فإن البشرية لم تعرف كتابًا حظي بالدرس، والتمحيص، واحتفاء الناس به كما هو الحال مع القرآن العظيم فمذ تنزل الوحي على قلب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتوقف تأثير هذا الكتاب على قلوب الناس وعقولهم، وذلك لأنه نزل مفصلاً، قيمًا، متصفـًا بمعجز النظم، كما في قوله تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت/ 42)، جعله الله متلوًا لا يمل على طول التلاوة، وعجيبًا لا تنقضي عجائبه، وغضًا لا يخلق على كثرة الرد، وكان من رحمة الله بالعرب تنزيل هذا الكتاب بلغتهم، وعلى طريقتهم في الكلام. وإن خير ما يمثل هذا المفهوم شيوع الظواهر البلاغية، واللغوية التي اعتمدها العرب في كلامهم؛ ولهذا كله اتسم القرآن الكريم بأسلوبه المتميز عن غيره من الأساليب.
وقد توجهت عناية علماء هذه الأمة صوب فهم النص القرآني، وذلك من خلال العلوم التي أرسوا قواعدها كعلم: (النحو، والبلاغة، والتفسير).
إرسال تعليق