توزيع اليابس والماء بالدول العربية
يشغل الوطن العربي مساحة شاسعة من اليابس تمد بين قارتي أفريقيا وآسيا، أما الأذرع المائية التي تتوغل في اليابس، كالبحر الأحمر والخليج العربي فتشغل مساحات ضيقة، بينما المسطحات المائية الواسعة التي تتوتحف بالأرض العربية ممثلة في البحر المتوسط، والمحيط الأطلنطي فلا تتوغل داخل اليابس ونتيجة ذلك أن المؤثرات البحرية لا يعدو أثرها الجهات الساحلية من حيث انخفاض درجات الحرارة نسبياً في فصل الصيف، وارتفاع الرطوبة وكمية الساقط، بينما تكون الأقاليم الداخلية متطرفة المناخ بصفة عامة.
ويكاد يتصل يابس الوطن العربي في قارتي أفريقيا بيابس أوربا وترتيباً على ذلك يقع الوطن العربي تحت المؤثرات القارية لليابس المجاور وتتمثل هذه المؤثرات في هبوب رياح قارصة البرودة على قسم كبير من الوطن العربي، أحياناً من أوربا وأحياناً أخرى من آسيا في فصل الشتاء.
ويجاور اليابس المتسع للوطن العربي مسطحات مائية كبرى في أجزائه الجنوبية تتمثل في المحيطين الهندي والأطلنطي الجنوبي مما يجعل الأطراف الجنوبية لهذا الوطن عرضه لنظام الرياح الموسمية المطيرة صيفاً كما هو الحال في اليمن.
ويشرف البحر المتوسط أشرافاً كاملاً على قسم كبير من الوطن العربي في أجزائه الشمالية، ومن ثم فأن هذه الأجزاء تقع تحت تأثير الظروف المناخية التي تسود البحر المتوسط في فصلي الشتاء والربيع حيث يكون هذا السطح المائي منطقة توالد ومرور الأنخفاضات الجوية الإعصارية التي تتجه من الغرب إلى الشرق. وينشا عن ذلك تساقط المطر على أطراف
الوطن العربي المشرفة على البحر المتوسط وتلك التي تقع في ظهيرة.
ويمر بسواحل الوطن العربي في أقصى الغرب تيار كناريا البارد، فيعمل على خفض درجة حرارة سواحل المغرب المشرفة على المحيط الأطلنطي. ويظهر أثره واضحاً في الصيف، وهذا يفسر لك لماذا تسجل موجا دور مثلاً درجات حرارة أقل مم تسجله الرباط في هذا الفصل.
Post a Comment