنفسي، بعدما كانوا يقطنون "براريك" لا تتجاوز مساحتها
20 مترا مربعا.
وأوضح أن الأسرتين
ستدفعان 40 ألف درهم كثمن رمزي للبقعة لتتكفلا ببناء مسكنهما اعتمادا على إمكانياتهما
الخاصة أو بإشراك "طاشرون" في البناء مقابل حصوله على جزء من المسكن، حسب
الاتفاق المبرم بينهم.
أن الواقع الجديد
لمنطقة سيدي مومن في ظل القضاء على كرياني "طوما" و"زرابة"، هو
دفعة قوية لمواصلة الجهود قصد التخلص من "البراريك" المتبقية والمحدودة،
والتي ستُتخذ حولها تدابير مرضية لسكانها وللبيضاويين.
إن الدارالبيضاء
ستستطيع في أفق قريب أن تكون مدينة خالية من "البراريك"، وهو الحلم الذي
اعترته بعض الإكراهات القابلة للتجاوز، مادامت هناك مساع حثيثة لإنجاح برنامج محاربة
السكن غير اللائق.
مسلسل الإجلاء
دوار السكويلة الذي
غادره سكانه بإيعاز من السلطات، مقابل تعويضهم ببقع أرضية بالمنطقة ذاته، حيث جرت عمليات
هدم "البراريك" في أجواء عادية، جراء تقبل السكان قرار ترحيلهم والاستعاضة
عن "البراريك" بمساكن ملائمة.
وتشهد أرض
"السكويلة" ورشات البناء لإعادة إيواء السكان الذين يطمحون تغيير واقعهم
الاجتماعي العشوائي نحو واقع اجتماعي منظم وفق معايير توفر لهم الراحة النفسية.
من جهة أخرى
هناك عددا من "الكريانات" (الكريمات وسنطرال، وباشكو واشندير ..) استخلصت
من روايات سكانها أنهم بحق السكن اللائق، اعتبارا للوضعية الاجتماعية الهشة التي يعانونها
وسط دور مهترئة ومتهالكة، خاصة أن معظم هؤلاء السكان يعجزون بإمكانياتهم المادية المحدودة
عن توفير سكن بديل.
كما أكدت الأسر المطالبة
بترحيلها من "الأحياء العشوائية" بأن وجودها في مساكن تخلو من معايير البناء
السليم هو "خطر محدق" يهدد سلامتهم وأمنهم باستمرار، غير أنهم لا يجدون بدا،
غير البقاء فيها وترقب تدخل المسؤولين والجهات المختصة للتعجيل في إسكانهم.
إرسال تعليق