الموسيقى الكمبيوترية  



هي عبارة عن خليط من تقنية الكمبيوتر المتفوقة والإبداع الموسيقي عند الإنسان، وقد توصل مبدعو البرامج الموسيقية التي لقنت للكمبيوتر إلى نتائج مذهلة، حيث إن السامع العادي لهذه الموسيقى يطرب لها دون أن يدري أن الكمبيوتر قد صنعها.

وبغض النظر عن اكتشاف أصوات إلكترونية جديدة، فإن هناك إحدى أهم المسائل التي تقف أمام المبرمج وهي أن يضع برنامجا يقلد فيه أصوات الآلات الموسيقية الكلاسيكية بذاتها.

إن استعمال الكمبيوتر يجيب قبل كل شيء عن رغبة وحاجة مؤلف الموسيقى في أن يفرض سيطرته عليها بالشكل المطلوب، فهنالك طريقتان لتأليف الموسيقى :

الطريقة الأولى:

يوضع برنامج لقطعة موسيقية معينة، وبإدخالها للكمبيوتر تقوم وحدات المعالجة المركزية بالتعامل مع هذا البرنامج، وبعد تحليله يقوم الكمبيوتر وبناء على أوامر منا بإصدار نغمات موسيقية على نمط القطعة الموسيقية المدخلة، وهنالك شرط مهم وهو أنه لا بد لوحدات المعالجة المركزية أن تكون مصنوعة أصلا في الحاسوب "الكمبيوتر" لقبول ومعالجة هذا النمط من الأوامر الموسيقية. ويتضمن الكمبيوتر أيضا وحدات معالجة خاصة بالصوت ومكبرات داخلة في صنعه.

الطريقة الثانية:

وتختلف هذه الطريقة عن سابقتها في أن المؤلف يقوم بتأليف السلم الموسيقي للقطعة التي يختارها هو عن طريق نظام مصنوع ومدخل مسبقا للكمبيوتر من أجل حفظ القطعة الموسيقية وتجربتها وإعطاء الحلول المناسبة لها وتطويرها.

هذه الطريقة هي خليط ما بين الإبداع الموسيقي عند المؤلف وبين الكمبيوتر، فيما يقوم المؤلف "عن طريق النظام" باختيار "الأوركسترا" المطلوب مؤلفا من الآلات الموسيقية المرادة، ويقوم بعدها بتحديد "السلم" الموسيقي الذي سوف تعزفه هذه الآلات في الوقت المحدد والمعطيات الضرورية.

إن أولى الآلات الموسيقية الميكانيكية المبدأ والصنع كانت قد وجدت في القرن السادس عشر الميلادي، وفي نهايته كانت قد انتشرت صرعة الأجهزة الميكانيكية الموسيقية، وقد اشتهر في تلك الفترة بالذات جهاز "كيرخنر" الذي صمم عام 1549 ميلادية.

ومن الممكن أن نجري تحليلا منطقيا موجزا ل"ذاكرة" هذا الجهاز "التي هي عبارة عن اسطوانة ضخمة". إن اسطوانة الجسم الميكانيكي هذا تدخل في طور الحركة بواسطة دفع ناعورة ماء، وتحمل الأسطوانة هذه على سطحها نتوءات "التي تشكل بحد ذاتها المعلومات المحفوظة عليها" حيث بدوران هذه الأسطوانة تقوم هذه النتوءات بضغط أذرع والأذرع بدورها تحرك أنابيب هوائية مصدرة الأصوات المطلوبة. وحتى الصناديق الموسيقية المصنوعة على أساس "الديسك" الموسيقي "الذي هو ربما سلف الديسك الممغنط المرن" تحمل اسطوانتها الصغيرة على سطحها نتوءات وثقوبا، ومجموعة هذه النتوءات تشكل المعلومات التي بتسلسلها يتشكل الضغط على الإبر الصوتية.

بعد قرن من الزمن حدثت قفزة نوعية للتمدن فقد سجل الأوركستر بواسطة آلات موسيقية مبرمجة، والحامل الجديد لهذه المعلومات هنا هو عبارة عن شريط ورقي عليه "في حالة التسجيل الأصلي " سجل ارتفاع نبرات الصوت "النغمات " وتسلسل هذه النغمات وقوة الضرب على الأزرار ... إلى آخره..

Post a Comment

Previous Post Next Post